ثورة جديدة على ولاية الفقيه فى إيران

الإثنين، 15 يونيو 2009 04:16 م
ثورة جديدة على ولاية الفقيه فى إيران الانتخابات الإيرانية تعكس ثورة على ولاية الفقيه فى إيران
كتب محمد ثروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لم يكن أحد يتصور تزويراً على هذا النطاق الواسع على مرأى من العالم أجمع، من جانب حكومة أحد أركانها هو التزامها احترام الشريعة الإسلامية"، هكذا قال مرشح الرئاسة الإيرانية الخاسر مير موسوى فى رسالة وجهها إلى رجال الدين فى مدينة قم.

فالبلد التى ملأت العالم كله حديثاً عن ديمقراطيتها العظيمة وحملها لرسالة الدفاع عن الإسلام ونعتت نفسها باسم "الثورة الإسلامية". هى نفسها التى تقوم باعتقال المعارضين لرئيسها المشكوك فى شرعيته، وتمنع الاحتجاجات أو التظاهر للتعبير عن إحباط الشارع الإيرانى، وتغلق مكاتب القنوات والصحف العربية والعالمية التى ترصد احتجاجات المعارضين وتشكيكهم فى نتائج تلك الانتخابات، التى جاءت بأحمدى نجاد للسلطة مرة ثانية فى دليل واضح وفاضح على استبداد مقنن تحت راية ولاية الفقيه، أو آية الله العظمى الذى يسيطر على مقاليد الأمور.

الشىء اللافت الذى كشفت عنه المظاهرات ضد نجاد والتشكيك فى شرعية استلامه السلطة، أنها لم تأتِ عبر مجاهدى خلق أو نجل شاه إيران الذى يطالب بعرش أبيه، لكنها مظاهرات على النظام من داخله ويدعو لها أنصار النظام ورجاله مثل شقيق الرئيس السابق محمد خاتمى وحفيده الإمام الخومينى وزوجة مير موسوى.

الطلبة الإيرانيون فى جامعة طهران الذين تحدوا السافاك "جهاز مخابرات الشاه الرهيب"، وأخذوا يهربون أشرطة الخومينى داخل الجماعة وينسخونها ويوزعونها على الشعب الإيرانى، والذين احتلوا السفارة الأمريكية تعبيراً عن رفض التدخل الخارجى فى شئون بلدهم هم أنفسهم الذين يخرجون فى الشوارع وفى الجامعات وعلى أسطح المنازل، منددين بإعادة انتخاب نجاد الذى يرونه ديكتاتوراً أفسد علاقة بلادهم بالغرب والعالم العربى، وأراد وضعها فى عزلة وتحريض العالم ضدها.

الآن فقط ظهرت حقيقة النظام السياسى فى إيران أو الهيكل الفارغ من أى مضمون، فرجال الدين فى قم هم الذين يتحكمون فى الدولة، وهم وراء حالة الجمود السياسى والاجتماعى الذى قد يفجر ثورة اجتماعية داخل المجتمع، وخاصة بين الأقليات، حيث تنقسم إيران من الناحية العرقية إلى عدة أقليات، فيشكل الفرس 45% من مجموع السكان البالغ عددهم نحو 70 مليون نسمة حسب إحصاءات عام 2000، وهناك 25% أذريون، و8% جيلاكى ومازندارانى، و8% أكراد، و4% عرب، و3% لور، و3% بلوش، و3% تركمان، و1%آخرون، "يهود وغيرهم".

كما حظر نظام الملالى عمل الأحزاب السياسية التى نشأت فى إيران منذ عقود طويلة أغلبها مارس العمل الحزبى السرى فى ظل عهود من الاستبداد عاشتها إيران، وبعد انتصار الثورة الإسلامية فى فبراير العام 79 برزت الممارسة الحزبية فى إيران فى أعلى مستوياتها، غير أنها سرعان ما قُمعت بعد أن اصطدمت بطبقة رجال الحوزة الدينية، وذلك بعد عزل أول رئيس إيرانى منتخب أبو الحسن بنى صدر، وكان لافتاً أن رجال الحوزة الدينية لجأوا أيضاً إلى تأسيس حزب الجمهورية الإسلامية لمواجهة تنامى نفوذ الأحزاب اليسارية وكان أخطرها على النظام الجديد الأحزاب التى سميت بالالتقاطية، خصوصاً مجاهدى خلق ومن سار على نفس طريقها فى دمج أفكار إسلامية بالماركسية.

وحظر المرشد الأعلى للثورة جميع الأحزاب والتنظيمات غير الإسلامية ولم تسمح لأعضائها بدخول البرلمان والترشح للرئاسة بزعم عدم إحراز شروط أهلية الترشيح، وأهمها الالتزام العملى بالإسلام وبنظام ولاية الفقيه، كما لم يسمح نظام الملالى بعمل أحزاب ساهمت بفاعلية فى الثورة ضد الشاه، ومنها بالطبع حركة تحرير إيران برغم أن الحركة التى أمسكت بالسلطة بُعيد سقوط الشاه حافظت على تقاليد العمل السياسى داخل أطر النظام، لكنها تظل تعارض نظام ولاية الفقيه.

مشاعر الشباب الإيرانى الرفض لتزوير إرادته والثائر ضد نظام الملالى المحتكرين للثروة والسلطة هل تسفر عن ثورة قادمة؟.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة