محمد فوزى طه يكتب: جارة القمر

الجمعة، 12 يونيو 2009 11:05 ص
محمد فوزى طه يكتب: جارة القمر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف أكتب عنها وهى أكبر من أى كلمة؟... هى جارة القمر... سفيرتنا إلى النجوم.. فيروز.. أسمها كما هو مدون منذ الولادة "نهاد وديع حداد" مواليد لبنان1935 من أسرة فقيرة أصولها فلسطينية من الناصرة.. وفى المدرسة حيث الحفلات كانت هى دوما الأولى بصوتها الجميل وإحساسها العالى بالموسيقى والكلمة.. أستمع إليها فى أحد الحفلات حينما وصل عمرها الرابعة عشر الموسيقى سليم فليفل فأعجب أشد الإعجاب بصوتها وتلقيها الفنى السريع فنصح أبوها أن يلحقها بالمعهد الموسيقى، وقد كان، ثم انضمت إلى فرقة الإذاعة ليتلقفها حليم الرومى مبهورا فتغنى فى مجموعات الكورس والموشحات والألوان الغنائية جميعها ثم تلاقت مع الرحبانية منصور وعاصى ليلحنا لها أول أغانيها وهى غروب ثم أغنية عتاب لتشتهر فى دنيا الغناء وتدعوها الإذاعة المصرية والإذاعة السورية وتصول وتجول وتغنى كما لم تغن واحدة من قبل. غنت لكل شئ.. للمشاعر والبلدان والحب والحرب.

للوطن كان شدوها وهمها وبكائها وأملها ودفاعها المستميت عنه حتى أنهم اختلفوا على كل شئ إلا فيروز فشددت مدافعة عنه أيام الحرب الطاحنة فقالت:

سألونى شو صاير ببلد العيد
مزروعة عالداير نار وبواريد
قلتلن بلدنا عم يخلق جديد
لبنان الكرامى والشعب العنيد
كيف ما كنت بحبك بجنونك بحبك
وكيف أنسى أول أغنية سمعتها فارتجفت وأصابنى الذهول للكلمات والصوت الذى أبعدنى عن الأرض وحلق بى فى سموات عالية:
هل جلست العصر مثلى بين جفنات العنب
والعناقيد تدلت كثريات الذهب
هل فرشت العشب ليلاُ وتلحفت الفضا
زاهداُ فى ما سيأتى ناسياُ ما قد مضى
وبسببها أمسكت أشعار جبران لأحبه كما أحبته هى وغنت له، وكانت معى عندما أحببت فتاتى فمنها كنت أتعلم كيف أكتب كلمة الحب:
يا طير يا طاير على طراف الدنى
لو فيك تحكى للحبايب شو بنى
روح اسألن على وليفو مش معو
ومجروح بجروح الهوى شو بينفعو
موجوع ما بيقول على بيوجعو
وتعن عا بالو ليالى الولدنى يا طير
وعندما كنت أحن إلى طفولتى كانت هى ولا سواها التى تحكى لى عنها فتذكرنى بطيارات الورق وأسطح جيراننا ببساطة مدهشة فترجعنى عبر صوتها إلى أجمل أيام العمر:
طيرى يا طيارة طيرى يا ورق وخيطان
بدى أرجع بنت صغيرة على سطح الجيران
على فوق سطوح بعاد عالنسمة الخجولة
أخدونى معهن الأولاد وردوا لى الطفولة
ضحكات الصبيان وغنانى زمان
للقدس غنت فبكت وأبكت ومسحت دموعها ودموعنا ووعدتنا بالرجوع إليها:
يعز علينا غداً أن تعود رفوف الطيور و نحن هنا
هنالك عند التلال تلال تنام وتصحو على عهدنا
وناس هم الحب أيامهم هدوء انتظار شجى الغنا
ربوع مدى العين صفصافها على كل ماء وهى فانحنى
تعب الظهيرات فى ظلها عبير الهدوء وصفو الهنا
تجولت معها فى الأندلس بروابيها وقصورها وقصص الحب التى دارت فيها أيام الحرس والخوف من اللقاء والتصميم أيضاً عليه رغم ذلك:
جاءت معذبتى فى غيهب الغسق كأنها الكوكب الدرى فى الأفق
فقلت نورتنى يا خير زائرة أما خشيت من الحراس فى الطرق
فجاوبتنى ودمع العين يسبقها من يركب البحر لا يخشى من الغرق
ومن أجمل ما قيل عنها ما قاله الشاعر طلال حيدر: عادة الصوت يبحث عن قصيدة يغنيها فيروز تبحث عنها القصائد لتصير شعرا! فيروز أسطورة مجسدة فهى الإرهاف الذى لا يوصف.. والقوة الأسطورية التى قلما نراها.. فيروز هى الحب الذى تحسه بين جنبات قلبك فيتسلل خدره إلى سائر أنحائك لتصبح الحياة أجمل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة