عن دار نهضة مصر صدر كتاب جديد بعنوان "التحديث والديمقراطية والإسلام" حرره "شيرين هنتر" و"هوما مالك"، وقدم له أحمد ولد عبد الله، والكتاب نشر بالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية فى واشنطن. ويصف الكتاب حالة التحديث والديمقراطية فى العالم الإسلامى بالمتواضعة ويرجع السبب فى ذلك إلى الاستعمار والأنظمة التجارية والاقتصادية.
كذلك يدين الكتاب بعض العوامل الجوهرية من داخل العالم الإسلامى وخارجه، بأنها السبب فى المأزق الحالى للإسلام، كما يوضح أن الإسلام لا يتسم بالصلابة أو التحجر كما أنه لا يناهض الديمقراطية ولا يعارض التحديث، وليس هو السبب فى القلق الجارى من العالم الإسلامى.
ويتناول الكتاب حالة الجدل الدائر فى الغرب حول الإسلام، خصوصا فى السنوات التى شهدت تزايدا لكتابات تناولت الإسلام، والتى كثرت أيضا عن الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر، فأصبح الإسلام موضوعا لمئات الكتب والمقالات، وهو الأمر الذى أتاح فرصا لمتخصصين سريعى الاستجابة لإضافة خبراتهم إلى المعرفة المتوطدة للأكاديميين والرحالة والدبلوماسيين المتمرسين الذين عاشوا وعملوا مع المسلمين.
ويعرض الكتاب لضرورة وضع التحليلات المتعلقة بالإسلام اليوم فى سياقها التاريخى والاقتصادى الصحيح، فهو يبذل جهدا فائقا لإنقاذ التاريخ من خبراء ومؤرخى الإسلام الجدد. كما يشير إلى أن التقاليد الدينية ظلت حية فى المجتمعات الغربية الحديثة وفى بعض الحالات تصير أقوى كما هو الحال فى الولايات المتحدة الأمريكية، وحول إرساء الديمقراطية يعيد الكتاب التذكير بأن بريطانيا كانت البلد الوحيد الذى كان فيه التحديث والديمقراطية ظاهرتين متأصلتين تم تحقيقهما بسلام نسبى فى مدة تجاوزت المائتى عام.
