جاء الاجتماع الذى عقده الدكتور أسامة الغزالى رئيس حزب الجبهة مساء أمس الأحد لتنظيم أول ورش عمل مغلقة تضم عددا من القوى الوطنية لإجراء مناقشات حول المبادرات والائتلافات السابقة التى أنشئت منذ عام 2005 حتى الآن، تحت عنوان "لماذا لم تؤد المبادرات السياسية السابقة أغراضها وكيفية تلاشى تلك الأخطاء؟".
وتأتى هذه الورشة ضمن ثلاث ورش عمل، والتى تجمع ممثلين لعدد من القوى الوطنية، يبلغ عددهم ما يقرب من 30 قياديا وقد حصلت اليوم السابع على أسمائهم، ومن بينهم الدكتور عصام العريان وسيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع والمفكر نادر الفر جانى والدكتور منير مجاهد المسئول الأكبر عن تجمع "ضد التمييز الدينى"، والدكتور سمير عليش المنسق العام لإخراج وثيقة مصر، والدكتور محمد أبو الغار، وحلمى شعراوى أستاذ علوم سياسية وخبير شئون أفريقية ومؤسس مركز البحوث العربية والأفريقية والباحثة دينا شحاتة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، والمحامى عصام سلطان القيادى بحزب الوسط تحت التأسيس، أما من الشباب فقد شاركت إسراء عبد الفتاح من حزب الغد وأحمد ماهر وأحمد صلاح الدين وباسم فتحى من شابا "6 أبريل" و"الفيس بوك".
ترأس هذه الورشة الدكتور عبد الغفار شكر القيادى بحزب التجمع، فيما قام أحمد بهاء الدين شعبان أحد مؤسسى حركة كفاية والدكتور نادر الفرجانى والدكتور أسامة الغزالى بعرض ثلاث أوراق تناقش تلك القضية.
عرض أحمد بهاء شعبان أول تلك الأوراق وتضمنت ملاحظاته حول أسباب إخفاق مساعى الإتلاف السياسى واقتراحاته للتفعيل، حيث أرجع شعبان فشل الائتلافات إلى خمسة أسباب هى العجز الموضوعى الكامن فى بنية الأطراف المشاركة للائتلافات وضعف هيكلاتها فيما عدا "الإخوان المسلمين".
أما السبب الثانى فهو التباين الضخم فى موازين القوى خاصة فى تلك الائتلافات التى كان يشارك بها الإخوان، بحيث يحدث حالة من الشك والريبة بين الطرفين صعب تجاوزها.
أما السبب الثالث فهو غياب الثقة بين الإطراف وانعدام الرغبة الجادة فى الإنجاز، والرابع هو عدم الحسم فى تحديد الأولويات، أما السبب الخامس والأخير فهو الميول الاستعراضية لبعض الإطراف والرغبة فى تحقيق "الشو الإعلامى".
أما الحلول فأوجزها شعبان فى ثلاث نقاط تبدأ بفتح حوار صريح حول برنامج وأوليات كل طرف، ثم الخروج بالعمل الموحد من القاعات المكيفة، والخروج إلى ساحات المعارك، والخروج برموز الائتلاف وعناصره للتضامن العملى مع التجمعات الاحتجاجية والشعبية.
أما الحل الثانى فهو بذل جهد مكثف عن طريق طرح برنامج ممتد للحوار حول قضايا محل الاختلاف، مثل قضايا التحول الديمقراطى فى المجتمع.
الحل الأخير هو توسيع دائرة الحوار بين الشركاء حول القضايا المطروحة حتى لا تظل مفاهيم التعاون محصورة فى أقلية متفاهمة من مختلف الاتجاهات.
فيما عرض الدكتور نادر الفرجانى ورقته بعنوان "نحو اختراق عظيم للبوار السياسى فى مصر" والتى أرجع خلالها الفرجانى فشل الائتلافات إلى غياب العمق الاجتماعى والجماهيرى وأعطى مثلا على ذلك بالقصور الذى حدث فى حركة "كفاية" والتى أرجعها إلى تراخى الرؤية الفكرية وتبلور تشكيل تنظيمى، بالإضافة إلى افتقار بعض التيارات الرئيسة إلى إيمان حقيقى بالديمقراطية يتجسد فى ممارسة سوية.
أما الورقة التى قام الدكتور أسامة بعرضها تحت عنوان "المبادرات السياسية والشعبية ..لماذا لم تحق أهدافها؟"، فلم تختلف كثيرا عن الأوراق السابقة.
فيما أوضح أحد الحضور أن هذه المناقشات حملت فى نهايتها نتائج مهمة، كان أبرزها عدم الاهتمام فقط داخل الائتلافات بالقضايا السياسية فقط، بل يجب أن تضم معها القضايا الاقتصادية والاجتماعية، والتى سينتج عنها بناء تحالف يجمع قوى مجموعة من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والحركات السياسية، بالإضافة إلى الاهتمام تلك الائتلافات بطرح أهداف واقعية يمكن تحقيقها، لكى ينتج عنها ثقة أكبر من الناس.
بجانب الاهتمام فى الفترة القادمة بعدم الاكتفاء بالديمقراطية السياسة فقط بل والاجتماعية أيضا.
فى أول ورشة للقوى الوطنية
حقيقة فشل الائتلافات السياسية فى مصر
الإثنين، 15 يونيو 2009 05:51 م