حمدى رزق

تخاريف برقاش

الأربعاء، 10 يونيو 2009 12:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بعض أنحاء الأرض.. أماكن وبشر فوق التخطى، وقامات فوق التجاهل، فى بعض أنحاء الأرض نفر من بنى آدم لكنهم ليسوا آدميين تماما، فيهم مركزية خاصة كمركزية الجذب الأرضى، والتفاحة التى سقطت فوق رأس نيوتن!.
هؤلاء الناس هم فى الحقيقة أقطاب كونية جبارة لا يدركها أصحاب الوعى المحدود والنظر المكدود.. لديهم قوة خفية، ياخفى الألطاف نجنا مما نخاف، وقدرات تنويم أيضا إن لزم الأمر!
والحقيقة أن هيكل – آسف الأستاذ هيكل – هو مركز هذا الثقل الكونى الرهيب فى مصر، ولكن أكثر الناس لايعلمون! وللأسف – أكثر وأكثر – فإن رجلا مكشوف عنه الحجاب مثل باراك أوباما – ناهيك عن كونه رئيس أمريكا– فاته فى زيارته الأخيرة لمصر، لقاء الأستاذ.. وهذا خطأ لو تعلمون عظيم، مع أن برقاش التى يقبع فيها الأستاذ على بعد فركة كعب من هضبة الأهرام التى زارها أوباما، فاته أن يخلو إلى الأستاذ واختار خوفو، مع أن خوفو مات من 5 آلاف سنة، والأستاذ لايزال حيا ويجرى حوارات حية.
أوباما الذى ضل، ضل طريقه إلى القاهرة، فضحه هيكل– جاء إلى أرض الكنانة فى زيارة تعارف مع الرئيس مبارك، والمعلومة الخطيرة أيضا للأستاذ هيكل، وجلس مع الرئيس مبارك 20 دقيقة مع أن معلومات أوباما نفسه تقول إنها 40 دقيقة وكانت جلسة مغلقة، لكن معلومات الأستاذ هيكل أدق، يعرف مافى أرحام الجلسات المغلقة.
أوباما جاء إلى القاهرة بعد أن غلقت دونه الأبواب فى الشرق العربى الإسلامى فلم يجد بابا مفتوحا إلا باب مصر، على باب مصر تدق الأكف، حتى الرياض أنفت أن تستقبله، والزيارة الأوبامية للقاهرة – برمتها – لم تكن سوى بروباجندا مضللة – بكسر اللام، أى ضحك على ذقون المصريين والعرب والمسلمين– ومجرد رحلات سفارى وتعارف والذى منه، والمصريون شربوها، وعاشوا الوهم.. وطبعا المعلومات لهيكل.. أقصد الأستاذ هيكل.
والحقيقة أن المعلومات الحصرية عن الزيارة الأوبامية لصاحبها هيكل هى فى الواقع كاشفة لضلالات أوباما وأخطائه السياسية الجسيمة التى ستكلف الولايات المتحدة الكثير، هيكل تكلم مع كيسنجر على الهاتف ليسيطر على جموح هذا الجوكى الأسمر، أوباما بيلخبط أوراق المنطقة التى فنطها هيكل، كما أنه صار مصدر تشويش على الرؤية التحليلية التى يتبناها هيكل فى قناة الجزيرة، كتابة التاريخ بروح قطرية جامحة.
أوباما حين خطب تلا ثلاث آيات قرآنية فى خطابه بجامعة القاهرة، ونسى أو تناسى كتب الأستاذ، بلاها كتب الأستاذ باعتباره محدثا، ألم يكن ضروريا فى بلد الناصرية البازغة أن يتلو ماتيسر من "فلسفة الثورة" أو من "الميثاق" أو حتى من "خريف الغضب" وغيرها من كتابات هيكل المعلنة أو التى كتبها لآخرين، التضمين كعلم يصح مع كتابات الأستاذ، كتابات هيكل عند البعض قرآن لو تعلمون.
أوباما لم يمر بمزرعة الأستاذ ببرقاش، وأعتقد أن أوباما غير مسئول عن هذا الخطأ البرتوكولى، تسأل عنه السفيرة مارجريت سكوبى التى لم تزر هيكل هى الأخرى، ولن يطيب لها عيش ولن يرحمها حواريو الأستاذ إلا إذا قدمت فروض الولاء والطاعة وحرقت البخور فى حضرته، لم يهنأ سفير بالبقاء طويلا على ضفاف النيل إلا إذا كان فى ظهره الأستاذ، عادة الأستاذ يدرس للسفراء السياسة الدولية فى الحقبة العولمية.
أوباما جاء ليستفيد من خبرات الرئيس مبارك والقيادة المصرية، لكن فاته أن يذهب إلى القطب، إلى المحور الهيكلى الكونى، الأستاذ، ليستقى منه الخبرات والتنظيرات فى غلالات من دخان السيجار الفاخر من نوع "هافانا" الذى يدخنه الأستاذ.
كان على أوباما أن يحدق جيدا فى الحضور الجالسين فى قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة، فإن وجد أن الأستاذ حاضرا، ياهلا، أما وقد تخلف لارتباطاته الفضائية ماكان له أن يصعد إلى المسرح إلا إذا حضر الأستاذ، إذا حضر الأستاذ بطل حضور فهمى هويدى.. نظرية الماء الهيكلى والتراب الهويدى.. لماذا لم يأسف أوباما على عدم حضور الأستاذ، أوباما واخد فى وشه، ليس أقل من أن يمتنع عن إلقاء خطابه.
من هنا فإننى – بكل أسف – مضطر أن أقول لأوباما إنه خسر كثيرا حين تمت زيارته للقاهرة على هذا النحو الذى أفرغها من مضمونها وجعلها وهما.. لن يضمنها الأستاذ كتابه القادم الصادر بالإنجليزية فى لندن فى خريف العام 2010، ستصدر عنه ترجمة عربية عن دار الشروق لاحقا ربما فى خريف 2011 تحت عنوان (تخاريف برقاش)_ دروس فى الكذب السياسى، كون أوباما لم يلتق الأستاذ هيكل، ولا حاوره ولا داوره، ولا استشهد بمقاطع من كتاباته، ولا أخذ معه أطنانا من خبراته المتراكمة، ولا طلب مشورته، فشل أوباما، زيارة خالية من الدسم، (مافيهاش هيكل).
أيها الرئيس أوباما (على الأفق الأمريكى ضباب) ما دمت بعيدا عن سطوع شمس الأستاذ هيكل، وستظل سياساتك حبيسة إطارات ضيقة غير منطلقة إلى رحابها الكونى الذى تريده، ما دمت لست من دراويش القطب، ولا من المترددين على المكان (سلام على برقاش).. وكيف تدعى ثقافة السلام وأنت لم تقرأ الأستاذ السلام، ولم تقرأ للأستاذ ولو كتابا واحدا عن الفرص الضائعة، كتب زاهى حواس لاتفيد كثيرا فى فهم ماغلق من أسرار المنطقة، كيف تدعى أصلا أنك زرت مصر مع أنك ما عديتش على الأستاذ هيكل؟..هذا ركن من أركان زيارة مصر.. والله أعلم هل تجوز زيارتك إلى بلادنا هكذا أم أنها تعتبر منقوصة؟
عموما باب الأستاذ هيكل مفتوح، وإذا كنت زرت الهرم والسلطان حسن، فإن كل هذا لايغنى عن مجالسة الأستاذ هيكل.. فإن لم تجد الأستاذ فاضى، إياك والغضب أو خريف الغضب، غضبه خريف وخريفه غضب كما أنه لايحب السمر، وعقدته مع السادات كانت ولاتزال لونية.

يا أيها الرئيس أوباما، الأستاذ علم أجيالا، وربى أجيالا من السياسيين والمفكرين، أنه حجر الزاوية فى مصر المحروسة، وأرجوك أن تتقدم بطلب جديد لزيارة مصر، ولا تذهب هذه المرة إلى الدكتور زاهى حواس وحكاياته عن الفراعنة ولعنتهم وأسرار أبوابهم الوهمية وسراديبهم السرية، الأستاذ هيكل لديه أبواب وهمية أكثر وسراديب أكثر، ويمكنه أن يطلعك على لعنات أشد من لعنة الفراعنة، ويحكى لك حكايات أخطر من حكايات حواس، حكايات عن بشر ليسوا كالبشر وأيام ليست كالأيام وهزائم حولها الأستاذ – بكلمتين – إلى انتصارات، ورجال جاء بهم ورجال ذهب بهم قبل أن يرتد إليك طرفك..

بصراحة يا أيها الرئيس الأسمر المحبوب أنا بحبك، والحب يجعلنى أصارحك بأخطائك، والغلط يمكن إصلاحه، واللى انكسر يتصلح، وإلى أن يحدث هذا.. فأنا اعتبر زيارتك لمصر زيارة تعارف وسياحة كما قال الأستاذ، حتى تتمكن من مقابلة هيكل.. آسف أقصد الأستاذ هيكل، ربنا ينولها لك!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة