محمد حمدى

أوباما.. فى إيران!

الخميس، 11 يونيو 2009 01:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تعليق على أسباب فشل المعارضة اللبنانية فى الفوز بأغلبية المقاعد النيابية، قال تقرير إسرائيلى إن التغيير فى المزاج الشعبى فى لبنان راجع لعدة أسباب، من بينها زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى القاهرة وبدء صفحة جديدة مع العالم الإسلامى، أدت إلى تخفيف حدة التشدد فى العالم العربى.

التقرير نفسه ذكر من بين الأسباب الكشف عن خلية حزب الله فى مصر، مما ضرب مصداقية المعارضة اللبنانية التى يتزعمها حزب الله، هذا طبعا إلى جانب أسباب أخرى، لكن ما يهمنا هنا هو دور أوباما فى الانتخابات اللبنانينة، خاصة أن أقطاب المعارضة اللبنانية لم يخفوا تأثيره، واعتبروا الخطاب تدخلا فى الشأن الداخلى اللبنانى، ومحاولة للتأثير على الانتخابات، وهوما قاله الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حواره الشهير مع الشروق.

وبغض النظر عما إذا كان توقيت زيارة أوباما قد اختير بعناية ليؤثر فى الانتخابات البرلمانية اللبنانية والرئاسية الإيرانية، لكن الأكيد أن رياح أوباما ضربت لبنان، ويتوقع أن تتواصل فى إيران وفى العالم كله. وفى حلقة من برنامج حالة حوار تذاع السبت على التليفزيون المصرى عن إيران قلت إننا نعلن كرهنا لأمريكا ليل نهار لكنها تؤثر فينا أيضا على طوال الساعة.

وفى السياسة تبدو أمريكا تقود الاختيارات السياسية للناخبين فى كل أنحاء العالم، فحين وصل بيل كلينتون إلى الحكم عام 1992 محملا بأفكار الطريق الثالث، ازدهر اليسار الديمقراطى فى أوروبا ومنه إلى كل أنحاء العالم، وحين جاء اليمين المحافظ الجديد بجورج بوش عام 2000 تحول العالم كله ناحية اليمين الدينى والقومى، ليصبح العالم أكثر تشددا وتعصبا، فعاد اليمين فى إسرائيل وزادت حصيلة الإسلاميين فى الكويت ومصر وغيرها من البلدان العربية، وصعد أحمدى نجاد المحافظ إلى الحكم فى إيران.

وحين غيرت أمريكا توجهها السياسى برئيس ليبرالى هو باراك أوباما، تراجع الإسلاميون فى الكويت، وانتفض الإصلاحيون فى إيران، وسط توقعات بصعود يسارى ديمقراطى ليبرالى فى كل أنحاء العالم.

ورغم أن باراك أوباما لم يتدخل بشكل مباشر فى الانتخابات الرئاسية الإيرانية، فإنه كان الحاضر الغائب فى تلك الانتخابات وفى حركة الشارع، إلى حد تحذير الكثير من قادة المحافظين الإيرانيين من ثورة مخملية وانقلاب سياسى يقوده الإصلاحيون على نظام الحكم الدينى فى إيران.

كلمة أوباما فى عيد النيروز فى شهر مارس للإيرانيين ودعوته للتعايش وحل النزاعات مع إيران بالطرق السلمية، غيرت فى العقلية الإيرانية، وخاصة لدى الشباب الذين يتظاهرون فى كل المدن الإيرانية لدعم المرشح شبه الإصلاحى مير حسين موسوى، وغدا صباحا حين يتوجه الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد سيكون أوباما موجودا فى كل اللجان ليس بشكل مباشر وإنما بالحالة الجديدة التى صنعها فى العالم كله.

وإذا صوت الإيرانيون لصالح موسوى وأطاحوا بالرئيس الحالى أحمدى نجاد، فإن هذا يعنى أن السنوات الأربع القادمة ستحمل تغييرات كبيرة فى كل العالم، لن تقتصر فقط على أمريكا والكويت وإيران لكنها ستكون حاضرة العام القادم فى الانتخابات البرلمانية فى العراق والسودان ومصر، وفى كثير من البلدان الأوروبية.

عالم أوباما مختلف عن عالم جورج بوش الابن، وليس صحيحا أن شخصا واحدا لا يستطيع تغيير العالم، لأن تاريخ البشرية قائم على المبادرة الشخصية، التى تكبر وتنضج وتتحول إلى مذهب سياسى أو اقتصادى يقود العالم ويؤثر فيه كما فعل كارل ماركس، وأدولف هتلر، وغاندى وجمال عبد الناصر وغيرهم من الأشخاص الذين غيروا العالم بأفكارهم.. فهل ستكتمل الحالة الأوباموية العالمية؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة