لا تفسير أو منطق للمعركة والهجوم من قبل قيادات جماعة الإخوان المسلمين ضد د. محمد أبو الغار، الأب الروحى لحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، والمعروف عنه مواقفه القوية الداعية لطرد الأمن من الجامعة، لإيمانه العميق أنها مكان لبناء شخصية جيل قادم.. لا ينمو أو يكبر إلا بماء الحرية، ونسيم التنوير.
د. أبو الغار فى حلمه لا يهاب أو يخشى أحدا، حتى لو أدت مواقفه لمشاكل مع حكومة أو أمن. يدافع عن حرية الإخوان ولا يتردد فى الدفاع عن حقوقهم ويتألم عندما يأتى له نبأ سجن أحدهم، رغم أنه له توجهات عكس الجماعة. لأنه حالم يدرك أن الحرية لا تتجزأ.. وما أقوله يشهد الإخوان أنفسهم به.
ولكن ماذا حدث وأشعل المعركة والهجوم الإخوانى عليه.. مجرد مقال للدكتور أبو الغار نشر فى 27 مايو الماضى فى "المصرى اليوم" تحت عنوان حوار مع "طالب طب إخوانى".. وسرد تفاصيل مناقشة دارت بينه وبين الطالب الإخوانى وانزعج د. أبو الغار مما قاله له طالب الطب الإخوانى، خاصة أن أرائه ومواقفه المتشددة تجاه المرأة والأقباط، ورؤيته لتنظيم الأسرة، وقرر أن يسجل ما دار فى مقاله، خاصة أن الشاب لا يعانى من مشاكل مالية ووالده مدير بنك ووالدته طبيبة غير محجبة، فى حين أن شقيقته محجبة.. مما يعنى أنه يعيش فى أسرة ليبرالية، لغة حوار الدكتور أبو الغار كانت هادئة..
لكن مقال د. أبو الغار لم يعجب الإخوان.. فانتفض د. رشاد البيومى عضو مكتب الإرشاد ومسئول قسم الطلاب فى الجماعة بالرد على فى موقع اخوان أون لاين د. أبو الغار بطريقة لم تخلو من الهمز واللمز والتشكيك والهجوم على د. أبو الغار. واستمر هجوم الإخوان بمقال آخر للدكتور محمد حلمى قاعود فى نفس الموقع بنفس عنوان مقال د. أبو الغار "حوار مع طالب طب إخوانى". وشن فيه د. القاعود هجوما شديدا على د. أبو الغار، وأدعى أنه أجرى حوارا مع نفس الطالب الذى قابله أستاذ فى كلية الطب، ووصفه - يقصد د. أبو الغار- أنه يسارى الهوى؛ ممن يعتنقون فكرة إقصاء الإسلام وإلغائه واستئصاله لإحلال فكر آخر مكانه.. لاحظ لغة د. القاعود فى رده على د. أبو الغار يتهمه بأنه يعتنق فكر إقصاء الإسلام، لأنه قال كلاما لا يعجب الإخوان، واعتبره أنه يعتنق فكر إقصاء الإسلام، مما يعنى أنه د. القاعود يعتبر أن الإسلام هو الإخوان.. مع ملاحظة أن د. أبو الغار لا يحارب الإخوان بل يدافع عنهم ..
وليس كما قال لى د. رشاد البيومى عندما برر هجومه على د. أبو الغار لأنه يحرض على الإخوان لأنه يعطى صورة أنهم متطرفون لأنهم يفضلون المسلم الباكستانى عن المصرى القبطى، وينسى د.البيومى أن ما ذكره الطالب الإخوانى للدكتور أبو الغار ليس جديدا فمرشد الجماعة نفسه مهدى عاكف سبق له وأن أكد أنه يقبل أن يحكم مصر ماليزى، وما قاله الطالب جزءا من الأدبيات التى تبثها الجماعة لأعضائها، ونحن نعرفها سواء بشكل مباشر.. أو يحكيها لنا زملاؤنا أعضاء جماعتكم.. وأعتقد أنه يكفى للدليل على سلوككم وتربيتكم الحسنة الطريقة التى اتبعتوها فى ردكم على د. أبو الغار، وتؤكد النظرية أن أى شخص يتجرأ ويهاجم الإخوان فهو مدفوع..! حتى لو كان هذا الشخص دكتور محمد أبو الغار، وهو الشخص الذى يصعب أن يحدث أجماع على شخصيته كعالم وإنسان وسياسى حالم ..لا يبغى ما يقوله أو يفعله إلا مصلحة عامة لدرجة تجعلنا أن نصفه بأنه قديس الحياة العامة والعلمية، حتى لو كره الإخوان ..!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة