أشارت صحيفة لوفيجارو اليوم، الخميس، إلى الموقف "الغريب وغير السار" الذى يتعرض له قرابة ثلاثين من فنادق وكبرى محلات الأناقة بالعاصمة الفرنسية باريس بسبب امتناع الأميرة مها السديرى، زوجة وزير الداخلية السعودى الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، عن دفع المبالغ المستحقة عليها لتلك الأماكن، التى تصل مجموعها إلى عدة ملايين يورو، والتى يرجع بعضها لأكثر من عام. وتذكر صحيفة لوفيجارو أن الأميرة مها السديرى متمسكة بموقفها وترفض سداد ديونها.
وكانت الأميرة مها السديرى، التى تحتمى بغرفة داخل فندق "جورج الخامس"، والذى يملكه الأمير الوليد بن طلال، قد قامت بإنفاق مبالغ طائلة لشراء مجوهرات وأكسسوارات وملابس داخلية وغيرها من الملابس من أرقى محلات باريس مثل فيكتوريا كاسال، شوميه، ديور، كاى لارغو، ديفينا ومارينا. ويظهر أيضا على لائحة الدائنين فندق Crillón حيث أقامت مها السديرى، قبل اللجوء إلى فندق "جورج الخامس"، والذى تدين له الأميرة بما يقرب من 15 مليون يورو.
كما تدين الأميرة مها إلى تاجر اسمه جاكى جيامى ينتظر بيأس الحصول على مبلغ 140 ألف يورو، هو قيمة شراء الأميرة لكمية من الملابس والمجوهرات والأكسسوارات من متجره "كى لارغو"، الذى يقع فى الدائرة السادسة عشر، وهى أحد أرقى أحياء باريس، وهو يبيع الملابس الرياضية التى يصل سعر القطعة الواحدة فيها إلى ما يقرب من 600 وأحيانا 1000 يورو.
وقد روى جاكى جيامى، الذى تعرض للاحتيال، لصحيفة "لوباريزيان" قائلا: "لقد حضرت بنات الأميرة وبعض أحفادها، بصحبة عدد من الحراس الشخصيين إلى متجرى فى 18 مايو، وقاموا بشراء كميات هائلة من الملابس تعادل 7٪ من إجمالى حجم أعمالى السنوى، ثم ذهبن وقد طلبن منى إرسال المشتريات إلى فندق جورج الخامس كالمعتاد". ويضيف جيامى الذى يعبر عن الموقف الحرج الذى وقع فيه لحظتها : "أنها عائلة معروفة تقيم باستمرار فى باريس. وهى ليست من نوع الزبائن الذى يطلب منه دفع مبلغ تحت الحساب أو تقديم بطاقة هوية".
ومن ثم فقد قام جيامى بعد عدة ساعات بإرسال المشتريات التى وصلت إلى ما يقرب من خمسين كيسا إلى الفندق، حيث قام خادمو الأميرة بنقلها إلى الطابق الثانى الذى تشغله العائلة بأكمله. ومن هنا بدأت المتاعب. يستكمل جيامى روايته قائلا إن مساعدة الأميرة أرادت دفع المبلغ المستحق ببطاقة إئتمانية، إلا أنها لم تعمل.
فطلبت منا النزول إلى قاعة الاستقبال بالفندق والانتظار حتى تجد وسيلة أخرى للدفع. وقد انتظرنا ساعات ولكنها لم تأت. وهذا الوضع مستمر منذ ثلاثة أسابيع، وقد فشلت كل مساعى هذا التاجر للحصول على أمواله (بدءا من توجه الشرطة سرا إلى الفندق وصولا إلى إرسال فاكسات إلى سفارة المملكة العربية السعودية بل وإنذار على يد محضر)، ولم يحصل جيامى إلا على 50 ألف يورو من ابنة الأميرة. تذكر "لوباريزيان" أن هذا التاجر كان يتردد شبه يوميا على فندق "جورج الخامس" فى محاولة للتوصل إلى الأميرة مها السديرى، لكن بلا جدوى.
وتقول "لوباريزيان" نقلا عن مصدر قريب من هذا الملف أن موقف تلك العائلة إنما هو نابع بالتأكيد من الإهمال أكثر من كونه نابعا من الغش، إذ أن "أولئك الناس يعيشون فى عالم آخر".
ومن ناحية أخرى تذكر صحيفة "لوفيجارو" موقف مماثل تعرضت له جميلة، صاحبة متجر للملابس الداخلية يقع قبالة فندق "جورج الخامس"، حيث بلغت الأضرار التى تعرضت لها ما يقرب من 70 ألف يورو. تقول جميلة: "لقد قدمت إلى السفارة ولكنهم قالوا لى إنهم لا يستطيعون الالتزام بتسديد فواتير ملابس الأميرة".
تضيف لوفيجارو أنه حتى لو كانت الأميرة "أحد الزبائن المعتادين" لكبرى محلات الأناقة بباريس، فقد لا يتردد بعض التجار فى إحالة تلك القضية إلى المحكمة، إذ أن المفاوضات الودية لم تأت فى الواقع بثمارها. بيد أن المشكلة الكبيرة التى يواجهها الدائنون هى أن الأميرة تحتمى بالحصانة الدبلوماسية. ومع ذلك، فقد قررت العدالة الفرنسية التحقيق فى تلك القضية ومن الممكن أن يتوجه مأمورو الشرطة قريبا إلى غرفة الأميرة لحيازة بعض الممتلكات قبل عودتها إلى المملكة العربية السعودية.
وتكشف صحيفة "فرانس سوار" أيضا أن الأميرة مها السديرى، التى لا تزال تمتنع عن تسديد ديونها، ليست من المرحبين بها أيضا فى الولايات المتحدة الأمريكية. حيث تذكر الصحيفة الواقعة التى حدثت فى عام 1995، فى أورلاندو، عندما قام عدد من موظفى مها السديرى باتهامها بسوء معاملتهم وضربهم بتهمة محاولة سرقة نحو 200 ألف دولار وبعض المجوهرات دون دليل على ذلك.
وهو المصير الذى يجب على الأميرة ألا تتعرض له، كما تخلص صحيفة "لوفيجارو".
أميرة سعودية تسبب إزعاجا فى باريس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة