بينما أنظار العالم مسلطة على إيران، تشاهد الحشود الضخمة التى تدفقت فى شوارع طهران مرددة "أين صوتى؟" احتجاجاً على نتائج الانتخابات، التى تم تزويرها والتلاعب بها، كما تقول المعارضة، تحدث الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك فى مقاله اليوم الثلاثاء، بصحيفة الإندبندنت عن يوم المصير ويوم الشجاعة فى إيران.
حيث يقول الكاتب البريطانى، إن ما يقرب من مليون شخص شاركوا فى مسيرة من ضخمة من ميدان الثورة إلى ميدان الحرية أمام أعين شرطة مكافحة الشغب الوحشية فى طهران. وكانت الحشود تغنى وتصرخ وتسخر وتسب رئيسهم وتصفه بأنه "هباء"، وكان موسوى بين الحشود فى سيارة تتصدر الحشود فى الجو الحار، ورأى فيسك أن هذه المظاهرة التى جاءت فى ظل اليأس الذى ساد إيران بعد سفك الدماء عقب الانتخابات، كانت بمثابة يوم نصر للمرشح الإصلاحى المعتدل، ويقول فيسك: ربما يكون مير حسين موسوى قد خسر الانتخابات رسمياً، لكن يوم أمس كان عرض انتصاره الانتخابى عبر شوارع العاصمة، وانتهى بالتأكيد بإطلاق النار ونزيف الدماء.
فمنذ الثورة الإسلامية عام 1979، لم يحتشد المحتجون ويجتمعوا فى أرقام كبيرة مثل هذه أو بمثل هذه الشعبية الجارفة عبر شوارع المدينة اليائسة، وتحدث فيسك عن قمع قوات شرطة مكافحة الشغب للمتظاهرين، ومقتل خمسة أفراد فى حرم جامعة طهران، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الطلابية.
واعتبر فيسك، أن ترديد المتطاهرين هتافات "دبابات وبنادق وباسيج لم يعد لكل ذلك تأثير الآن"، وصراخهم "أين صوتى؟" تحت أصوات طائرات الهليكوبتر كانت بحق لحظة تاريخية.
وعلى الرغم من أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران آية الله على خامنئى قد وافق على إجراء تحقيق فى نتائج الانتخابات، إلا أن أحمدى نجاد، وعلى الرغم من ابتسامته المستمرة يظل رجلاً صارماً يعيش فى جو بيئة دينية صارمة، وكان سابقه محمد خاتمى هناك أسفل الحشود مع موسوى وزوجته زهرة راحناورد، إلا أنهما لم يتمكنا من حماية الحشود.
والحكم لا يتعلق بالأشرار أو الطيبين، لكنه مسألة سلطة ودولة وقوة سياسية، وهى أمور مختلفة، وما لم تتحرك شرطة مكافحة الشغب لتكون إلى جانب المعارضة، فإن أسلحة الجمهورية الإسلامية ستظل فى يد أحمدى نجاد ورعاته الروحيين، كما سنرى بالتأكيد.
روبرت فيسك يكتب عن يوم المصير والشجاعة فى إيران
الثلاثاء، 16 يونيو 2009 06:59 م