علاء عبد الباقى يكتب: ما أحلا الحياة

الثلاثاء، 16 يونيو 2009 11:24 ص
علاء عبد الباقى يكتب: ما أحلا الحياة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البطالة .. شئ واقعى تعود عليه معظم الشباب، بل إنهم الآن يضعون فترة البطالة فى دراسة مستقبلهم، فعندما يفكر الشاب فى مستقبله لا يخلو من احتساب 5 أو 6 سنوات على الأقل للجلوس على القهوة. فالبطالة شئ أساسى فى حياة أى شاب، فعندما كنت صغيراً وفى صباح كل يوم وعندما تأتى إلى والدتى لتقول لى الكلمة التاريخية "قوم.. اصحى .. اتأخرت على المدرسة" وكنت أتمنى أن أكون أطرش حتى لا أستطيع سماع هذه الكلمة وفى الحقيقة لم أتأخر فباقى ساعتين كاملتين على معاد المدرسة فاستيقط، كالعادة، مرغماً وأترك غرفتى الحقيرة وأذهب إلى المدرسة.

عمال النظافة لا يأتون إلى المدرسة "وفى أحيان كثيرة نقوم نحن بتقمص شخصية عمال النظافة وننظف فناء المدرسة والفصول" وفى أحيان أخرى أنتظر خارج المدرسة فى البرد القارص لأن البوابة مازالت مغلقة والسبب والدتى وأخيراً يُفتح باب المدرسة فيكون فى استقبالنا نحن التلاميذ كميه غبار لا بأس بها وكأنها تحاول منعنا من الدخول أو تحاول الهرب، ولكن ننتصر نحن التلاميذ عليها ونبدأ فى الوقوف فى الطابور الصباحى الطويل إلى هذه اللحظة لا أعرف ما هى فوائد الطابور الصباحى، وبعد كل هذه المعاناة ندخل الفصول وعندما يدخل علينا الأستاذ متأخراً "كالعادة" يقول "تعال ياد أنت أقف على الفصل وأى حد يتكلم أو ينام قولى علية لما أقوم من النوم" من الواضح جداً أنه سينام وأنا لا أستطيع النوم ويبدأ مسلسل الصراع بينى وبين النوم ودائماً أنا الذى أفوز، لأننى أعلم عدم استطاعتى الفوز على المدرس حينما يبدأ فى ضربى وبعد انتهاء اليوم الدراسى أذهب إلى البيت وأنا أكاد أنهار من التعب وأسمع الكلمة التى كانت السبب فى كرهى للتعلم وكرهى لكل شئ وهى "قوم ذاكر" ولو كنت أعلم أنه سينتهى بى المطاف إلى قهوة على أول الشارع لكنت وفرت كل هذا التعب والأموال وجلست مبكراً على القهوة .. أعلم أنكم تبكون بعد هذه المعاناة التى أحكيها وأستطيع سماعكم وانتم تقولون إننى تعبت ولكن لا تبكون ولا تشيلوا فى أنفسكم أنا الآن أجلس على القهوة وأستيقظ من النوم براحتى وأنام براحتى ولا يعكر مزاجى أى شئ.. فما أحلا الحياة بالبطالة.. وعجبى!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة