فورين بوليسى: مرشح أسبانيا الأوفر حظاً لخلافة البرادعى

السبت، 09 مايو 2009 08:53 م
فورين بوليسى: مرشح أسبانيا الأوفر حظاً لخلافة البرادعى المصرى محمد البرادعى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية
إعداد إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجرى حالياً بعيداً عن الأضواء، واحدة من أهم الانتخابات فى العالم داخل العاصمة النمساوية فيينا، وهى انتخابات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التى يترأسها المصرى محمد البرادعى الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2005، والذى تنتهى ولايته للوكالة نوفمبر هذا العام. ولقد إثيرت كثير من الأطروحات والتوقعات حول الرئيس القادم لتلك الوكالة التى عملت لأكثر من خمسين عاماً كوصية على برامج الطاقة النووية السلمية وضمان عدم إساءة الدول حق امتلاك طاقة ذرية، ولكن وفق ما تقول صحيفة "فورين بوليسى" فإن هذه الانتخابات تتم فى سرية وجو من الفوضى.
وفى الوقت الذى باتت فيه إيران على وشك إنتاج اليورانيوم المخصب، تتوجه الوكالة الدولية ومديرها العام إلى دائرة الأضواء لمحاسبتهم على ملف إيران النووى، ويخشى العديد من الخبراء أنه إذا ما تمكنت إيران من تسليح نفسها بأسلحة نووية فإن فيضاً من عمليات الانتشار النووى سوف تمتد عبر المنطقة مسببة خسارة لا يمكن إصلاحها فى نظام منع الانتشار النووى.
حينما وصف البرادعى نفسه بأنه "البابا العلمانى" فى حواره مع صحيفة نيويورك تايمز فى سبتمبر 2007، فهو لم يكن يتحدث عن انتخابات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ أراد أن يشير إلى حتمية التزام الدول بحظر الإنتشار النووى مثلما يلتزمون بعقائدهم.
وبعد أن فشل كل من المرشحين الأصليين فى الحصول على عدد كافٍ من الأصوات للفوز بمنصب المدير العام للوكالة، أضيف ثلاثة آخرون إلى قائمة الاقتراع الأسبوع الماضى.
الجولات الأولى من المحاولات الفاشلة للانتخابات سلطت الضوء على الخلافات بين أعضاء المجلس حول الشروط التأهيلية لهذا المنصب، خاصة أن البرادعى سيترك إرثاً ثقيلاً، فلقد شارك البرادعى الوكالة فى جائزة نوبل للسلام مؤكداً على أن مهمة المدير العام للوكالة هى منع الحرب، وعلى الرغم من أن العديد من البلدان رحبت بمنهج البرادعى الذى قام بالنزاع مع إدارة بوش حول الادعاءات بوجود أسلحة دمار شامل فى العراق، إلا أنه من المؤكد أن يفضل البعض الآخر شخصاً أقل إثارة للجدل. وهذا الاختلاف فى الرأى فى كثير من الأحيان يتعلق بالناحية الاقتصادية فالدول الأغنى تريد التكنوقراط بينما العالم النامى يدعو لصانع السلام.
وتفضل الولايات المتحدة والعديد من الدول المتقدمة السفير يوكيا أمانو من اليابان لهذا المنصب لأنه تكنوقراطى وله سجل سياسى جيد، إلا أن أمانوا فشل فى الحصول على ثلثى الأصوات بفارق صوت واحد، وغالباً هذا لأن البعض يعتقد بقربه الشديد من الولايات المتحدة الأمريكية، ثانى مرشح فى الجولة الأولى وهو سفير جنوب أفريقيا عبد الصمد مينتى وهو المفضل من جانب الدول الأقل نمواً وعدم الانحياز، وقد ألمح بشدة أنه يريد أن يحقق دوراً كبيراً كصانع سلام.
عدم انتخاب أى من السفيرين اليابانى أو الجنوب أفريقى فى افتتاح جولات التصويت أفسح الميدان لثلاثة مرشحين هم لويس أتشافارى مرشح أسبانيا وأرنست بيتريتش مرشح سلوفانياوجان بول بونسيليه المرشح البلجيكى والذين أعلن ترشيحهم فى 29 أبريل.
وترى الصحيفة أن أتشفارى يعد أقوى المرشحين الجدد فهو الأنسب لهذا الموقع الذى يوازن الضغوط على إيران ويؤكد على أن العالم النامى كله له حق امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، وبوصفه رئيساً لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية لشئون الطاقة الطاقة النووية سابقاً فهو لديه خبرة واسعة فى استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية والتنموية ومنع انتشار الأسلحة النووية.
أما بيتريتش وهو الرئيس السابق لمجلس المحافظين وبونسيليه نائب رئيس الوزراء البلجيكى سابقاً ونائب رئيس الصناعة النووية الفرنسية أريفا، فلديهم الخبرة السياسية والتكنولوجية الأقل.
ويتوقع مراقبى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يقوم أمانو بالضغط لإجراء انتخابات مبكرة قبل أن يقوم المرشحين الجدد بحشد الدعم الكامل، كما لا يزال البعض يبحثون عن مرشح "الحصان الأسود" الذى على الأرجح أن يكون السفير الشيلى "ميلنكو سكوكنيك" الذى شغل منصب الرئيس السابق للمجلس، والذى قد يظهر على ساحة المنافسة فى حال فشل الخمسة الحاليين فى أن يفوا بالغرض.
ومهما كان الشخص الذى سيتولى المسئولية فسيتحتم عليه أن يكمل عمل البرادعى فى بناء عمل الوكالة الذى يقوم على قوة شرعيتها الدولية والقدرة التقنية، والمدير العام يجب أن يكون لديه من الثقل السياسى ما يساعده على تحقيق التوازن بين مصالح الدول النامية والمتقدمة فى العالم وتذكير هذه المعسكرات أنهم يشاركون فى المصلحة العامة لمنع الانتشار النووى والاستخدام الآمن للطاقة النووية، كما تؤكد الصحيفة على أن المدير العام للوكالة يجب أن يكون حقاً "بابا النووى" الذى يسعى إلى جعل العالم يلتزم بالانضمام إلى حظر الانتشار النووى مثل إلتزامه الدينى.
ويود المجلس اختيار المدير العام الجديد فى مطلع يونيه ليكون هناك ما يكفى من الوقت لترتيب الأوضاع قبل أن يترك البرادعى مكانه فى نوفمبر المقبل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة