صفوت صالح الكاشف يكتب:خنزيريات

السبت، 09 مايو 2009 04:37 م
صفوت صالح الكاشف يكتب:خنزيريات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ها هو الخنزير السمين يفرض نفسه على الأحداث السارية، ويتطلع إلينا متأملاًً بنظرة لا تخلو من الدهشة عما وصلنا إليه من آراء وأفكار بشأنه، لم يؤخذ فيها رأيه بالطبع.

فمن قائل بضرورة إعدام الخنزير تجنيباً للبلاد والعباد من الأنفلونزا المحتمل قدومها إلينا عابرة للقارات والمسافات.
القائل لم يأخذ فى الاعتبار بأن الوباء المحتمل هو أنفلونزا الخنازير، من حيث الاسم فقط.. ولم يراعِ أن الإعدام هذا هو بمثابة إفناء للكانسات العظمى هذه، لما تقوم به من عمل تأنفه الحيوانات الأخرى فهمها الدؤوب هو مخلفات أغذية المنازل.. والنتيجة المحتملة طوفان من القمامة لايمكن تخيله.. وبروز دور الكانسات الصغرى والقوارض كالفئران.. التى ستتوالد بالمليارات، وتبدأ فى مهاجمة المنازل (بحثاً عن شعبنا السعيد) والأطفال الصغار كما خبرنا قبلا.. فضلا عن الروائح المعروفة والمستحدثة بالطبع.

القائل بإعدام الخنازير فاته بالطبع أن السوق سوف تخلو من لحوم رخيصة الثمن تكلفت قروش زهيدة فغذاؤها بالمجان ولحومها يفضلها البعض منا.
تتعدد الآراء أيضا.. فبرغم من إعدام ملايين الدجاجات نتيجة لأنفلونزا الطيور.. إلا أن الأمر هنا مختلف فها هو الخنزير يطل علينا مبتسماً فله مريدوه الذين سيجزعون حتما من قرار الإعدام نتيجة لإملاءاته الدينية غير المقصودة بالطبع.

سلالة الخنازير الظريفة (وهذا تعبيرى) سوف تخلو البيئة المصرية منها، وهى من اعتادت على تلك البيئة.. تكيفا وملائمة غذائية، وسوف يستحيل تعويضها حتماً، لأن أى خنازير يتم استيرادها لن تقبل بما كانت تقبله خنازيرنا الساذجة من مخلفات غذائية.. أيضا الخنازير تتميز بالشراهة منقطعة النظير. هيا إذن املأوا بطونها، وتلك مشكلة قادمة.. بعد أن كدنا نفتك بالحمير فى مقام سابق لتوفير غذائها لحيوانات أكثر نفعا كما كنا نتصور وعلى غير روية.

المرجعية الدينية للمسلمين تقود إلى أن الخنزير ناقل للأمراض والبعض يتصور أن التحريم تم لهذا السبب، وهذا غير صحيح، فالدين ليس معنيا إطلاقا بأسباب التحريم إلا أن يقول بأن (الله قد أحل لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث) ما تركه الدين عموميات وليس تفاصيل، فهو غير معنى بها أساسا، إلا أن نسأل نحن أهل الذكر إن كنا لا نعلم ولقد سألناهم بالفعل وعلمنا ما نحتفظ به لأنفسنا.
ماظهر لنا من أضرار لتناول لحم الخنزير.. أقول نحن فقط المعنيّون بها.. أما هم فإنهم أحرار بالطبع فمرجعيتهم ليست كمرجعيتنا.
نعود الى الخنزير الذى تركناه حتى نفرغ من المناقشة.. فنقول بأننا تأخرنا كثيراً فى معالجة المشكلة من وجهة نظر بيئية. لأن الناس هى التى ذهبت كى تنافس الخنازير فى أماكن سكناها ولم تستطع الخنازير الاعتراض فى الوقت الملائم.. والمفروض الآن أن يتم نقل الخنازير إلى مناطق غير مأهولة مع مراعاة اتجاه الرياح السائدة بعيداً عن العمران.. على أن يوضع داخل حظائر معدة بإحكام.. تتوفر بها المياه والرعاية البيطرية.. ولا عجب لأننا إن لم يقم البعض منا بتربية الخنازير (المربون مسيحيون عادة).. تلبية للطلب المحلى والسياحى، فسوف يتم استيرادها قطعاً بعد أن كنا نصدرها.

هيا اتركوا الخنازير ترتع فى أماكنها الجديدة فلقد تبين وجود خنازير تعيش فى الغابات وبأعداد تصل إلى الملايين فى بلاد أخرى عربية كبلاد المغرب العربى فى جبال أطلس.. فهل يمكن إعدام تلك الملايين من الخنازير إذا وصلت إليهم أنفلونزا الخنازير لاقدر الله.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة