وقفت بجوار الحائط والمطر يهطل وكأن السماء قد فتحت، ورفعت يدها تطلب من الله أن يصفح ويعفو عنها، والصمت يلفها إلا صوت قطرات الماء المتلاحقة فوق سطح السيارة التى أمامها، وكأنها بندول ساعة متلاحقة الدقات **وعادت بذاكرتها ليوم هروبها من قسوة أبيها وهى ابنة الأعوام العشرة**وبعد أن أعياها التعب وهى تبحث فى أكوام القمامة مع القطط على ما يقيمها حية لسويعات قليلة قادمة**وبعد ليال عشر من الضياع **تناولها عم صالح وحاول أن يعيدها لأسرتها إلا أنها أبت**وبلغت عامها الثامن عشر وهى ابنة بارة له**إلى أن جاءه ملك الموت وبلا استئذان أو مقدمات **انتزع منها الدفء والأمان**وهامت شهد فى طرقات المدينة تبحث عن عمل**إلى أن تلقفها فارس وسلمها عملا فى ورشه الملابس التى يملكها**واستقر بها المقام وهى فرحه سعيدة**جنيهات قليله ولكنها تكفيها**إلى أن جاءت دلال وكانت زبونه ثرية**واستأذنت فارس باصطحاب شهد معها **لتعدل لها بعض ما اشترت من ورشه الملابس**ووقع المحظور وكانت دلال تدير شققا للقمار والبغاء**وكانت شهد تريد الخلاص ولكن التهديد والنعيم الزائف يشداناها إلى الاستمرار**إلى أن خرجت ونور يجذبها إليه وكأنها فراشه خضراء**ومع هطول المطر أحست أن الله يغسلها.. يطهرها وأفاقت ويد فارس تربت على كتفها**أين كنت ملاكى بحثت عنك طويلا**وماتت زوجتى وتركت لى أمل ابنه الشهور السبع**وقالت وهى متعلقة بذراعه وسردت قصتها وفارس يردد(فارس) يردد(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) صدق الله العظيم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة