ذكر التقرير الصادر عن معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام لعام 2009، والذى نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، أن تكاليف "الحرب الشاملة ضد الإرهاب" التى شنتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 قد بلغت 797 مليار دولار، فى الوقت الذى وصلت فيه نفقات العمليات العسكرية فقط فى العراق وأفغانستان إلى 603 مليارات و160 مليار دولار.
فى عام 2002، ذكر لورانس ليندسى، كبير الاقتصاديين فى البيت الأبيض، أن تكلفة التدخل العسكرى فى العراق ستبلغ 100 مليار دولار، أو 200 مليار على الأكثر، وكانت تقديرات الخبراء فى الكونجرس الأمريكى قد حددت لها ميزانية بقيمة 44 مليار دولار، على اعتبار أن مدة القتال ستكون 30 يوماً إلى جانب 75 يوماً إضافية من الوجود العسكرى فى المنطقة.
أما اليوم، فقد بلغت فقط تكلفة دفع الرواتب والعقود المختلفة شهرياً 9.9 مليار فى العراق و2.4 مليار فى أفغانستان.
ويشير التقرير إلى أن الميزانية الكلية السنوية لوزارة الدفاع الأمريكية قد زادت منذ عام 2000 أكثر من الضعف، أى من 294 إلى 675 مليار دولار، ولن يتم خفضها سوى ابتداء من 2012 أو 2016، وفقا لسرعة انسحاب القوات.
ويلاحظ أن نمو معدل النفقات فى المجال الدفاعى خلال الثمانِ سنوات الماضية قد سجل أعلى مؤشراته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد ساهمت تلك النفقات، التى تم تمويلها بالدرجة الأولى من القروض الخاصة، فى تدهور الوضع المالى العام فى أمريكا.
فعلى مدار ثمانِ سنوات، تحول الفائض فى الميزانية الذى كان يبلغ 236 مليار دولار إلى عجز من المتوقع أن يصل إلى 407 مليارات دولار فى عام 2009، وهو الرقم الذى قد يرتفع أيضا نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية. ويلاحظ الخبراء السويديون أن اللجوء إلى قروض الطوارئ قد أدى، بدوره، إلى انخفاض قدرة الكونجرس على السيطرة على الأمر.
من ناحية أخرى، أدت "الحرب ضد الإرهاب" إلى زيادة مبيعات الأسلحة فى جميع أنحاء العالم، فوفقاً لما ذكره تقرير المعهد، فإن "مفهوم الحرب ضد الإرهاب قد شجع العديد من البلدان على النظر إلى مشاكلها من تلك الزاوية، والتى سمحت لهم بتبرير النفقات العسكرية"، كما يقول بيرلو فريمان، الخبير فى معهد ستوكهولم.
وقد سجلت الولايات المتحدة 41.5% من إجمالى الإنفاق العسكرى العالمى، بواقع 607 مليارات دولار من 1464 مليار دولار على مستوى العالم فى عام 2008، أى بزيادة بنسبة 4% فى عام واحد، و45% منذ عام 1999.
أما معدل النمو فى الميزانيات العسكرية فى كل من روسيا والصين فقد كان أسرع، إذ شهدت نفقاتهم العسكرية زيادة ثلاثة أضعاف خلال عشرة أعوام.
الحرب ضد الإرهاب" أدت إلى زيادة مبيعات الأسلحة فى جميع أنحاء العالم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة