أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية، أن الزيارة المرتقبة التى سيقوم بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مصر تحظى باهتمام كبير على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كما يحظى الخطاب الذى سيوجه من القاهرة إلى العالمين العربى والإسلامى باهتمام مماثل، وبترقب كبير، لما سيتضمنه من توجهات ومبادئ تقوم عليها السياسة الأمريكية فى المرحلة المقبلة.
وقال إن هذه الزيارة المهمة إلى القاهرة تهدف إلى التعرف على وجهة نظر مصر حول أسس دعم العلاقات المصرية الأمريكية، من ناحية والتعامل الإيجابى مع قضايا العالمين العربى والإسلامى من ناحية أخرى، من خلال رسالة يفتح بها الرئيس الأمريكى صفحة جديدة فى العلاقات الأمريكية ـ العربية الإسلامية، يؤكد فيها حرصه على التنسيق والتواصل، بعد أن كانت قد تدهورت تدهوراً شديداً فى السنوات الأخيرة.
وقد جاء اختيار القاهرة، وهو الاختيار الطبيعى والمنطقى، ليعبر عن فهم أمريكى لثقل مصر الحضارى والتاريخى، ودورها الرائد عربياً وإسلامياً، بل وأفريقياً، إدراكاً أن مصر التاريخ والأزهر هى منبر الحضارة والتاريخ العربى والإسلامى.
ويلتزمون بواجبات متساوية "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، لقد تحقق هنا، منذ زمن بعيد، الحوار والالتقاء بين الحضارات، وتجسد نموذج التعايش بين أصحاب الديانات، فلم يكن غريباً إذن أن يختار الرئيس أوباما مصر، ليوجه منها خطابه إلى العالمين العربى والإسلامى.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكى أثناء جولاته الانتخابية فى الولايات المتحدة كانت تحمل آمالاً وطموح التغيير، وبذور التحول عن بعض السياسات القديمة، كما استبشرنا بآرائه وأفكاره التى طرحها بعد نجاحه فى الانتخابات، وتبوء مهام منصبه الكبير، ولا ريب أن المكان الذى سيوجه منه خطابه، إلى العالمين العربى والإسلامى، سوف يوحى إليه بمعانٍ جديدة، تحمل عراقة الماضى وحكمة التاريخ، عن قيم الحق والعدل السلام والتواصل مع الآخرين.
قال شهاب، إن مكان الخطاب سوف يوحى لأوباما أن السلام لا يتحقق بمنأى عن العدل، ولا باستمرار اغتصاب حقوق الآخرين، سوف يوحى إليه المكان أن الإسلام دين الرحمة والمغفرة، وأنه من الظلم أن نقرنه بالعنف والإرهاب، اعتماداً على تصرفات قلة تدعى الانتساب إليه، ولم تدخل قيم الإسلام ومثله إلى قلوبها، سوف يوحى إليه المكان أن التعاون بين المختلفين، والتعايش مع الآخرين، ضرورة يفرضها تحقيق الاستقرار والأمن للجميع، سوف يوحى المكان للرئيس الأمريكى أن الحوار بين الحضارات ممكن، وهو بديل عن الصدام، إذا قام على التكافؤ واحترام الآخرين، سوف يؤكد له أن الظلم يدفع إلى اليأس والإحباط، عندما لا يجد المظلوم سبيلاً إلى استرداد حقه سوى العنف، الذى يقودنا جميعاً إلى الخراب.
ورحب وزير الدولة للشئون القانونية بزيارة الرئيس الأمريكى بهذه المعانى وأكثر، ونترقب أن تكون بداية لصفحة جديدة فى علاقة أمريكا بالعالمين العربى والإسلامى، وعلاقة تقوم على الانتصاف للمظلوم ورد حقوقه المغتصبة، علاقة تقوم على تفهم مشاعر العالم العربى وحقه فى استرداد مقدساته التى حرم منها بالقوة, ومازال يشعر بغصة من فقدانها، علاقة تكافؤ وشراكة، لا علاقة خضوع وتبعية واحتلال، وقال نأمل أن تمد جسور الثقة بين أمريكا والعرب والمسلمين.
الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة