شرط اعتراف حماس بإسرائيل أمر لا أساس له فى المرجعيات الدولية للدبلوماسية..

المعلم: مستعدون للعمل مع أمريكا.. ولا بديل لدور مصر

الجمعة، 12 يونيو 2009 06:25 م
المعلم: مستعدون للعمل مع أمريكا.. ولا بديل لدور مصر وزير الخارجية السورى وليد المعلم
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت الأيام القليلة الماضية تكثيفا أمريكيا لمفاوضات السلام بدأت بخطاب أوباما بجامعة القاهرة، وتستمر مع زيارة جورج ميتشل مبعوث السلام الأمريكى الخاص بالشرق الأوسط لإجراء محادثات سلام فى إسرائيل وفلسطين، وكجزء من الجهود الأمريكية يذهب ميتشل لسوريا وفقما أكدت مصادر بالخارجية الأمريكية.

فالإدارة الأمريكية الحالية تنظر إلى ما أبعد عن شركائها الحاليين إذ ترغب فى مشاركة مزيد من اللاعبين المؤثرين فى المنطقة، بما فيها سوريا التى كانت قد أعلنت من قبل الإدارة الأمريكية أنها دولة راعية للإرهاب، وتعاملت معها العديد من الدول العربية على أنها دولة منبوذة، لكن سوريا تعتبر نفسها وسيطاً بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة والمتشددين فى المنطقة مثل حماس وحزب الله من جهة أخرى.

ويصل جورج ميتشل هذا الأسبوع إلى سوريا من أجل إحياء المفاوضات بين دمشق وتل أبيب، وقبل هذه الزيارة أجرت صحيفة فورين بوليسى حوارا مع وزير الخارجية السورى وليد المعلم، تحدث خلاله حول خطاب أوباما وما التغييرات التى تراها سوريا فى الفترة المقبلة والإحباطات والآمال فى العلاقات الأمريكية السورية.

تاريخ ميتشل يشجعنا على العمل معه
فى تعليقه أولا على خطاب أوباما ومهمة ميتشل، قال المعلم إن أوباما بدا صادقا فى خطابه، لكن هل يستطيع أن يحقق ما قاله وهناك كونجرس ولوبى موالٍ لإسرائيل، أما السناتور ميتشل "فأنا لا أعرفه" لأننى عملت من قبل جيدا مع فريد هوف الذى هو أحد مساعديه، وما سمعناه عن عمل ميتشل فى أيرلندا الشمالية ومهمته فى القضية الفلسطينية يشجعنا كثيرا ونحن مستعدون للعمل معه.

وفى سؤال الصحيفة حول المكالمة الهاتفية التى أجريت بينه وبين وزيرة الخارجية الأمريكية فى 31 مايو، قال المعلم إن هيلارى كلينتون وزيرة خارجية مؤثرة، موضحا أنهم اتفقوا على خارطة الطريق لتطبيع العلاقات الأمريكية السورية على مستوى المجالات السياسية والأمنية والثقافية، كما أنهم يتفقون حول رؤية مشتركة لثلاث نقاط مهمة وهى تحقيق الاستقرار فى العراق والعمل من أجل سلام شامل فى الشرق الأوسط والتعاون فى مكافحة الإرهاب.

المعلم ينتقد بعض التصرفات الأمريكية نحوهم
وتطرق المعلم فى حديثه إلى الطريقة التى تتعامل بها إدارة أوباما مع العقوبات المفروضة ضد سوريا، موضحا أنه رغم حرصه على رؤية تحسن حقيقى فى العلاقات مع واشنطن فإن شيئا لم يحدث حتى الآن، فحتى فيما يخص مسألة أسطول الطيران المدنى الذى تم منع أجزاء منه فى إطار العقوبات الأمريكية لم يحدث أى تقدم.

وانتقد المعلم تجديد أوباما محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية، فهذه المسألة قد تم حلها، إذ سحبت القوات السورية من لبنان وتم تبادل السفراء بين دمشق وبيروت.

سوريا دولة راعية للإرهاب أم مشاركة فى مكافحته
وقال المعلم إنه من الغريب أن يتم وضع سوريا ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب فى الوقت الذى تطلب منها الولايات المتحدة مساعدتها فى مكافحة الإرهاب فى العراق ومناطق أخرى، فهذا أمر غير مفهوم.

وأوضح المعلم أنه على ما يبدو أن هناك كيمياء بين الرئيس السورى بشار الأسد والسيناتور الديمقراطى جون كيرى، فلقد زار دمشق مؤخرا وتناول عدة مقابلات مع الرئيس السورى إذ أنه يحظى بثقة الأسد.

وأكد أنه لا يهم بالنسبة لسوريا ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية هى الليكود أم العمل فأهم شىء هو وجود قرار سياسى بالسلام.

وأثنى المعلم على الدور التركى فى مباحثات السلام بين سوريا وإسرائيل، ولكنه قال إنهم يحتاجون الولايات المتحدة أيضا لما لديها من طبيعة فريدة تربطها بإسرائيل ولقيادتها لبعض القدرات التقنية القادرة على رصد وتثبيت اتفاق السلام.

رابين صاحب رؤية استراتيجية حقيقية
وأوضح المعلم أن إسحق رابين كان القائد الإسرائيلى الوحيد الذى كان لديه رؤية إستراتيجية حقيقية لهذه المنطقة، فلقد كان السوريون قادرين على المشاركة معه فى القضية إلا أنهم اختلفوا على بعض التفاصيل المتعلقة بالجدول الزمنى للتنفيذ.

وأشار أيضا إلى الدور الخطير جدا الذى لعبه رجل الأعمال الأمريكى الإسرائيلى رون لودر شنت، الذى حاول التوسط بين الولايات المتحدة وأول حكومة شكلها نتانياهو فى التسعينيات، ووقتها أخبرهم لودر أن أرييل شارون قد تدخل مسربا أنباء عن مبادرة لدانييل بايبس، وبالتالى تم إجهاضها.

وأكد أنهم كانوا على استعداد لتوقيع اتفاق مع إسرائيل حتى لو لم يبرم الفلسطينيون اتفاقهم، إلا أن هذا لابد وأن يكون اتفاق سلام حقيقيا.

سوريا مستعدة للتوسط بين أمريكا وإيران
وحول العلاقات الأمريكية الإيرانية والسورية الإيرانية أبدى المعلم استعداده للعب دور الوسيط بين الطرفين، فإنه يرغب فى تعريف إيران أهمية الولايات المتحدة فى العالم وأهمية إيران فى المنطقة.

وتساءل هل علاقات سوريا مع إيران يمكن أن تساعدنا فى حل الصراع العربى الإسرائيلى، أو أن حل الصراع العربى الإسرائيلى سيساعد على تقليل أهمية إيران فى المنطقة فهذه نقطة تستحق المناقشة. كما تساءل لماذا تحاول الولايات المتحدة أن تحشد تحالفا عربيا إسرائيليا ضد إيران، ألم نتحدث عن السلام فى المنطقة ككل.

وبدا المعلم وكأنه يدافع عن إيران، فقد أوضح فى حديثه أن إيران لن تعترض على أى تحركات سلام إذا ما قلنا إنه فى مصلحتنا فهى لم تعترض على هذا منذ 1991، حتى أن إيران أيدت الوساطة التركية قبل عام.

لا بديل عن دور مصر فى الوساطة بين فتح وحماس
وأكد المعلم أن جهود الوساطة بين فتح وحماس تحتاج إلى دور مصرى مباشر، كما يحدث الآن بالفعل وهذا الدور لابد من تدعيمه من العرب، إلا أن الوسيط لابد أن يكون محايدا، فلابد أن يشعر الطرفان بالتساوى فى مسئوليتهم عن القضية حتى يمكن حل الأزمة فى غزة.

ويرى المعلم أن شروط الرباعية الدولية الثلاثة لإشراك حماس فى مفاوضات السلام تمثل عقبة فى سبيل تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، وأنه على كل شخص أن يجد سبيلا لإزالة هذه العقبات، وأشار إلى أن شرط اعتراف حماس بإسرائيل أمر لا أساس له فى المرجعيات الدولية للدبلوماسية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة