ما من شك أن نظرة الغرب للمسلمين قد تغيرت بعد أحداث 11 سبتمبر، والتى تباهى تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن بقتل الأمريكان فى عقر دارهم، ولو نظرنا بإنصاف للقضية وتذكرنا حال المسلمين فى الغرب ورجعنا إلى الوراء قليلا لنلقى نظرة على المسلمين الأوائل الذين هاجروا إلى هذه البلاد وغيرهم الذين سافروا لأغراض مختلفة وتزوجوا من غربيات أسلم معظمهن، نجد أن هذه الدول قد استوعبت هؤلاء المسلمين الأوائل، بل إن الكثير منهم كان يمارس عباداته دون أى تضييق من أحد ولقد رأيت المسلمين يفترشون الشوارع فى صلاة الجمعة فى المدن الأوروبية، ورغم أنه عمل استفزازى لغير المسلمين، إلا أنهم احترموا عبادات المسلمين ولو تذكرنا تضييق الحكومات العربية والتى هى بالطبع حكومات إسلامية على التيارات الإسلامية والمنتمين إلى التيار الإسلامى فى بلادهم وهروبهم إلى الغرب، وكيف تمتع هؤلاء الهاربين أو المطرودين بالحرية فى ممارسة الشعائر الإسلامية والتى تبدو مغال فيها أحيانا مثل النقاب أو الجلباب القصير والتى تقابل ببعض الاستهجان حتى فى الدول المسلمة، لأيقنّا أن الغرب أكثر تقبلا للحرية الشخصية والعقائدية من دول العرب والمسلمين، كل ذلك يقودنى لأن أقر حقيقة قد تخفى على الكثيرين أن الدول الغربية بمناخها الديمقراطى المتسامح كانت وستكون تربة خصبة لنمو تيار إسلامى معتدل، بل أكثر تنويرا خاصة مع الأجيال الوليدة من المسلمين الذين ينتمون إلى أصول غربية للأب أو للأم وسيحمل هؤلاء المسلمين الجدد سماحة الإسلام ووسطيته الجميلة آخذا فى الاعتبار المستوى التعليمى والثقافى لهؤلاء مقارنة بالمنتسبين إلى التيارات الإسلامية المتشددة فى بلادنا والتى ثبت أن الكثير منهم ينتمون إلى مستويات اجتماعية متواضعة، بل ومستويات تعليمية منخفضة دون الانبهار ببعض من قيادتهم والتى تبدو أحيانا أنها من الطبقة العليا فى مجتمعنا العربى.
ولعل خطاب أوباما وهو رئيس أكبر دولة فى العالم، وتأكيده على احترام الإسلام كعقيدة واحترامه وتشجيعه للمسلمين فى أمريكا لمؤشر قوى ستظهر آثاره الإيجابية بسرعة ليس فقط فى أمريكا بل فى العالم أجمع.
ونرجوا أن يثبت المسلمون فى كل بقاع الأرض خاصة فى الدول غير الإسلامية أنهم يتحملون المسئولية كاملة فى الدفاع عن إسلامهم وإظهار سماحته ووسطيته وأن يكونوا سفراء لهذا الدين ولا يعطوا الفرصة للمتشددين وأنصاف المتعلمين ممن ينتسبون إلى التيارات المتشددة لتشويه صورة الإسلام، وأنى لعلى ثقة كما قلت فى أن العالم كله سيعيد قراءة الإسلام من جديد، وستتناثر كلمات من هنا ومن هناك ولكن سيبقى الزبد وسيكتشفون مدى سماحته وعدالته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة