إعلانات الحكومة والحزب الوطنى تذكرنا بالمثل القائل: «الريفى لما يتمدن»، وإذا كان التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، فنحن بحاجة إلى حصص مدرسية لإقناعنا منذ الصغر بسلامة القوى العقلية للحكومة، وهى تنفق ملايين الجنيهات على إعلاناتها عديمة اللون والطعم والفاعلية.
لا أعرف أحدا وصلته رسالة أى إعلان حكومى، فاكرين إعلانات مشروع الدكتور، ومحلول الجفاف بتاع كريمة مختار، والمصرى هيفضل مصرى بتاع أحمد ماهر، والجيزة محافظة نظيفة اللى بنقراه ونلاقى تحته كوم زبالة، طب بلاش، فاكرين إعلانات تنظيم الأسرة، والشريط أبو28 حباية، اللى لما كانت البطلة بتنسى حباية منه بيزيد ولادها «عيل» فى المشهد التانى على طول، وتفضل هى ندمانة لآخر الإعلان.
لكن الحكومة تحاول تطوير نفسها، فتستعين بشعبان عبدالرحيم لكى يوعى المواطنين من خطر أنفلونزا الطيور، لكنها لم تنتبه إلى أنه وهو يقول: إيييييييييييييييه، على الشاشة يمكن أن يصيب المشاهدين بأمراض أخرى أشد فتكا، رحم الله محمد رضا وعبد السلام محمد حين كانا يعطيان ظهريهما للترعة فلم تجرؤ البلهارسيا فى جتتيهما أن ترعى، لكنهما رغم هذا ماتا قضاء وقدرا، وسبحان من له الدوام.
عبقرية الحكومة الحقيقية تجلت بشدة فى أكبر حملاتها الإعلانية وأشدها تأثيرا (من الناحية التانية) ففى الأيام من 1 إلى 5 إبريل 2008، حذرت وزارة الداخلية المواطنين فى مختلف وسائل الإعلام من إثارة الشغب أو التجمهر يوم إضراب 6 إبريل الذى أعلنه ناشطو الإنترنت والفيس بوك، فجاء اليوم الموعود بشوارع خالية تماما أنصع من رأس موسولينى، ونجح الإضراب، دون أن يعلم أحد، هل اختفى الناس تضامنا مع دعوة الإضراب، أم خوفا من بيان الداخلية؟!
قال لى أحدهم ذات مرة، أنا بقى أعرف واحد صدق إعلان «الضرائب.. مصلحتك أولا؟!»، قلت له: كويس، وبعدين؟ فقال «خدت الجايزة الأولى، وطلع بعثة للعباسية، وبعدين كسر الفيزا، وأكيد فى مرة هتشوفه واقف بينظم المرور فى أى شارع فاضى، وهدومه مقطعة وماسك فى بقه صفارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة