أكرم القصاص - علا الشافعي

بسمه موسى

آن الأوان أن تدخل المرأة كشريكة كاملة للرجل

الجمعة، 12 يونيو 2009 07:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاهدت بالتلفزيون مناقشات تمكين المرأة وإعطائها عدداً من المقاعد الإضافية فى البرلمان المصرى، وإنى إذ أهنئ بنات جنسى بهذه الخطوة، أشكر رئيس الدولة وسيدة مصر الأولى لإعطائهما إشارة البدء بها.

وقد سبقنا العراق فى تمكين المرأة بالبرلمان ليصبح بنسبة 30 %. وفى إحدى ندوات المجلس القومى لحقوق الإنسان فى ديسمبر 2008م قالت إحدى نائبات البرلمان الرواندى الذى حققت المرأة فيه نسبة تعدت الخمسين بالمائة ليصبح أول برلمان فى العالم يحقق ذلك بالانتخاب الحر . قالت النائبة: لقد كنت ومجموعة من السيدات نعمل بمنظمات المجتمع المدنى، وفى إحدى الاجتماعات اتفقت السيدات فى مجموعة من هذه المنظمات على فكرة، وعاهدنا أنفسنا أن نتمها من أجل أطفالنا، والفكرة هى أننا قمنا بتمشيط العاصمة ورصدنا كل الأراضى الخربة والمهملة، والتى أصبحت مصدرا للتلوث فى المدينة ينعكس على الهواء بها وعلى صحة الأطفال الذين يلهون بالشوارع، وقررنا أن نحيلها جميعا إلى حدائق مليئة بالوورود والأشجار، واستمرت جهودنا إلى أن أصبحت العاصمة واحة خضراء وتحولت تلك الأراضى إلى متنزهات يذهب إليها الكبار والصغار.

عند هذا الحد شعر الروانديون بما قامت به المرأة من إنجاز، وطالبونا بأن نرشح أنفسنا فى البرلمان، وأنهم سوف يدعموننا، وقالوا لقد أديتم عملا لم يفكر به الرجال، لأنه خاص بصحة الأطفال وحفظ البيئة ونشر الجمال والرفاهية . وتقدمنا إلى الانتخابات لنفز بأكثر من 50% من عضوية البرلمان...أذكر هذه القصة وأنا أقول لبنات بلدى يجب أن تجتهدن أناء الليل والنهار بالعمل الجاد الذى يخدم المجتمع، حتى تحصلن على المساواة فى الحقوق والواجبات.

إن عدم اشتراك المرأة فى الماضى اشتراكاً مُتكافئاً مع الرجل فى شئون الحياة لم يكن أمراً أملته طبيعتها بقدر ما برّره نقص تعليمها وقلة مرانها وأعباء عائلتها، وعزوفها عن النزال. أما وقد فُتحت اليوم أبوابُ التعليم أمام المرأة, وأُتيح لها مجالُ الخبرة بمساواة مع الرجل، وتهيأت الوسائل لإعانتها فى رعاية أسرتها، وأضحى السلام بين الدول والشعوب ضرورةً تقتضيها المحافظة على المصالح الحيوية للجنس البشرى. لم يعد هناك لزوم لإبقاء امتياز الرجل بعد زوال علته وانقضاء دواعيه.

إن تحقيق المساواة بين عُضْوَى المجتمع البشرىّ يُتيح الاستفادة التامة من خصائصهما المتكاملة ويُسرع بالتقدم الاجتماعى والسياسى ويُضاعف فرص الجنس البشرىّ لبلوغ السعادة والرفاهية. إن مفهوم المساواة بين النساء والرجال يجب أن يُنظر إليه من منظور أكبرَ من الحقوقِ والواجباتِ فى نطاقِ العلاقةِ المحدودة بين الرجلِ والمرأةِ من حيث توزيعِ المهامِ مُناصفةً بين الرجالِ والنساءِ مثل أعمالَ المنزلِ وتربيةِ الأولادِ وغيرِها من الأمورِ.

إن للدين البهائى رؤيةً أكثرَ شمولا ترتكز على الهدفِ الأساسى لتعاليمِ اللهِ الذى يتطلبُ أن ننظرَ للإنسانيةِ كفردٍ واحدٍ ونفسٍ واحدةٍ وهو مبدأ :"وحـدةِ العـالمِ الإنسـانى "
إن الله لا يُفَرِّق بين الرجُلِ والمرأةِ. بل إنَّ أقْرَبَهما إليه مَنْ كان قلبُهُ أشدَّ استنارةً ومَنْ كان إيمانُه به أعظمَ.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة