«الحزب الوطنى خدعنا، وتعرضنا للخيانة»، هذا ليس وصفا لفريق معارض أو معاد للحزب الوطنى، بل هو ما أعلنه محامو الحزب الوطنى الذين خسروا فى انتخابات المحامين الأخيرة، وعلى رأسهم سعيد الفار مسئول ملف المحامين فى الحزب الذى قال «أيام وأكشف اللى حصل، وسنتخذ موقفا اتفقنا عليه»، بل إن الفار أكد أنهم كقائمة مرشحين باسم الحزب كانوا عريانين بدون ورقة توت، وأن الحزب ضربهم، بل وشجع القائمة القومية لـ«سامح عاشور» وتركهم.
الفار الـذى حصل حسب النتائج المعلنة على خمسة آلاف و460 صوتا على المستوى العام، ذكر أن أمانة المهنيين لم تتحرك فى شىء، ولم تقم بأى خدمة أو مساندة للمرشحين على قائمة الحزب، لكن أمانة التنظيم كما قال، هى التى تحملت ورتبت كل شىء، وقال «من يوم إعلان النتائج حتى اليوم لا خبر من أمانة التنظيم ولا أمانة المهنيين وكأننا لسنا أبناء الحزب ولا نمثل له أى أهمية»، وبناء على هذا فهناك خطاب رسمى توجه به الفار للحزب للاستفسار عما حدث والتدخلات التى أدت لتعديل النتائج، ولم يستبعد التقدم ومن معه من القائمة بالاستقالة، ولو حتى من أمانة المهنيين والتخلى عن المسئوليات التى مارسها طوال السنوات الماضية، كمسئول ملف المحامين بالحزب، ولكنه فضل تأجيل القرار لحين الاطلاع على محاضر فرز صناديق الانتخاب.
حالة الفار ومن معه من أعضاء الحزب الوطنى ليست الأولى التى تؤكد حدوث انشقاقات بين أعضاء الحزب وقائمته، سواء الرسمية أو القومية، فكشف عبدالمجيد هارون عضو المجلس الجديد أنه انضم حديثا للحزب الوطنى لتحصين نفسه كما قال من التزوير أو تعديل النتائج، لكن الحزب لم يقم معه كما ذكر بأى مجهود إلا أنه نسب النجاح لنفسه. وكذلك بدأ أعضاء القائمة القومية والمقربون من سامح عاشور النقيب السابق الذى خسر الانتخابات- إعداد طعن أمام القضاء الإدارى على النتائج المعلنة، بل إن ماجد حنا عضو القائمة «قبطى» وصف ما حدث بأنه خيانة من الحزب، وأكد أنه يمتلك جميع المستندات التى تؤكد هذا، وعليه تقدم بطعن هو وأعضاء القائمة، يتهم فيه اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات بالتزوير والتلاعب فى النتائج، وسانده فى هذا ممدوح الجمال ووائل السعيد وعاكف جاد وماجد حنا وعلى الصغير وحلمى عبدالحكم والدرملى الطماوى وسيد عبدالغنى، وجميعهم مقربون من عاشور. وكشف هؤلاء أن كلا من عمر هريدى وجمال سويد حصل على أصوات ليست لهما وأن نتائج الانتخابات لا تعبر عن حقيقية نتائج الفرز.
هذه الخلافات أدت إلى صعوبة فى إنهاء مجموعة (الـ28) لتنفيذ الاتفاق الذى تم بينهم وأحمد عز الأيام الماضية حول تشكيل هيئة المكتب منهم فقط، بدون مشاركة الإخوان فيها، فرفض سعيد عبدالخالق وخالد أبوكريشة وعبدالسلام كشك» أعضاء المجلس عن قائمة عاشور» حضور أى اجتماعات تمت بين عز والأعضاء سواء فى مقر الوطنى أو خارجه وفضلوا الاحتكام للانتخاب.
وبهذا بدأت الصراعات من جديد لمجلس المحامين الذى يجتمع بعد غد «الخميس» فى أول لقاء تعارف بين الأعضاء الفائزين، مما اعتبره صابر عمار عضو المجلس السابق بداية غير مبشرة، وقنبلة فى وجه النقيب الجديد حمدى خليفة، الذى لم يتخذ موقفا حتى الآن للرد على اجتماعات عمر هريدى عضو المجلس الجديد وعضو الهيئة البرلمانية للوطنى، واعتبر عمار أن الصراع الحقيقى كان فى النقابة الدورات السابقة ضد سيطرة الإخوان، لكن تم استبدال هذا الآن بصراع ضد سيطرة واستحواذ الحزب الحاكم.
فى المقابل تحركت مجموعة الإخوان الـ18 لضم الأعضاء المنبوذين من فريق الوطنى أو على الأقل الأعضاء المستقلين كمحمد فزاع «اليسارى» وعبد السلام رزق لتقوية جبهتهم وإحداث توازن قبل يوم الخميس المقبل ليفرضوا أمرا واقعا فى حال إجراء الانتخابات.
وانتهت اجتماعات كتلة الوطنى بالمجلس الجديد لاختيار عمر هريدى أمين صندوق وسعيد عبدالخالق أمينا عاما وعبد السلام كشك وكيلا ومحمد عبدالغفار أمينا عاما مساعدا وخالد أبو كريشة أمين مساعد صندوق وهو ما اعترض عليه أبو كريشة باعتبار أنه عضو مجلس لدورتين سابقتين، ولا يصح أن يعمل خلف عضو جديد فى أمانة الصندوق.
لمعلوماتك...
◄210 آلاف عدد أعضاء الجمعية العمومية لنقابة المحامين
◄24 نقيبا للمحامين فى مصر منذ تأسيسها عام 1912 أولهم إبراهيم الهلباوى وآخرهم حمدى خليفة