"التايم" تؤكد.. لا سلام بدون حماس

الجمعة، 12 يونيو 2009 05:03 م
"التايم" تؤكد.. لا سلام بدون حماس جانب من تقرير التايم
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى نبرة تبدو جديدة على الصحيفة الأمريكية، دعت مجلة التايم، الولايات المتحدة والغرب إلى ضرورة التعامل مع حماس، حتى ولو كانت الحركة من وجهة نظرهم إرهابية. وقالت فى التقرير الذى كتبه جو كلين عن لقائه مع خالد مشعل زعيم حركة حماس، إن تحقيق السلام لن يتم دون إشراك حماس على الرغم من استمرار هجماتها على "المدنيين الإسرائيليين".

ويقول كلين: خلال المقابلة التى أجريتها مع خالد مشعل مدير المكتب السياسى لحركة حماس، والتى جاءت بعد ساعة من خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى جامعة القاهرة، أدركت أن مشعل كان يسمى الشعب الإسرائيلى وقادته بالإسرائيليين. وبدا هذا جديداً. فالمصطلح الذى اعتاد الإسلاميون المسلحون استخدامه لوصف الإسرائيليين هو "الصهاينة" أو أسوأ من هذا.
بعد عدة أيام فى إيران، على سبيل المثال، شاهدت الرئيس محمود أحمدى نجاد يقول فى نقاش: "لا أحب أن أدعوهم الإسرائيليين. فقادتهم قذرون للغاية لدرجة أنهم إذا غسلوا أنفسهم فى المياه الأكثر نظافة سيظلوا قذرين".

سألت مشعل إذا كانت لغته تعنى أنه سيقبل بوجود دولة يهودية على أرض الواقع تسمى إسرائيل.. قال: "لا تستنتج هذا.. هناك الأسماء التى يدعون بها أنفسهم. وعندما يتمكن الفلسطينيين من أن يكون لهم دولة ذات سيادة، فيمكن سؤالهم عندئذ بمن يعترفون". ورغم ذلك، فإن وصف الإسرائيليين بالأسماء التى يطلقونها على أنفسهم يبدو نوعاً مختلفاً فى لهجة حركة حماس تجاه إسرائيل. وهذه اللهجة الجديدة يمكن أن تثير الجدل. جزء منه قد يكون له علاقة بالهزيمة العسكرية المفجعة لحماس فى غزة، فاعترفت أخيراً أن إسرائيل لن تختفى ببساطة. أو أن مشعل قد يحاول أن يقدم وجهاً أكثر تعاطفاً مناقضاً لوجه رئيس حكومة الليكود الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو المتمرد. وأياً كان السبب، فإن الوقت يبدو بالتأكيد قد حان لإعادة النظر فى عدم رغبة الغرب للتعامل مع حماس.

ويمضى كلين فى القول: التقينا فى مجلس فى الدور الثانى من مكتب حماس فى الحى الهادئ بالعاصمة السورية دمشق. مشعل الرجل الوسيم اللبق ذو الشعر واللحية المكسوة بالبياض جلس بجوار علمى فلسطين وحماس. سألته عن رد فعله على خطاب أوباما، وكان متشككاً من الناحية الرسمية، اعترف باللهجة الجديدة للرئيس الأمريكى، لكنه أراد أن يعرف الضغوط التى يمكن أن يمارسها أوباما على الإسرائيليين لوقف بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية. "الأمريكييون لديهم خبرة كبيرة فى الضغط على الدول فى جميع أنحاء العالم.. فلماذا لا تستطيع أمريكا أن تفعل ذلك فقط مع إسرائيل؟

فى الواقع، إنه شخص متعنت، كما تصفه التايم، لكن فى هدوء شديد. سألته ما هى الخطوات التى كان على استعداد لاتخاذها من أجل السلام. هذه المبادرة يجب أن تأتى من الطرف الذى يمتلك موارد. ونحن لا نمتلك أياً منها، هكذا رد وكرر العرض السابق بالتفاوض على ترتيبات قائمة على انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967. ماذا عن الاعتراف الرسمى بإسرائيل؟ فرد مشعل متسائلاً: من الذى يحتاج إلى الاعتراف "إسرائيل التى لديها ترسانة نووية وتعد قوى عظمى ولديها مواردها، أم الشعب الفلسطينى؟ أى طرف يجب أن يُلتفت إليه. الجلاد أم الضحية، الظالم أم المظلوم". كما لم يعتذر مشعل عن تاريخ حماس فى الهجمات التى وجهتها مباشرة إلى الأبرياء الإسرائيليين، قائلاً إنه كان دفاعاً عن النفس.

وكان واضحاً أن مشعل لن يقدم أى تنازلات علنية لأوباما. ويواجه مشعل فى الحقيقة مشكلات أكثر إلحاحاً من مفاوضات الوضع النهائى التى يسعى أوباما إلى حلها. فغزة التى تسيطر على حماس تعيش فى حالة دمار، المعابر الحدودية لا تزال مغلقة من قبل إسرائيل إلا من أجل إدخال بعض البضائع الإنسانية، على الرغم من استعطاف هيلارى كلينتون، والغزاويون غير قادرين على إعادة بناء منازلهم. كما أن مشعل غارق فى شرك معركته السياسية المحلية ضد حركة فتح التى تتلقى منحا دولية من أجل إعادة الإعمار والتى تسلح قواتها وتمولها الولايات المتحدة.

إذن، ما هى خيارات الغرب فى ظل رفض مشعل تلبية أى من مطالب الرئيس أوباما. فحماس لديها بعض الحقائق فى صالحها: إنها موجودة وتظل قوية فى غزة كنتيجة مباشرة للخدمات الاجتماعية الحقيقية التى تقدمها، مقارنة بفساد حركة فتح وافتقارها النسبى لهذه الخدمات. ولديها شكوى مشروعة، وهى أن الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية غير إنسانى ووحشى، والفلسطينيون مسجنون خلف جدار عازل لا يتطابق مع حدود 1967، وهم مجبرون لتحمل مئات من نقاط التفتيش الإسرائيلية وحواجز الطرق التى تهدف إلى إذلالهم أكثر من تحقيق الأمن. أراضيهم تقسمها الطرق السريعة التى لا يستخدمها سوى المستوطنون. والمستوطنات التى يسكنها الإسرائيليون الأكثر تشدداً تضاعف حجمها منذ اتفاقات أوسلو عام 1993، وحولت المناطق الفلسطينيية بالتدريج إلى كانتونات صغيرة.

وتنتهى التايم إلى القول: لن يكون هناك سلام طالما ظل هذا الوضع قائماً. ولن يكون هناك سلام دون حماس كجزء من العملية، ورغم استمرارها فى العنف ضد الإسرائيليين. ولن يكون هناك سلام دون حديث أمريكى مع كافة الأطراف.
فى الماضى، كان صناع السلام فى أغلب الأحيان إرهابيين سابقيين.. فى كلا الجانبين.. فلماذا ليس الآن؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة