كأس العالم للقارات.. مزيج من الطموح والمتعة والرعب

الثلاثاء، 16 يونيو 2009 10:41 ص
كأس العالم للقارات.. مزيج من الطموح والمتعة والرعب كأس القارات .. الطموح والقوة والمتعة
كتب محمد فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


أحيانًا، تختلف الدوافع وتختلط المشاعر، ويشهد الحدث الواحد تناقضات بالجملة، بين أعضائه والمشاركين فيه. وفى كأس العالم للقارات، المُقامة حاليًا بجنوب أفريقيا، يختلط الطموح والقوة بالمتعة، ويمتزج معهم الرعب والقلق ليشكلوا جميعًا انعكاسًا لدوافع وواقع الدول الثمانى المشاركة فى منافسات البطولة.

القوة، فى كأس العالم للقارات، تقدمها منتخبات فرضت نفسها على الساحة الكروية مؤخرًا، وتبحث عنها منتخبات أخرى كانت لها سطوة وسيطرة على منافسات الساحرة المستديرة، قبل أن ينسحب البساط من تحت قدميها، وتحلم بها منتخبات فقدت هيبتها وأصبحت "ملطشة" للجميع.

البرازيل وإيطاليا وأسبانيا، هى مصادر القوة الأبرز فى البطولة الحالية.. البرازيل تسعى للحفاظ على لقبها فى البطولة، وتسعى أيضًا لأن يساعدها الفوز معنويًا ويمنحها ثقة كبيرة لاستكمال تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم وهى على قمة المجموعة.

أما أسبانيا، الشبيهة بالقطار المُسرع الذى لا يوقفه أحد، فهى بلا شك أحد أقوى وأفضل منتخبات العالم فى الفترة الحالية، وأكثرها تكاملاً، المنتخب الأسبانى يكتسب قوته من 32 مباراة لعبها دون أن يتعرض للهزيمة، ويبحث عن قوة جديدة يُرهب بها منافسيه حين يضم كأس القارات إلى جوار كأس الأمم الأوروبية التى فاز بها العام الماضى.

أما المنتخب الإيطالى، فهو بطل العالم، وأحد المنتخبات التى تستطيع الفوز فى أسوأ حالاتها الفنية، وهو يسعى للفوز بكأس العالم للقارات للمرة الأولى فى تاريخه.

أما الطموح، فالمشروع منه يرتبط بالمنتخبات التى تسعى لتعزيز تفوقها ومواصلة سلسلة نجاحاتها التى لم تنقطع بالفوز بلقب قارى، ولكن استمرت فى منافسات كأس العالم، أسبانيا لها حق مشروع فى المنافسة على اللقب وكذلك البرازيل وإيطاليا، أما منتخبنا فأعلى سقف لطموحاته يتمثل فى عدم الخروج بفضيحة كما حدث فى كأس القارات قبل 10 سنوات، فى حين يمتلك منتخب أسود الرافدين حقًاً مشروعًا فى الطموح للتأهل للدور التالى فى ظل ضعف مجموعته.

هذا عن القوة، أمّا المتعة، فهناك أربعة منتخبات مُشاركة فى البطولة، تُقدم كرة قدم من الممكن وصفها بالجميلة والممتعة، وهى البرازيل وأسبانيا والعراق ومصر، والمتعة هنا تشير إلى تواجد مجموعة من اللاعبين الموهوبين القادرين على انتزاع "آهات" الجماهير، أما المنتخبات الأربعة الأخرى "نيوزيلندا وأمريكا وإيطاليا وجنوب أفريقيا"، فعلى اختلاف طرق لعبها وعلى اختلاف وتباين مستوياتها الفنية، فهى فى النهاية لا تقدم كرة قدم ممتعة أو جميلة.

وبعيدًا عن القوة والمتعة، هناك الرعب، ثالث عناصر هذا المزيج الغريب.. الرعب فى كأس القارات له شقان، شق فنى وآخر أمنى، فنيًا يتملك الرعب المنتخبات التى تمر بظروف خاصة أو بمرحلة عدم اتزان، وتخشى هذه المنتخبات أن تكتب كأس العالم للقارات شهادة وفاتها الكروية، وعلى رأس هذه المنتخبات، يأتى منتخبنا الوطنى الذى يتملك الرعب لاعبيه وجهازه الفنى، خوفًا من الإطاحة بأحدهما واستبعاد الآخر، وهناك أيضًا المنتخب العراقى الذى تتشابه ظروفه مع ظروفنا إن لم تكن أسوأ، فأسود الرافدين منذ فوزهم بكأس الأمم الآسيوية نتائجهم فى تراجع شديد، وفشلوا مؤخرًا فى التأهل للمرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

وهناك رعب مشترك، لكل الفرق المشاركة فى جنوب أفريقيا، رعب أمنى، من ارتفاع معدلات الجريمة، وحالات السرقة والقتل والنهب المتواجدة فى الدولة التى عانت كثيرًا من تمييز عنصرى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة