أجرت محررة صحيفة واشنطن بوست لالى وايماوث، حواراً عبر الهاتف مع سعد الحريرى، رئيس كتلة المستقبل اللبنانية، وتحدثت معه حول حيثيات الانتخابات اللبنانية وفوز تحالف
14 آذار على الرغم من التوقعات بفوز حزب الله، فإلى نص الحوار..
واشنطن بوست: هل تعتبر انتصاركم غير المتوقع فوزاً للشعب اللبنانى؟
الحريرى: إنه كذلك بالفعل، ولكن ما توج انتصارنا هو ذهاب اللبنانيين إلى لجان الاقتراع واتخاذ قرارهم الذى كان واضحاً وصريحاً.
لماذا فى اعتقادك جاءت أعداد غفيرة من اللبنانيين للإدلاء بأصواتهم؟
لقد قدمنا حملة انتخابية طموحة ومقنعة للغاية، فكل ما كنا نريده هو أن تأتى مصلحة لبنان فى المقدمة، ولقد تطرقنا إلى المشاكل الاقتصادية وما يريده الشعب اللبنانى من توفير فرص عمل وتحسين الظروف الاقتصادية وعمل إصلاحات حقيقية داخل الحكومة، كما كانت لدينا رؤية واضحة لما نريد إنجازه.
ماذا كانت هذه الرؤية؟
رؤيتنا تكمن فى أن يأتى لبنان قبل أى اعتبار وقبل أية مصلحة، فنحن ينبغى أن نركز على إعادة بناء القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلى حتى نتمكن من تشكيل حكومة مركزية قوية.
ما تعليقك على الملصقات التى انتشرت فى بيروت وكتب عليها "لن ننسى، ما دامت السماء زرقاء"، هل تشير إلى سيطرة حزب الله المسلحة على بيروت فى مايو الماضى؟
تشير هذه الملصقات إلى العديد من الأشياء.. الاغتيالات.. عدم الاستقرار..
هل تقصد اغتيال والدك؟
ليس فقط والدى، وإنما سمير قصير، وجورج هاوى، وبيير جمايل، جبران طونى، وليد عيدو وجميع شهداء تحالف 14 آذار الذين سقطوا جراء التعرض لعمليات اغتيال غادرة.
قيل إن السوريين هم من قتلوهم.
سوف نترك الأمر لمحكمة الأمم المتحدة حتى تقرر من كان وراء اغتيال والدى والآخرين.
هل تريد أن تصبح رئيس وزراء لبنان؟
فى الحقيقة أنا بصدد مناقشة هذا مع حلفائى وسنقرر ما هو الأفضل لتحالف 14 آذار وللبنان، وأنا لن أتنصل من هذه المهمة.
هل كنت قلقاً بشأن سلامتك خلال الحملة الانتخابية؟
فى البداية، لم يتعد الأمر كونه قراراً عائلياً، فأسرتى أرادت أن أستأنف إرث والدى السياسى، ولقد أصبحت عضواً فى البرلمان عقب شهرين من حادث الاغتيال وبعدها رحلت لمدة خمسة أشهر لأسباب أمنية.
هل تعتقد أن خطاب القاهرة الذى ألقاه الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، من جامعة القاهرة ووجهه إلى العالم الإسلامى، كان له تأثير على انتصار تحالف 14 آذار، وخسارة حزب الله؟
لا، بل أعتقد أن الشعب اللبنانى كان منخرطاً بصورة كبيرة فى السياسات المحلية. الرئيس أوباما قدم خطاباً رائعاً، ونجح فى بدء علاقة تاريخية جديدة مع جزء من العالم كان قد تم إغفاله وتجاهله لفترة طويلة، كما أكد على أن العالم الإسلامى والإسرائيليين يجب أن يدركوا حقيقة هامة وهى أن إحلال السلام الخيار الوحيد لتقدم هذه المنطقة.
لقد مر 19 عاماً ولم نتمكن من المضى قدماً، وأصبحت بعض الدول تتحجج بما تفعله إسرائيل للتحريض على المشاكل الإقليمية.
هل تقصد إيران؟
إيران وبعض الدول الأخرى. نعم، الفلسطينيون منقسمون، ولكن الإسرائيليون منقسمون كذلك، ويجب على الجميع إكراماً للإنسانية والأمن وسلام المنطقة أن يضحوا قليلاً، ولقد توصل العرب إلى مبادرة سلام، وبدلاً من أن تتعاون إسرائيل وتجلس إلى طاولة المفاوضات، وضعتها جانباً ولم تعيرها اهتماماً يذكر.
هل سيكون حزب الله جزءاً من الحكومة الجديدة؟
نحن نرغب فى تشكيل حكومة قادرة على استيعاب الجميع باختلافاتهم، ولكنها يجب أن تكون حكومة فعالة وإيجابية.
هل يعنى هذا أنك ستتواصل مع حزب الله على الرغم من الادعاءات التى تفيد بتورط الحزب فى مقتل والدك؟
نعم، نحن سنتواصل مع جميع الأحزاب السياسية، ولن نفرق بين أحد، فنحن نرغب فى توحيد صفوف لبنان وبناء أرضية مشتركة لتوحيد لبنان من أجل مصلحة لبنان.
هل تتحدث عن التفاوض مع حزب الله لنزع أسلحتهم؟
نحن نتحدث عن إستراتيجية دفاع من أجل لبنان، فهناك قرار مجلس الأمن عام 1701، (التى تدعو لنزع سلاح جميع المسلحين اللبنانيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان)، ولكن إسرائيل لم تحترم هذا القرار بأى شكل من الأشكال.
ما هى حقيقة شعور اللبنانيين إزاء سوريا؟
الحقيقة أن العلاقة التى تربط بين الكثير من اللبنانيين وسوريا ليست متينة، ولكن الولايات المتحدة بدأت تتواصل مع سوريا، ونحن جيرانها، ويجب علينا أن ننشأ علاقة دبلوماسية معها قائمة على الاحترام.
اليوم السابع ينشر حوار سعد الحريرى مع "واشنطن بوست"
السبت، 13 يونيو 2009 06:55 م
الحريرى لـ "واشنطن بوسط": الشعب اللبنانى أخذ قراره بعيداً عن أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة