إذا جيت جنب أى شاب مصرى اليوم وسألته نفسك فى إيه. سيرد بلا تفكير نفسى أسافر.
نعم فقد أصبح السفر والهجرة بعيدا عن الوطن هو حلم كل شاب مصرى. وذلك طبعا للهروب من شبح البطالة والفقر. الشاب فى مصر بعد التخرج وإذا كان ليس لديه واسطه أو محسوبية يذوق الأمرين فى البحث عن عمل وإن وجد هذا العمل سيكون عمل ليس بمؤهله وأيضا براتب زهيد يرضى به كارها بدل من أن يحمل لقب عاطل مما يسبب داخله روح الاحباط والاكتئاب.
إذا قمت بعمل مقارنة ما بين شخصين تخرجا من نفس الكلية وبنفس التقدير إحداهما التحق بوظيفة ما بمصر والآخر استطاع تحقيق حلمه بالسفر بعيدا والهجرة، ستجد طبعا من يعمل داخل الوطن يعيش بالكاد يرضى بمرتب زهيد ما زال ساكن مع أهله وما زال أهله يساعدونه أما الشاب الآخر الذى استطاع التحليق بعيدا فهو فى مستوى مادى مرتفع استطاع شراء شقه استطاع الزواج استطاع أن يرد الجميل لأهله وقام هو بمساعدتهم فى الارتقاء بحياتهم.. إذا حلم الشاب المصرى هو السفر يحاول تحقيق هذا الحلم بشتى الوسائل شرعيه أو غير شرعية حتى لو فى سبيل ذلك تعرض للغرق فى عرض البحر. ألم نسال أنفسنا سؤال أنه بالرغم من حدوث الكثير من حوادث الهجرة غير الشرعية إلا أنه هذه الهجرة ما زالت مستمرة ولم يخف الشاب من الإقدام على مثل هذا النوع من الهجرة برغم تحذيرات المسئولين والتخويف منها أعرف الإجابه أن الشاب حينما يفكر فى هذه الهجرة يرى أن هناك نتيجتين لهذا النوع من الهجره، النتيجة الأولى أن تنجح عملية الهجرة وهناك يحصل على أى وظيفة بمرتب مجز، ويستطيع تحقيق أحلامه. والنتيجة الثانية المؤسفة هى الغرق فى عرض البحر والموت. وطبعا الشاب لا يخاف من النتيجة الثانية.. ليه؟ لأنه يرى نفسه ميتا فى بلده فلن يضيره الموت فى عرض البحر وخصوصا إن هناك نسبه أمل فى تحقيق النتيجة الأولى وحلمه الكبير. فى ناس تقول طب بما أن الشاب الذى يسافر للخارج يرضى باى وظيفة هناك فلماذا لا يرضى بمثل هذه الوظيفة فى بلده؟ طبعا الإجابة معروفة العائد المادى لمثل هذه الوظائف فى مصر ضئيل جدا فمن معلوماتى أن عامل النظافة فى مصر لا يأخذ أجرا سوى 300جم ومثل تلك الوظائف المشابهة وهذا طبعا بخلاف نظرة الاحتقار الذى يجدها فى عيون الناس غير أنه لما يسافر بلد أجنبى وخصوصا لو كان أوروبيا يستقبله الناس فى مصر استقبال الأبطال بغض النظر عن الوظيفة التى يقوم بها بالخارج.. سمعت البعض يردد بأن الكثيرمن شباب الهجرة غير الشرعية بدفعون 10000جم للسماسرة واستردوا ليقولوا إنه لماذا لا يقوم الشاب بعمل مشروع بهذا المبلغ بدل من الطمع الذى يسوقه لهذا المصير.. أى مشروع يتكلف 10000جم وإذا وجد ماهى فرص نجاحه فلقد قرأنا عن كثير عن شباب الخريجين الذين اقترضوا أموالا من البنوك لعمل مشروعات صغيرة ثم فشلت هذه المشروعات وها هم الآن يقبعون خلف القضبان كالمجرمين وأرباب السوابق.
أما مشروع الهجرة إن اكتمل ففرصة نجاحه هى 99.99%. ( حاولوا حل مشكلة الشباب قبل ان تتهموهم بالطمع). وقبل أن تختفى روح الوطنية من حولنا وقبل أن نجد أنفسنا نتساءل لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون.......!! اتركها فارغة لتضع فيها ما تحلم به.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة