"لوموند" تضع سيناريو علاقات أوباما والإخوان

الجمعة، 12 يونيو 2009 05:23 م
"لوموند" تضع سيناريو علاقات أوباما والإخوان جانب من تقرير صحيفة لوموند الفرنسية
إعداد ديرا موريس عن صحيفة لوموند

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من مرور أسبوع على الخطاب الذى وجهه الرئيس الأمريكى أوباما إلى العالم الإسلامى من قلب العاصمة المصرية، مازال مضمون الخطاب والظروف التى ألقى فيها، محط أنظار تحليلات الصحف الأجنبية.

وقد اهتمت صحيفة لوموند فى عددها الصادر أمس بإلقاء الضوء على رؤية الإخوان لمضمون خطاب أوباما وسابقة دعوة عدد منهم للاستماع إليه فى جامعة القاهرة يوم 4 يونيه، للمرة الأولى خلال التاريخ الطويل من العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وأنصار ما يسمى بـ "الإسلام السياسى".

تذكر الصحيفة بعض الآراء التى ترددت فى العاصمة المصرية، حيث مرت تلك المعلومة فى وسائل الإعلام الحكومية تقريبا فى إطار من الصمت، حول أن اعتراض الرئيس حسنى مبارك على دعوة أمريكا للإخوان هو السبب فى عدم حضوره لا إلى المطار لاستقبال نظيره الأمريكى ولا إلى القاعة حيث ألقى الكلمة. وذلك فى الوقت الذى يرجع فيه آخرون غياب الرئيس، البالغ من العمر ثمانين عاما، إلى أسباب صحية.

وتذهب الصحيفة إلى أنه وطوال فترة حكمه التى تمتد إلى ثمانية وعشرين عاما، لم يتوقف الرئيس المصرى عن قمع حركة الإخوان المسلمين والتى يحظر عليها فى مصر، على غرار العديد من البلدان الأخرى، تشكيل حزب سياسى.

وتقول الصحيفة: تمثل حقا جماعة الإخوان المسلمين قوة المعارضة الوحيدة المنظمة والشعبية ضد "الدكتاتورية الناعمة" التى يمارسها النظام على 80 مليون مواطن. ونجحت هذه الحركة، عقب الضغوط الشديدة التى مارستها - لفترة وجيزة - إدارة بوش لصالح تفعيل نظام أكثر ديمقراطية، فى الفوز فى انتخابات عام 2005، بـ88 من 444 مقعدا فى البرلمان المصرى، حيث رشح الإخوان أنفسهم كـ"مستقلين". وفى هذا الصدد، تشير الصحيفة إلى أن أفضل الباحثين المصريين يعتقدون أنه إذا كانت هناك حقا انتخابات حرة ونزيهة فى مصر، فإن الإخوان سوف يحصدون ما بين "30% و40% من الأصوات.

وتنقل الصحيفة رأى الدكتور عمرو الشوبكى، الذى يرأس قسم الدراسات العربية والأوروبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومؤلف الكتاب الذى نشر بالفرنسية حول هذا الموضوع "جماعة الإخوان المسلمين.. من البدايات حتى يومنا هذا"، عن دار نشر Karthala، والذى يرى أن الرسم الأولى للحوار بين الإخوان والإدارة الأمريكية الجديدة "لا يمكن أن يكون إلا غير رسمى".

وفقا لهذا الخبير، فإن "الحركة لن تخاطر بعبور الخط الأحمر وإغضاب النظام. حيث يدرك قادتها جيدا أن إدارة العلاقات المصرية الأمريكية هى فقط من اختصاص الرئيس والمحيطين به".

وقد التقى مراسل الصحيفة بمحمد حبيب، أستاذ الجيولوجيا والرجل الثانى فى حركة الإخوان التى تضم على الأقل 100 ألف عضو، من داخل مكتبه فى أحد مبانى وسط البلد، حيث "نفى بشدة" المعلومات التى نشرت مؤخرا فى إحدى صحف القاهرة من أن "إدارة أوباما قد التقت قبل بضعة أشهر، فى واشنطن، وممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر".

ويضيف هذا الأستاذ الموقر البالغ من العمر 67 عاما والذى سجن عدة مرات بسبب أفكاره وآرائه فى محاكمات مغلقة أجرتها محاكم عسكرية (5 سنوات فى عام 1995، و15 شهرا إضافية بدءا من مايو 2001)، بإصرار قائلا : "إن إجراء لقاء مع الأمريكيين ليس من المحرمات، ولكن يتحتم أن يتم ذلك بشكل علنى وبموافقة وزارة الخارجية المصرية".

ويذكر النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين بوجود 121 عضوا من الحركة حاليا فى السجن، من بينهم 13 ألقى القبض عليهم قبل ثلاثة أسابيع من وصول أوباما. وفى أعقاب انتخابات عام 2005، تم حبس أكثر من 3000 عضو لفترات مختلفة.

وتردف الصحيفة أنه بعد مرور ثمان وأربعين ساعة على خطاب أوباما، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا، موقعا من المرشد العام، الدكتور محمد مهدى عاكف، تشير فيه إلى أن خطاب أوباما لم يكشف عن شىء جديد. فقد كان يهدف "لتحسين صورة الولايات المتحدة" فى العالم الإسلامي. وقد واصل أوباما، "مثل سابقيه، دعم إسرائيل (...) وهو لا يدعم جماعات المقاومة الفلسطينية فى نضالها العادل والمشروع ضد الاحتلال". خاصة حماس، والتى تعد نوعا ما الفرع الفلسطينى من الجماعة الإسلامية.

وقد فسر أحد الباحثين بيان الإخوان بأنهم "سواء لم يفهموا شيئا" أو "أنهم امتنعوا بحذر عن الإشارة إلى انفتاح الرئيس الأمريكى الواضح حتى لا يثيروا قلق النظام وغضبه". وتخلص الصحيفة إلى أن محمد حبيب كان أكثر انفتاحا عندما صرح لصحيفة "لوموند" بوجود عناصر إيجابية بلا شك فى خطاب أوباما : "عرض المصالحة مع العالم الإسلامي، غياب مظاهر الغطرسة، واستخدام لهجة حارة تجاه المسلمين، وإعلان نهاية صراع الحضارات الوهمى، والوعد بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلدان الأخرى... من المستحيل الاعتراض على كل تلك الأمور". أما بالنسبة للباقى، فإن "باراك حسين أوباما ما هو إلا فرد فى نظام يشمل هياكل وجماعات ضغط.. نظام تجارة الأسلحة.. نظام الصهيونية. وليست الكلمات هى ما تحدد السياسة وإنما الأفعال. ونحن بانتظارها".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة