يستعد العالم العربى الإسلامى لزيارة أوباما للقاهرة خلال يومين، ونشرت الفايننشيال تايمز كتاب "كيف تفوز فى الحرب الكونية" للكاتب الإيرانى رضا أصلان.
ورؤية الكاتب حول باراك أوباما وإمكانيته بأن ينهى صراع الحضارات، وأنه يرى ما يدعو للتفاؤل فى انتخاب باراك أوباما الذى ظهر فى أول حوار له كرئيس للولايات المتحدة على قناة إخبارية عربية، ليؤكد أنه سيعمل على التقارب بين العالم الإسلامى والأمريكان الذين هم ليسوا أعداء لهم، وكان قد قال فى زيارة له لتركيا إن الولايات المتحدة ليست فى حرب مع المسلمين داعيا إلى التقارب.
ويؤكد أن انتخاب الرجل الذى يفخر بأن له أقارب مسلمين من شأنه أن ينهى صدام الحضارات الذى تحدث عنه "صمويل وننجتون" والذى من شأنه أن يقسم العالم إلى فئات وهمية.
ويتحدث أصلان فى كتابه عن ذلك الفتى حسيب حسين أصغر أربعة مهاجمين مسلمين نفذ هجمات على مترو لندن فى صيف 2005 والذى تم تجنيده للجهاد العالمى فى مركز لإعداد هؤلاء المراهقين فى ضاحية جيرمى ويقول أصلان إن حسين هو نتاج للمظالم الشخصية والثقافية التى دفعته للانضمام إلى الحرب العالمية التى يرتكبها أولئك الذين يرون أنها إنعكاس دنيوى للمعركة الكونية بين الخير والشر، فإنه تشكيل هوية تعتمد على الربط بين المظالم المحلية والعالمية سواء كانت حقيقة أو متصورة لخلق وسرد قصة واحدة من المعاناة والظلم، ويرى الكاتب أنه من خلال قطع هذه الصلة فقط وتعطيل السرد يمكن هزيمة الجهادية العالمية.
ويذكرنا أصلان بأن الإسلام لا يحتكر التعصب والقتل، فهى ظاهرة تنتج بنفس القدر ولكن بشكل مغمور فى اليهودية والمسيحية، ولكن للأسف فإنه بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر التى وقعت بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن بعدها تفجيرات لندن ومدريد، أصبحت صفة الإرهاب ترتبط ارتباطا وثيقا بالإسلام، ويشير إلى أن الهجمات ضخمت من الإرث التاريخى فى الغرب بأن دين محمد بطبيعته يتسم بالعدوانية والحقد.
ويبين المؤلف أن الجهاديين يرفضون تعاليم الإسلام الأساسية من خلال وصف إخوانهم المسلمين الذين يعارضونهم بأنهم مرتدين يستحقون عقوبة الكفار.
ويضيف الكاتب الإيرانى الذى يحمل الجنسية الأمريكية أنه بسبب الرعب الذى ملأ العالم عقب 11سبتمر شنت حرب مطلقة العنان على الإرهاب تلك ركزت اهتمامها على الإسلام، لكنها فشلت فى التفرقة بين القاعدة والجماعات الأخرى الذين أعلنوا أنفسهم بأنهم جماعات إسلامية وأستخدموا أساليب إرهابية، ومن ثم فإن الولايات المتحدة والحكومات الأخرى تبنت أساليب تخدم الجهاديين، عن طريق تعزيز الخوف من المسلمين وحصروا كل أعدائهم فى العالم الإسلامى فى نفس سلة المهملات فلقد جمع الغرب منظمات مثل حزب الله وحماس والنظام الدينى فى إيران فى سلة واحدة مع القاعدة.
ويرى أصلان أن مهندسى الحرب على الإرهاب يعملون وفق صورة طبق الأصل من الفلسفة الجهادية من خلال اعتماد لغة الخير والشر، معلنين أن أولئك من هم ليسوا معنا هم ضدنا، فعقلية الحصار تم تعزيزها عن طريق صناعة الإرهاب من منطلق المصالح السياسية والاقتصادية والإعلامية والدينية التى تسعى لإقناع الأمريكان أن الإرهابيين يستطيعون أن يضربوا فى أى مكان وأى وقت باستخدام أى أسلحة.
فإن إستراتيجية تعريف كل المسلمين المعارضين بأنهم جزء من العدو تعد إغفالا للحقيقة، بأن المحاربين الجهاديين مثل حماس وحزب الله يشاركون فى الحياة السياسية كجزء من النضال القومى.
ويؤكد الكاتب أنه اليوم لا يزال الإسلام أيديولوجية قومية، فى حين أن معظم الجهاديين يريدون محو كل الحدود للقضاء على جميع الجنسيات والعودة للفكرة القديمة التى تقوم على المجتمعات الدينية.
ويشير إلى أن أسامة بن لادن وأعوانه يستخدمون المظالم السياسية أمثال القضية الفلسطينية وغزو العراق لتجنيد الشباب فى النضال الكونى، وحينما تتجمع مثل هذه المظالم مع شعور الشباب المسلم بالاغتراب فإنه النتيجة تكون شباب مثل حسين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة