محمد سعيد يكتب.. أوباما.. "ثبتنى ثبت"

الجمعة، 12 يونيو 2009 11:08 ص
محمد سعيد يكتب.. أوباما.. "ثبتنى ثبت"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على طريقة الفنان الكوميدى إسماعيل ياسين فى فيلمه الشهير "ابن حميدو" حين قال لشاويش نقطة التفتيش عند مدخل السويس وهو ذاهب مع عصابة تهريب المخدرات "فتشني.. فتش" لا "ما تفتشنى ..فتش"، أو كما يقال الآن فى لغتنا الدارجة “ثبتنى.. ثبت”، انتابتنى حالة من الضحك الهيسترية عند سماع خطاب الرئيس الأمريكى باراك "حسين" أوباما على مدار 20 دقيقة من خطابه الموجه للعالم الإسلامى.

الذى أخذ يبرر أصوله الإسلامية وكيف كان من عائلة كينية من أصل مسلم وكيف عاش فى إندونيسيا وسماعه للأذان من الفجر حتى الغسق..فى مشهد كدت أن أصدق أنه أخى فى الله أوباما، وأن زيارته للمملكة السعودية كانت لأداء سنة العمرة وليس لتطييب خاطر قادة المملكة بعد اختياره مصر لإلقاء خطابه "التاريخي".

وعلى طريقة إسماعيل ياسين "ثبتنا" أوباما -كما يقال فى لهجتنا الشعبية- و"اكلنا الحلاوة" بل "ولبسنا العمة" ،ولم تكد تمر تلك الـ 20 دقيقة حتى وجدنا شخصية أخرى متناقضة تماما ومنفصلة عن شخصية الشيخ أوباما الذى مجد الإسلام وحضارته التى امتدت أكثر من 14 قرنا، أى قبل أن تقوم إمبراطوريته المتهاوية بأكثر 1000 عام، وجدنا شخصية تهاجم المقاومة فى أرض فلسطين ويطالب المحتل بإعطاء الفرصة للمستضعفين بفرصة إنشاء دولة تعيش إلى جانبهم، دولة منزوعة السيادة ..دولة منزوعة الأرض والشعب، دولة يعيش نصف أهلها فى المنفى فى المخيمات والمهجر.

وجدنا شخصية تهاجم حركة المقاومة حماس وتتهمها بالإرهاب فى حين يصفها فى ذات الوقت بالمقبولة شعبيا، ومتباكيا على ضحايا المحرقة النازية ليهود أوروبا المشكوك فى صحتها، ومتناسيا لضحايا محرقة غزة الذين وثقت نكبتهم بالصوت والصورة.

وناهيك عن مظاهر التخبط فى خطابه الذى ألهب مشاعرنا فيه بتلاوته الآيات القرآنية تارة والأحاديث الشريفة تارة أخرى، لدرجة أن تذكرت أن الرئيس مبارك المسلم لم يتل تلك الكمية من الآيات والأحاديث عند خطاباته المتعددة حتى التى يلقيها فى المناسبات الدينية والإسلامية، كل ذلك كان من أجل "مسمرة" مشاعرنا وتخدير جراحنا الملوثة بالأسلحة المحرمة دوليا وبالفسفور الأبيض والدايم والقنابل الانشطارية وغيرها من المحرمات.

وما ألمنى أكثر هم رجال السياسة والفكر المصرى والعربى إلا القليل منهم، فالكل أخذ يعدد مناقب الرجل ويشيد به وبسياساته وتفهمه لأزمة منطقة الشرق الأوسط، ونسوا أن الرئيس الأمريكى أيا كان اسمه ولونه ومذهبه السياسى خاضع لنفوذ الكيان الصهيونى عبر لوبه المتغلغل فى أواصر سياسته وساسته و أن الرئيس الأمريكى لن يحيد عن مصلحة كيان دولته التى هى مرتبطة فى الأساس بالكيان الصهيونى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة