رغم أسلوبه الساخر واللاذع، لم يخفِ روبرت فيسك، مراسل صحيفة الإندبندنت إعجابه بالانتخابات الرئاسية التى شهدتها إيران، والتى أعلن فوز الرئيس محمود أحمدى نجاد فيها متغلباً على أقرب منافسيه الإصلاحى حسين موسوى.
تحدث فيسك تحت عنوان "دولة مقسمة وحدتها روح الديمقراطية"، عن المشاركة الكبيرة وغير المسبوقة من قبل الشعب الإيرانى قائلاً: "توجه ملايين من الشعب الإيرانى الشجاع للتصويت من أجل اختيار رئيسهم القادم، ذهبوا من أجل الأسباب الصحيحة، وذهبوا أيضا من أجل الأسباب الخاطئة لكنهم أرادوا أن يقولوا كيف تحكم دولتهم.
قال فيسك، إن عشرات الآلاف من الإيرانيين فى طهران انتظروا تحت حرارة الصيف الشديدة للإصرار على أن لديهم واجبات والتزامات نحو مجتمعهم، ورغم ذلك، فإن الكاتب يبدى أسفه لأن رجال الدين الذين يحكمون إيران سيؤكدون أن الملالى وليس الشعب هم الذين فازوا فى هذه الانتخابات، حسب قوله، شكراً آية الله الخومينى.
ويضيف فيسك الذى شهد أجواء الانتخابات بنفسه، أن هذه الانتخابات تعد الأولى منذ الانتخابات العراقية، والتى جعلت شعوب الشرق الأوسط يثبتون بشكل مدهش حقهم فى أن يُنصت إليهم، فالانتخابات الأخيرة فى إيران شارك فيها ما يصل إلى 85%.
وعلى الرغم من حرية التعبير الكبيرة التى تشهدها إيران هذه الأيام، والتى لم تكن موجودة من قبل حتى قبل الثورة الإسلامية، كما يقول روبرت فيسك، إلا أنه يرى أن هذا لا يعنى أننا أمام إيران جديدة حتى لو فاز المرشح الإصلاحى المعتدل حسين موسوى، لكنها ستكون أقوى إلى حد ما عن ذى قبل، متمنياً ألا تصبح أكثر خطورة.
ورصد فيسك أجواء ما سماه الروح الجديدة من أمام مراكز الاقتراع، ونقل آراء بعض الناخبين منهم مريم أمين التى قالت، إنها لم تكن تفكر فى الانتخاب ولم تكن تنوى ذلك إلا أنها فكرت فى أن سكوتها قد يساعد شخصاً غير مؤهل لكى يصبح رئيس إيران.
روبرت فيسك: الملالى وليس الشعب الإيرانى الفائز فى الانتخابات الرئاسية
الأحد، 14 يونيو 2009 01:33 م