"ماتساويش مليم أحمر".. الأحمر المقصود به معدن النحاس.. فهناك نحاس أصفر وهناك نحاس أحمر.. والمليم لا يخفى معرفته على أحد فهو اسم عملة معدنية نقدية مصرية قديمة.. وعليه يصبح معنى (مليم أحمر) هو تسميه لأصغر عملة مصرية، حيث تصنع أساساً من تلك المادة، وهى تساوى فى قيمتها واحد على ألف من الجنيه، وبالتالى ليس لها قيمة بجوار العملات المعدنية الأخرى المصنوعة من الذهب والفضة مثل الريال الفضة والجنيه الذهب.. هذا ليس درساً فى الموروث، فقد حضرت تلك السالفة الريفية عن رجل خطب امرأة على ما كان دارجاً تلك الأيام أى على سمعة أهلها باعتبارها ابنة ناس أكابر وبنت حسب ونسب وسليلة العائلات ولما كانت العادة ألا يرى العريس عروسه إلا ليلة الدخلة وليس كخطبة هذه الأيام يلعب "سرجى مرجى" وبعدين يقول: متفاهمناش!.. المهم أن عريس الهنا انتظر إلى ليلة الدخلة حيث بيض الرواق وفرش الجهاز وبل الشربات وعلا الجواب وانتظر بجلبيتة البيضاء وطاقيته الشبيكة قدوم عروسه وكما تقتضى عادة أهل القرى أتوا بالعروس تحت وابل من الطلقات التى ملأوا بها الهواء وأدخلوها إلى دار العريس وغلقت الأبواب انتظاراً للدخول العظيم!
وحين دخل العريس ملهوفاً وهو يمنى النفس بوليمة معتبره ورفع النقاب - طرحة الزفاف - عن عروسته بنت السبع بدنات وجدها أشبه بشيتة صديقة طرازان! فارتد خائباً وهو يصرخ.. الحقوني.. الحقوني.. دى موش لزمانى.. دى ماتساويش مليم أحمر من الفلوس اللى صرفتها!
ذكرتنى تلك السالفة بما طرأ على أفكارى من أفكار غريبة فور سماعى عن المبلغ الذى أنفق على حفل زفاف مطربة "الواوا" على رجل الأعمال أبوهشيمة وكان (150) مليون جنيه كما أشيع، فقمت بتسلية نفسى ثم أحضرت آلة حاسبة وورقة وقلم وهات يا جمع ويا طرح ويا قسمة ويا ضرب ويا جذر تربيعى وغير تربيعى، حتى حصلت على ناتج النسبة بين هذا المبلغ والمبلغ الذى أنفقته على زفافى من زوجتى المصون الذى كان حديث القرية والمدينة حينذاك، فكان مبلغ حضرتى يساوى أقل من مليم أحمر مقابل هذا المبلغ الهشيماوى!.. وعليه اكتشفت أن زوجتى ما تساويش مليم أحمر فى هذا الزمن.. لكن الحمد الله أنها لم تشبه شيتة صديقة طرازان!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة