بحث وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، خلال لقائه مبعوث الرئيس الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشل، سبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال أبو الغيط خلال مؤتمر صحفى مشترك مع ميتشل إن هناك انفتاحا كاملا من جانب القاهرة للجهد الذى تقوم به واشنطن والاتصالات المستمرة لتحريك عملية السلام، مشيراً إلى أنه تم التطرق إلى جولة ميتشل الحالية وما قام به فى إسرائيل وما ينوى الجانب الأمريكى أن يقوم به قريباً.
وأضاف أن المباحثات تطرقت إلى مبادرة السلام العربية وكيفية تفعيلها وتنفيذها فى إطار جهد سلام كامل، موضحاً أن المبادرة تنادى بالأرض مقابل السلام، بمعنى أن تطبيع العلاقات يتم مع انسحاب إسرائيل من الأراضى العربية المحتلة والأراضى الفلسطينية.
وأشار إلى أن الجانب الأمريكى يتمسك بالكامل بفكرة الدولتين وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، ويتمسك أيضاً بالكامل بمطلبه فى تجميد الاستيطان باعتباره المنطلق الرئيسى لدفع جهد السلام وليس عملية السلام، لأن عملية السلام مثلما تمت على مدى السنوات الأخيرة كشفت عن الكثير من العيوب التى ما كان يجب أن يسمح لها.
وأوضح أبو الغيط أن المباحثات تطرقت أيضا إلى الرؤية المصرية فيما يتعلق بما يسمى نهاية عملية السلام أو نهاية جهد السلام (END GAME) مثلما نتحدث وهو معناه "أن تتفق جميع الأطراف على أن الدولة الفلسطينية لها هذه الحدود والأوضاع"، والحدود يجب أن تقوم على أساس خطوط 1967، وعلى أن يكون التفاوض بين الجانبين وبرضا الفلسطينيين فيما يتعلق بأى تبادل للأراضى على نفس المستوى وعلى نفس النسب.
وأشار أبو الغيط إلى أنه أعطى للسيناتور ميتشل فكرة عامة عما تقوم به مصر على مستوى بناء وحدة الصف الفلسطينى، ورداً على سؤال حول الموقف المصرى من المطالب الأمريكية بضرورة أن يكون هناك مسئوليات إضافية من الدول عربية مقابل عملية السلام مع إسرائيل، قال أبو الغيط "أرى أنه إذا تحركت إسرائيل فى اتجاه الفلسطينيين وفى اتجاه استيفاء ما هو مطلوب منها فيما يتعلق بوقف الاستيطان والعودة إلى الأوضاع التى كانت موجودة قبل الانتفاضة أى قبل سبتمبر 2000، فإننا نتصور أن الأطراف العربية تستطيع هى الأخرى أن تعود إلى الوضع السابق عما كانت عليه الأمور قبل عام 2000 أى أن العرب يتجاوبون تدريجياً وبسرعات مختلفة وكل حسب قدراته وطاقته ورؤيته فى تحليل كيف تتحرك الأمور.
وأضاف أنه إذا تحركت عملية السلام فلا نمانع فى مصر أن نرى الوضع الذى كان موجوداً فى أعوام ما بين 1995 و1999.
ورداً على سؤال حول فكرة تبادل الأراضى وعما إذا كانت المباحثات مع المسئول الأمريكى قد تطرقت إلى هذه المسألة، قال أبو الغيط إن كافة ما يتردد من بعض المسئولين لا تستطيع أن نأخذه مأخذ الجد، سوف ننتظر لكى نرى نهج حكومة نتانياهو وما يتحدث به رئيس الوزراء وليس بالضرورة ما سوف يتحدث به خلال أيام أنه سيكون الكلمة الأخيرة.
وشدد أبو الغيط على أن مصر كان لها رأياً واضحاً وهو يجب أن تكون النسب متكافئة للتبادل ونوعية الأرض من نفس المستوى وبرضا الفلسطينيين، أى أن ثقل الغزو لا يجب أن يستخدم كوسيلة لتطويع الإرادة الفلسطينية.
ورداً على سؤال حول كيفية التحرك قدماً فى اتجاه تحقيق فكرة الدولتين فى ضوء انقسام فلسطينى حاد لا أمل فى إصلاحه، قال أبو الغيط إننا لا نستطيع القول أنه لا أمل فى إصلاحه بل على العكس نقول إننا كلنا أمل فى إصلاحه، لأنه لا يتصور أن الحركة الوطنية الفلسطينية تبقى منقسمة هكذا.
وأكد أبو الغيط على أن مصر تناشد مرة أخرى الجانب الحمساوى والسلطة الفلسطينية أن يعملا سوياً ليستعيدا الوحدة ويحققا ما تطرحه مصر من أفكار ومن مقترحات، خاصة أن هناك جهدا مصريا يبذل فى هذا الصدد، لأننا لا يمكن أن نعطى الجانب الإسرائيلى الفرصة للادعاء أنه لا يوجد شريك لأن الشريك موجود.
ورداً على سؤال حول الموقف المصرى والعربى من التصميم الإسرائيلى المدعوم أمريكيا بفكرة الدولة الإسرائيلية اليهودية، قال أبو الغيط ما يسمى يهودية الدولة هو منطلق إسرائيلى قد يكون له أبعاد فيما يتعلق بالفلسطينيين المقيمين فى إسرائيل، هناك عرب يتمتعون بالجنسية الإسرائيلية لديهم ما يقرب من مليون و300 ألف عربى إسرائيلى فلسطينى لهم حقوق، ولا يتصور أن يقال إن هذه دولة يهودية وعليكم أن تغادروا الأرض، مضيفاً أنه لا يفوتنا أن بعض المفكرين الإسرائيليين، وأيضاً وزير الخارجية الإسرائيلى(أفيجدور ليبرمان) قال "فلنتبادل أراض محددة بها أغلبية عربية" أى تأخذون العرب وتعطون أراض مقابلها، وهذا أمر على الجانب العربى لا نستطيع أن نعايشه.
من جانبه، قال المبعوث الأمريكى لعملية السلام الذى عقد مساء أمس، الأربعاء، جلسة مباحثات مكثفة مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان، وجلسة مباحثات أخرى مع الوزير أبو الغيط أمس أن الرئيس الأمريكى وإدارته لهم سياسة واضحة تماما فيما يتعلق بالأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، مشددا على ان الإدارة الأمريكية تعمل بجدية لتحقيق السلام الشامل فى المنطقة، وأن هذه الجهود تتضمن إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب فى سلام وأمن إلى جوار إسرائيل.
وقال ميتشل" إننا نسعى كذلك إلى تحقيق سلام بين إسرائيل وجيرانها من الدول العربية، وتطبيع كامل مع الدول العربية كما أكدته مبادرة السلام العربية"، مضيفاً أننا نشعر بالامتنان الشديد للقيادة والحكومة المصرية بقيادة الرئيس مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان وكافة شعوب المنطقة التى تسعى إلى تحقيق السلام.
وأكد ميتشيل على وجود مسئوليات على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين لتلبية الالتزام الملقى عليهم طبقا لخريطة الطريق، موضحا أنها ليست فقط مسئوليات ولكنها مصلحتهم أيضا، كما أنها تصب فى مصلحة كل من يسعى إلى السلام فى جميع دول العالم سواء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وكذلك الفلسطينيين والعرب والإسرائيليين وكل من يدعم السلام.
وقال: نحن ندعم كافة الجهود المبذولة لاتخاذ خطوات ملموسة، فنحن جميعا نتشارك فى الالتزامات لاستئناف الاتصالات لإنجاز حل الدولتين، مشيرا إلى ما أكده الرئيس الأمريكى أوباما فى القاهرة الأسبوع الماضى بأن الدول العربية عليها دور هام، وأن المبادرة العربية كانت خطوة هامة ولا يجب أن تتوقف والبناء عليها حتى تحقق أهدافها.
وأكد ميتشل أن الولايات المتحدة ستواصل عملها بالمشاركة مع الحكومة المصرية والدول الأخرى فى المنطقة لتحقيق الأهداف التى نتشارك فيها.
خلال مباحثاته مع ميتشل..
أبو الغيط يجدد شروط العرب لـ"التطبيع"
الخميس، 11 يونيو 2009 01:41 م