علب المجوهرات الصينى تضرب مثيلتها المحلية وتسرح العمالة

يبدو أن الأزمة المالية العالمية ليست هى الفيروس الوحيد وراء حالة الركود القاتلة التى أصابت أغلب الأسواق المحلية والعالمية، بل تعتبر "المنتجات الصينية" أيضاً من أقوى الفيروسات التى أصابت أغلب القطاعات الإنتاجية فى مصر والعالم على حد سواء.. فلم يسلم مصنعو علب المجوهرات البسطاء من البضائع الصينية التى تباع بأسعار منخفضة جداً، بنسب تتجاوز 20 و30% مقارنة بأسعار العلب المصرية، بسبب دعم الحكومة الصينية لها، لكن فى المقابل لا تقوم الحكومة بدعم أو مساندة مصنعى علب المجوهرات المصريين.

من جانبه، قال سيد على صاحب ورشة صغيرة لتصنيع علب المجوهرات بالمناصرة، إن حجم مبيعات العلب المصنعة فى مصر انخفضت بنسبة 80%، رغم انخفاض أسعار الذهب، وحرص غالبية المصريين على اقتناء الذهب كوسيلة للادخار أو تقديمه كهدية، لافتاً إلى أنه كان يبيع نحو 100 علبة من إجمالى 150 علبة أسبوعياً، لكن هذه الكمية انخفضت إلى 20 علبة أسبوعياً، بسبب المنتجات الصينية التى تنافسنا فى عقر دارنا.

أضاف سيد على أن أغلب الورش اضطرت إلى تخفيض أسعارها حتى نستطيع المرور من هذه الأزمة بسلام، رغم ارتفاع أسعار الخامات مثل الأقمشة "القطيفة" التى تستخدم فى تزيين علب المجوهرات بواقع 10%. مؤكداً أن علب المجوهرات الصينية تغرق الأسواق المصرية وتضربها فى مقتل، حيث تباع الواحدة بـ 5 جنيهات، مقابل 15 جنيهاً للمحلية، الأمر الذى دفع بالعديد من الورش إلى الإغلاق وتسريح العمالة لديها.

من جهة أخرى، طالب أحمد سلامة عامل بورشة لتصنيع علب المجوهرات بالمناصرة، الحكومة بضرورة منع دخول علب المجوهرات الصينية إلى الأسواق المصرية، فى ظل تشريد العديد من العمالة بعد إغلاق أغلب الورش.

مضيفا أننا عاجزون عن التغلب على انخفاض حجم المبيعات، بسبب انخفاض حجم شراء الذهب، نظراً لارتباط شراء علب المجوهرات بشراء الذهب، فيجب التدخل الفورى لإنقاذ الورش المتبقية المنتجة لعلب المجوهرات من مثيلتها الصينية، وإلا سيتم تشريد النسبة القليلة المتبقية من العمال بهذه الصناعة المحلية.