أكرم القصاص - علا الشافعي

مى الشربينى

من باب الاستعداد

الخميس، 11 يونيو 2009 09:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختزلنا الربح والخسارة، بل البقاء نفسه، فى مساندة أوباما وأمريكا. من هنا اقتصر الكثير من التحليلات السياسية والصحافية لخطاب أوباما على مَن يساند الرجل.. العرب أم إسرائيل؟ الحكومات أم المعارضة؟ لن أغوص فى هذا التواكل، نعلم للأسف أن دعوات البعض بضرورة التحرك لاستثمار إيجابيات الخطاب - بغض النظر عن نية أوباما الطيبة أو الخبيثة - لن تُلَّبى وسنبقى سياسياً منتظرين معلقين الآمال على أمريكا، ليس فقط على مساندتها بل على سوبرمانها الذى سيأتى يوماً يهدينا القدس.

انطلاقاً من أن الرابح والخاسر يحدده أوباما فإن الحقيقة المؤكدة حتى الآن ودون تقليل من أهمية الخطاب التاريخى، هى أن جامعة القاهرة هى عملياً دون الحاجة لأى توقعات أو تحليلات، الرابح الأكبر من هذا الخطاب.

فقد شهدت مبانى الجامعة، وبدون أدنى مبالغة، ما لم تشهده فى احتفالها بمئويتها! ويأتى بعدها فى هذا الربح كل حائط أو سور أو كوبرى كان من حظه الدهان أو حتى الغسيل بماء فى زمن قياسى. اعتدنا على المشهدين المتناقضين قبل وبعد زيارات المسئولين المهمين حتى أصبحنا لا نشتكى كثيراً من أن الزهور والنظافة والهدوء تختفى بعد الزيارات مباشرة وكأن مَن يزيلها يقول لنا: خسارة فيكو! وقد قرأنا بعض التصريحات لمسئولين يبررون بافتخار هذا الجهد الخرافى فى زمن قياسى قبل زيارة أوباما، بأنه يتم «حتى يكون المظهر حضارياً».

فعلاً كلمة تستحق مائة علامة تعجب! ألا يعنى ذلك أن المظهر لم يكن حضارياً قبل هذه الأعمال «الاستعدادية»؟ ألا يعنى ذلك أننا لا نهتم بأن يكون مظهرنا حضارياً ولكننا نضع فى أولوياتنا أن يعتقد الآخر أن مظهرنا حضارى؟ أليس فى ذلك أى لامبالاة بكل من يعيش فى القاهرة ويعتقد «واهماً» أن من حقه أن يعيش وسط مظهر حضارى؟ على أى حال أنا لا أعترض.. اللهم كثّر من هذه الاستعدادات.

سأتعامل مع هذا الوضع أيضاً على أنه أمر واقع، ولكن إذا كان أوباما أهم لنا من مئوية جامعة القاهرة، يحدد لنا الرابح والخاسر، ونعلق عليه آمالنا فى حل المعضلة الفلسطينية، فلنستمع لما يقوله أو بعضه. قال إن الشعوب تتطلع لشفافية حكوماتها وامتناعها عن نهب أموال الشعب وإن مثل هذه الحكومات تتمتع بقدر أكبر من الاستقرار والأمن. قال إن البلاد التى تحصل فيها المرأة على تعليم جيد هى بلاد تتمتع بقدر أكبر من الرفاهية.

إننا طبعاً كما نعلم لا نخضع لأى ضغط ولا ننتظر رئيس دولة أجنبية ليقول لنا ماذا نفعل، ولكن ياليتنا من باب الاستعدادات فقط، نهتم بأن نُظهر لأوباما أن لدينا ،ولو شكلياً، مظهرا حضاريًا وحكومة تتمتع بالاستقرار وبلدا به بعض الرفاهية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة