تكتب القصة القصيرة وترسم لوحات تشكيلية، وتنحت على الخشب، بالإضافة إلى عملها كطبيبة نفسية، وتأليفها لكتب بحثية مثل كتابها "ما وراء التعذيب" الصادر عن دار ميريت، عرفها الوسط الثقافى من مجموعتها "علشان ربنا يسهل" وحصلت بها على جائزة المركز الثانى فى مسابقة "ساويريس" فى القصة القصيرة العام الماضى، بالتزامن مع حصولها على جائزة المركز الثانى فى المسابقة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة عن مجموعتها "الولد الذى اختفى"، والتى صدرت ضمن سلسلة إبداعات..
التقى اليوم السابع الدكتورة بسمة، وكان هذا الحوار عن مجموعتها القصصية..
ألا يؤثر تعدد اهتمامات على إبداعك ومستواه فى كل فرع على حده؟
لا أعرف فصل شىء عن آخر، حاولت أكثر من مرة أن أركز فى مجال معين، توقفت أوقات كثيرة عن الكتابة استغللتها كلها للرسم، وعملت فى النحت لمدة شهرين أو ثلاثة، كنت أشعر دائما بالحاجة للكتابة وسط كل هذا، فى الماضى كان هناك فنانون شاملون، لكن المشكلة أن إيقاع الحياة سريع، والوقت ضيق، والاهتمام بالعمل يجور على الإبداع، حتى التفكير فى فكرة ما ومحاولة كتابتها، يشتته أحداث أخرى تتوالى بسرعة، تجعل الواحد يشعر "بالتوهان" وسطها، ولهذا كله أنا أبحث عن نفسى وعن استغلال اهتماماتى فى كل ما أفعله، وأمارسه فى المجال الإبداعي.
حصولك على جائزتين أدبيتين فى سنة واحدة ماذا يمثل لك؟
لم أدخل فى مسابقة للقصة وكنت أتوقع فوزى مسبقاً، كنت دائما أسمع عن المسابقات فى آخر لحظات إعلانها، حتى مسابقة قصور الثقافة تقدمت بالمجموعة فى آخر لحظة وفى فترة مد المسابقة، لكن من الصعب أن أنقد نفسى، أظن أننى واقفة على أرض صلبة فى القص، خصوصا عندما تتكون لجنة التحكيم من أسماء مثل البساطى وعبد المنعم تليمة وسحر الموجى وإيمان عز الدين أستاذة الأدب الإنجليزى والدكتور عبد الناصر حسن.
عملك كطبيبة نفسية هل أفادك فى كتابة القصص؟
العمل بالقرب من نماذج مختلفة من البشر، سواء مرضى أو أطباء فى المجال النفسى، أثر بالتأكيد على كتابتى، وفى الحقيقة هناك عوالم كثيرة انفتحت كلها أمامى عندما عملت كطبيبة فى الأمانة العامة للصحة النفسية، وكانت دراستى لعلم النفس أيضا من الأمور التى أثرت على كتابتى، فأنا أحب علم النفس لأنه يدرس النفس البشرية دون التعرض للشق المرضى.
لاحظت أن هناك تشابهاً كبيراً بين قصة "العرض" وعوالم يوسف إدريس، فما ردك؟
فى قصة "العرض" كتبت عن عالم عايشته وتأثرت به، ونموذج المريض الذى يسكت عن شفاء علته ويستثمرها ليس استثنائياً، فهذا يمثل 60% من المرضى الموجودين فى المستشفيات التعليمى، فهم يساومون طلبة الطب فى الامتحانات، وأصبح الموضوع بالنسبة لهم مصدر دخل، وهذه القصة لم تنتهِ من زمن يوسف إدريس وتتجدد كل يوم بشكل مختلف، وأنا حرصت على تناولها لأنها لا تنتهى.
هل قصدت الكتابة عن المهمشين فى قصص "وجبة صغيرة يحفها الامتعاض" و"ثلاجة أم صابر"، وألم تصبح هذه النوعية من الكتابات مثل الموضة؟
بالتأكيد هناك مجموعة من الكتاب يكتبون عن نماذج مهمشة، لكنى لم أقصد اختيار نماذج بعينها، حقيبتى لا تحوى سوى ورق وأقلام، وفى الطريق دائما ما أسجل هذه المشاهد التى رأيتها فى قصص المجموعة، ومن الممكن أن أكون شاهدت نماذج جميلة لكنها لم تشدنى.
هل ختمت المجموعة بقصة "علامة الجودة" لتصنعى توازناً فى المجموعة بين عالم المهمشين وعالم المرفهين؟
"علامة الجودة" من أكثر المشاهد التى استفزتنى، ولم أستطع أن أتجاهلها، لكنى لم أقصد أن أصنع توازناً أو أقدم عالمين، لكن الفكرة أن هذه القصة كانت كافية للتعبير عن عالم المرفهين، بينما هناك 10 قصص عن عالم آخر لا يعرفون رفاهية بطلة "علامة الجودة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة