يكفى أن يطالع القارئ عنوان ديوان الشاعر كريم الصياد الجديد "منهج تربوى مقترح لفاوست .. كتاب فى فلسفة التربية .. بقلم أنت تعرف من" ليطرح العديد من الأسئلة عن معنى العنوان وطريقة كتابة كريم للشعر بصفة عامة، اليوم السابع كان له هذا الحوار مع الشاعر كريم الصياد حول ديوانه الجديد..
أولا، ماذا عن عنوان الديوان، وهل قصدت الصدام مع القارئ منذ البداية؟
الديوان جزء من متتالية شعرية عن شخصية "فاوست" الأسطورية التطورى، والتربوى، أى يتتبع مراحل حياة فاوست، و"بقلم أنت تعرف من" أقصد الشيطان المشرف على تربية فاوست، وهذا يتضح من خلال الأسطورة الألمانية حول شخصية فاوست، إذا ففاوست هو المتلقى والشيطان هو المشرف على تربيته. أما عن الصدمة فمن شأن العناوين أن تكون صادمة، ولكن العنوان لا يتوقف عند مجرد الصدمة، بل يتعداها لدلالة الديوان بصفة عامة.
يأخذ الديوان شكل الكتاب بتقسيماته الأكاديمية، ألا ترى أن ذلك يبعده عن مصطلح الشعر ويقترب به من النظم بمعناه القديم؟
قصدت من هذا الديوان الكتابة بالشعر، وليس كتابة الشعر، فالشعر هو المادة الخام الأولى فى الوجود، وممن الممكن أن نكتب به أى شىء سواء فلسفة أو علم نفس أو تربية أو غيره، الشعراء اكتفوا بتأسيس شعرية، أرى أن علينا أن نطورها باستغلال المادة الشعرية فى الكتابة بصفة عامة، وهذا بعيد عن فكرة النظم، وقصدت منها استخدام الشعر بشكل جديد، ويبعده عن النثر المحافظة على الغنائية التى تظهر فى القصائد فهذا ديوان شعر فى الأول والآخر.
لديك ولع شديد بـ "الشكلية" والقصدية فى تقسيمات الديوان، كما أن القارئ يجد صعوبة فى التعامل مع الديوان؟
الديوان يقوم على فكرة المشروع، فهو ليس مجرد قصائد مجمعة، فأنا لا أعرف أن أكتب القصيدة إلا حين تكون فى سياق، وأمام الناقد أو القارئ أن يتعامل مع الديوان كوحدة واحدة أو كقصائد مفردة، وهذا ما يبرر تقسيمات الديوان التى تخضع لفكرة المشروع، فهذه التقسيمات لها غرض فى الديوان وغير مقحمة عليه. أما بالنسبة للغموض فهناك مستويات للقراءة، هناك مستوى للقراءة يتعامل مع الموسيقى واللغة، وهناك مستوى أكثر عمقاً من ذلك يتعامل مع المضامين الفلسفية الموجودة فى الديوان، أعتقد أن كل قارئ يأخذ من النص ما يريد.
لماذا "فاوست"، وهل قصدت مجرد تعريب الأسطورة أو تشريقها؟
الديوان ليس مجرد محاولة لتعريب الأسطورة أو تشريقها كما قلت، إنما محاولة لـ "تشعير الأسطورة"، أما لماذا فاوست فهذا لاهتمامى بعقدة فاوست الذى أراه النموذج البشرى الأقرب لى، وخاصة غواية فاوست المتمثلة فى العلم والقوة والخلود، فقصدت الوقوف أمام هذه الغواية، والتعدى للعديد من القضايا الإنسانية مثل قضية الخير والشر وقضية الخلود التى اهتم بها فاوست وتظهر فى الديوان بـ "مرحلة الشباب الأبدى"، ففاوست هو الذى يتلبسنى ولست أنا المتلبس له.
الديوان يأخذ الشكل الموزون المقفى، بل هناك إحدى القصائد تتخذ الشكل العامودى معارضة لقصيدة "المواكب" لجبران خليل جبران؟
قصدت من هذه القصيدة بالذات السخرية من الرؤية الرومانسية، فنحن فى عصر واقعية فجة وقاسية وهناك قصيدة بعنوان "ما بعد الرومانسية". أما بالنسبة لاستخدامى الوزن والقافية، فأرى أن الفن مثل لعبة الشطرنج لابد أن نعرف قواعد اللعبة جيداً، ولكل لعبة قواعد لابد من الالتزام بها. وعلى الشاعر أن يطور أدواته ويحاول أن يصل لدرجة من الاكتمال فى استخدامها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة