صلاح أبو السرة رئيس جبهة القوى الثورية الديمقراطية بدارفور: حتى لو كنا جنجويد يجب أن نكون جزءا من الحل

السبت، 09 مايو 2009 06:46 م
صلاح أبو السرة رئيس جبهة القوى الثورية الديمقراطية بدارفور: حتى لو كنا جنجويد يجب أن نكون جزءا من الحل عبد الله حله يحاور صلاح أبو السرة رئيس جبهة القوى الثورية الديمقراطية بدارفور
حاوره عبد الله حله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صلاح أبو السرة رئيس جبهة القوى الثورية الديمقراطية، وهى من الحركات المحسوبة على القبائل العربية فى دارفور، كانت جزءا من العمليات التفاوضية التى تمت بخصوص الملف فى "أروشا" بتنزانيا و"سرت" بليبيا. تعرض للاعتقال فى أفريقيا الوسطى وأفرج عنه فى ديسمبر بالدوحة فى ظروف مثيرة، التقيناه لمعرفة كواليس النزاع فى دارفور.

ما هو موقف حركتكم من المحكمة الجنائية الدولية؟
الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم لكن العدالة إذا كانت تجهض القضية الأساسية يجب تبنى منهج تغليب السلام على العدالة كأولوية، لأنه بعد السلام فى إطار نظام حكم جديد يحافظ على الدولة السودانية بحدودها الحالية كدولة ذات سيادة، تستطيع تحقيق العدالة بالنسبة للانتهاكات السابقة وتضع الضوابط التى تحول دون تكرارها مستقبلاً، فى حين أن التمسك الأعمى بتحقيق العدالة كأولوية يصبح السلام مهددا وتصبح الدولة السودانية فى مهب الريح وبالنتيجة لن تتحقق العدالة لأى من مكونات المجتمع.

ما هى الأسباب الأساسية التى أدت إلى بروز الحركة؟
نحن جزء من الحراك السياسى الموجود فى المركز قبل ظهور الأزمة فى دارفور ممثلين فى قوى الريف والتى تعرف اليوم بقوى الهامش، وهى التى تشكل تركيبية أغلبية المجتمع السودانى باعتبار أن النشاط الاقتصادى زراعى رعوى قبل ظهور البترول لاحقاً. وهناك أزمة فى بنية النظام الاقتصادى القائم بالسودان، فهنالك قهر إنتاج لا يصب فى مصلحة المنتج والأزمة العامة أنتجتنا كتنظيم بانحيازنا لهذا الواقع وأقاليم مهمشة باعتبار الدولة السودانية لا تمثل تطلعات المواطنين وصنعت بواسطة الاستعمار وأصبحت تخدم مصالح رأس المال العالمى.

هل أزمة دارفور هى التى دفعتكم لحمل السلاح؟
الأزمة عامة وهى أزمة مركز مسيطر وأقاليم مهمشة. حرب الجنوب بدأت من 1955 وكل الثورات التى قامت فى السودان تنشد التغيير. ونظرتنا لدارفور كجزء من الأزمة العامة.

أين حركتكم من مبادرات السلام المطروحة فى الساحة؟
كنا فى كل ملتقيات المنظمة بواسطة المجتمع الدولى من اجتماعات السلام التشاورية بأروشا التنزانية فى أغسطس من العام 2007، ثم مفاوضات السلام المنعقدة بمدينة سرت الليبية فى أكتوبر من نفس العام، والتى انعقدت برعاية الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة. نحن نعمل على تمثيل العرب فى أى منبر تفاوضى قادم. وارتكزنا على المجموعات العربية لأنهم وقع عليهم تهميش مزدوج ويصنفوا كضالعين فى العنف فى دارفور. ليس هنالك حركة معينة أساسها قبلى بصورة كاملة، لكن الناس تلجأ للقبيلة لتوفير الأمن ولعكس مطالب القبيلة فى بعض الأحيان. وحتى القبائل التى تحارب الحكومة لديها أفراد داخل السلطة الحاكمة.

ما هى علاقتكم بمجموعة حميدتى؟
دخلت فى اتفاق مع حميدتى باسم الجبهة المتحدة للقوى الثورية، وكنت قد وصلت إلى قوات حميدتى بواسطة قوات الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة بعد رجوعى من مفاوضات سرت بليبيا. وتنازلت رغم رأى التنظيم الرافض لأننا كنا فى حاجة للتعامل مع قوات حميدتى جيدة التسليح وليس حميدتى فى شخصه لتوظيفها فى خدمة الصراع الإيجابى لمصلحة أهل دارفور وليس خدمة المركز أو لتكسير تلك القوة.

حميدتى مجرم حرب وهو من زعماء جنجويد السلطة وتسليحه كله حكومى، وقد قمنا بتوثيق ذلك بواسطة القناة الرابعة للتلفزيون البريطانى وهى كقوات تتبع للاستخبارات العسكرية وكل أسلحتها ومعداتها تأتيها من الحكومة. وقد دفعنا ثمنا كبيرا بارتباطنا بحميدتى بتشويه سمعتنا لأنه انتهازى يعمل ضد مصالح أهله ويشوه سمعة قبيلة الرزيقات.

هل الوساطة الدولية تهتم بإشراك العرب فى دارفور فى التفاوض لحل النزاع؟
هنالك وجود عربى فى دارفور لا يستطيع أحد إنكاره ويقعون فى تهميش مشترك من المركز الذى يدعى التحالف معهم ومن الحركات المسلحة الأخرى التى تعتبرهم ضالعين فى النزاع ضدها. نحن موجودون فى هذا الملف شاء الآخرين أم أبوا باعتبار وجودنا فى الأرض ونمثل قوى اجتماعية، حتى إذا كنا جنجويد يجب أن يجلس معنا الآخرون لأننا جزء من الصراع، فيجب أن نكون جزءا من الحل نحن لا نهتم كثيراً بالإعلام والوجود ليس أسلحة وهى موجودة لدينا والآخرين يعلمونها جيداً. آخر اتصال تم بنا من الوسيط الدولى الياسون بمكتبنا بأسمرا بخطاب حول ادعاءات حركة العدل والمساواة بانضمام حركة القوى الثورية الديمقراطية لهم. وأضحنا أن المجموعة التى انضمت للعدل والمساواة عبارة عن مقاتلين فى الحركة أثناء فترة اعتقالنا بأفريقيا الوسطى.

هنالك الكثير من الراويات تنسج حول حقيقة اعتقالكم فى أفريقيا الوسطى؟
كنت معتقلا فى أفريقيا الوسطى بمعية 15 من قيادات الحركة فى معتقل باسبملى من إبريل 2008. وفى 28 /11/ 2008، قامت حكومة أفريقيا الوسطى باقتيادى من معتقلى إلى مدينة بانقى، حيث قاموا باستخراج جواز سفر بصفتى وزيرا للزراعة وأخطرونى بسفر لدولة قطر للمشاركة فى مفاوضات سلام خاصة بدارفور ترعاها قطر. وغادرت فى صحبة الرئيس بوزيه ووفده الرسمى المشارك فى مؤتمر التنمية الدولية. تبين أن هذه الرحلة ما هى إلا غطاء لعملية أمنية تمت بالتنسيق بينهم وجهاز الأمن السودانى بغرض تسليمى للحكومة السودانية. وقد تكشف المخطط قبل تنفيذه، حيث تعرفت على بعض رؤساء الوفود المشاركة فى المؤتمر من دول الجوار الإقليمى على ونقلت لهم قلقى من التحركات المريبة لوفد أفريقيا الوسطى، الأمر الذى ساهم فى إفشال المخطط، ودفع الرئيس بوزيه لتقديمى لجبريل باسولى مبعوث الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة لدارفور بأنى جنرال فى الجيش السودانى يعيش فى معسكر للاجئين فى أفريقيا الوسطى للتغطية على الصفقة. كما سعى وفد أفريقيا الوسطى لإرجاعى معه إلى بانقى إلا أننى رفضت السفر معهم وقررت وضع نفسى تحت تصرف السلطات القطرية.

هل قدمت لكم الدعوى لمفاوضات توحيد الحركات فى جوبا؟
لدينا اتصال مع الحركة الشعبية لتحرير السودان والحركة تسعى لتجاوز المأزق السابق ولم يتحدد الشكل النهائى للمشاركين. وهى لن تبدأ قبل تاريخ 10 مايو.

الوسيط الأمريكى يتحدث عن سعيهم لوقف إطلاق النار هل هذا يمكن على الأرض فى دارفور؟
وقف إطلاق بدون الوصول لحل للأزمة يكون عبارة عن نيات لأنك لا تستطيع ضبط حركة فى الميدان تعرضت لهجوم من الرد. ولا توجد جهة تملك خريطة كاملة للحركات فى دارفور. ومن ينشد سلام حقيقى يجب أن يشرك الجميع باختلاف الأحجام والأعراق.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة