صدر عن هيئة قصور الثقافة كتاب "عقائد المفكرين فى القرن العشرين" للكاتب الكبير عباس محمود العقاد، فى طبعة خاصة، بمناسبة مرور 45 عاما على رحيل المفكر الكبير.
وكعادة العقاد فى كل كتبه يقدم لنا عالما غنيا وواسعا، بثقافة موسوعية ورغم صغر حجم الكتاب الذى لا يزيد على 167 صفحة، إلا أنه يطرح قضية مهمة للغاية هى مسألة البحث فى العقيدة الدينية فى الحضارة ألأوروبية الحديثة ولدى المفكرين الغربيين، ويقسم العقاد كتابه إلى 14 قسما، بالإضافة على تعقيب وكلمة على الغلاف.
فى الفصل الأول يطرح العقاد تساؤلا عن ماهية لعقيدة الدينية لدى المفكرين الغربيين ويغوص بنا مع الفلاسفة والمفكرين وعلماء النفس والمؤرخين والسياسيين، ويخرج من آرائهم بأن العقيدة التى تستحق أن توصف بالدينية هى التى تعتمد على سند فوق الطبيعة ولا يستغنى عنها من وجدها.
وفى حديثه عن "مذهب التطور" يشير العقاد أن الاسمين اللذين اقترن بهما مذهب التطور وهما ألفرد رسل ولاس وشارل داروين، وإلى أن داروين هوجم كثيرا باسم الدين مع أنه لم يكن ملحدا، وكان يرى أن إنكار الإله خطأ كبير.
ويتناول العقاد "عقائد العلماء" أمثال الكسس كاريل الطبيب المتخصص فى بحوث الخلية ونقل الدم والأعضاء والحائز على نوبل والذى كان يرى أن الله لازم للإنسان لزوم الماء والأوكسجين، ويشير أيضا إلى آراء كل من الطبيب ليكونت دى نوى وروبرت بروم والعالم الألمانى اليهودى أينشتاين، وغيرهم.
ويتحدث عن عقائد أشهر الأدباء العالميين وفى مقدمتهم برنارد شو الذى خرج من تجاربه بمذهبه عن القوة الحيوية والتى تحل محل الإله فى رأى العقاد، ثم ينتقل إلى كل من الإنجليزى هكسلى وفوكسر والفرنسى جول رومان، والشعراء جون ماسفيلد وتوماس اليوت وديلان توماس.
ويتناول عقائد الفلاسفة متناولا المدرسة المادية والمدرسة العقلية وآراؤهما، ويختتم كتابه بتعقيب يقول فيه إن القرن الحادى والعشرين سيتقدم بالضمير الإنسانى خطوة أوسع عما سبق، وسيلاقى علم النفس علم الذرة فى هذه "الشقة" الوسطى الفاصلة بين المادية الوجودية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة