هل تعلم أن تكاليف زفاف أبوهشيمة وهيفاء تكفى لحل أزمة 100 ألف مواطن ؟

مشهدان لن تجدهما سوى فى مصر المحروسة، حيث تقف المتناقضات جوار بعضها البعض .. المشهد الأول تحكيه الأرقام التى تؤكد أن 15 مليون مواطن مصرى هم سكان العشوائيات التى تنتشر فى 20 محافظة، ويبلغ عددها 1228 عشوائية، نصيب القاهرة منها 85 عشوائية، منها 68 يمكن تطويرها، و12 لا يصلح سوى إزالتها بالكامل، وتضم عشوائيات العاصمة ما يقرب من 7 ملايين مواطن.

الوضع الذى يعيش فيه سكان العشوائيات قمة فى البؤس، فهم محرومون من كافة الخدمات الأساسية، لدرجة أن %58 من سكانها يتنافسون على دورات مياه مشتركة وفقا للمركز القومى للبحوث الاجتماعية كما أنهم محرومون من التعليم، حيث تنتشر الأمية فى %80 من الذكور، و%95 من الإناث، بالإضافة لانعدام الجوانب الدينية. نسبة البطالة بين سكان تلك المناطق تبلغ %20 ،وهى إن كانت تبدو صغيرة، لكنها غير مبشرة، حيث يعمل %81 منهم بمهن غير ثابتة خارج القطاع الرسمى، ويعانون من انخفاض الدخل، حيث تعيش 38 % من أسرهم على أقل من 200 جنيه شهريا.

كل ما يحتاجه هؤلاء ليعيشوا حياة طبيعية هو 220 مليار دولار وفقا للإحصائيات الحكومية - وكل المطلوب لحل أزمة أى عشوائية فى القاهرة تضم الواحدة منها فى المتوسط 100 ألف مواطن - لن يتخطى الـ 200 مليون دولار.

ربما إذا سمعت الرقم، ستعتقد انه من الصعب توفيره، لكن بالتأكيد سيتغير موقفك عندما تنظر الى المشهد الثانى، وفيه ستعرف أن هذا المبلغ يعادل ما تتكلفه بضع حفلات زواج من التى يقوم بها رجال الأعمال المصريون مثلما حدث مع فرح تكلف 55 مليون جنيه تخيل لو أنه قرر أن هذه الأموال ستذهب لحل أزمة العشوائيات بالتأكيد حينها لن يتناقض المشهدان كثيرا.

و السؤال هنا هو: لماذا لا يشارك رجال الأعمال فى حل أزمة العشوائيات، ماداموا يملكون هذه الثروات الطائلة التى تنفق بشكل مبالغ فيه.

بعض رجال الأعمال قد يستفزهم هذا الكلام، وسيقولون أنهم أحرار فى أموالهم، لكن الواقع أن القضاء على العشوائيات وحل أزمة سكانها، سيعود بفائدة كبيرة عليهم، فسكان العشوائيات هم خطر على الأمن القومى،كما يقول د. رفيق حبيب، الخبير بالمركز القومى للبحوث الجنائية، حيث يعتبرهم مصدرا للجريمة، وأرجع ذلك إلى «تدنى الأخلاقيات ،وانتشار الجريمة، وتفشى البطالة، وانتشار العنف»، وهذا يجعلها جاهزة للانفجار فى أى وقت.

حبيب ذكر بعض أنواع الجرائم المنتشرة بين سكان العشوائيات، والتى تكفى لتدمير أى مجتمع، فإذا دققت فى عشوائيات القاهرة ستلاحظ ظاهرة خطيرة تنبئ بكارثة وهى أن أكثر المناطق رقيا يلتصق بها أكثر العشوائيات فقرا وبؤسا. وهو ما يبرهن على ما قالته الخبيرة النفسية د. داليا الشيمى، حول الحالة السلوكية لسكان العشوائيات التى تجعلهم مؤهلين للقيام بما ذكره حبيب، فهى ترى أن هؤلاء «يشعرون أن المجتمع ينبذهم، والحكومة تهمشهم، مما خلق لديهم شعورا بالكراهية والعداء تجاه الأغنياء بالذات، كما أن شعورهم بالظلم والحقد على باقى المجتمع، يجعلهم عدائيين ويستبيحون القيام بمختلف أنواع الجرائم».

محمد الحلو محام وناشط حقوقى بمركز الحق فى السكن الذى أجرى العديد من الدراسات حول أزمة العشوائيات، قال إن التشريعات القانونية فى مصر، لا تخدم سوى مصلحة طبقة رجال الأعمال، فالدولة وفرت لهم قوانين حوافز الاستثمار، وتقدم لهم أراضى بأسعار رمزية ،لكنهم فى النهاية لا يفكرون سوى فى تحقيق أعلى ربح، ويقومون ببناء وحدات سكنية فارهة، ولا يفكرون فى محدودى الدخل أو معدميه مثل سكان العشوائيات، وهؤلاء لهم حق فى تلك الأموال، وليس تفضلا من رجال الأعمال.

وأضاف أن مجلس الشعب مسئول بأن يجعل كل تشريع، يهدف إلى منح تسهيلات إلى رجال الأعمال، بأن يتضمن فوائد لفقراء مصر، وأن يكون فى ذلك عائد مباشر.

لمعلوماتك...
◄500 ألف دولار حصل عليها نجوم هوليود المدعوون فى حفل زفاف هيفاء
◄100 ألف جنيه يتقاضاها مطرب الفرح فى حفلات الخمس نجوم والراقصة 60 ألف جنيه وتصوير الحفل 350 ألف جنيه.
◄53% نسبة الفقراء من المجتمع المصرى طبقاً لصندوق السكان التابع للأمم المتحدة و%48 تحت خط الفقر حسب تقرير التنمية البشرية.
◄20 ألف حالة سرطان تدخل معهد الأورام سنوياً تكلفة علاج المريض الواحد جراحياً من 15 - 20 ألف جنيه، وكيماوياً بين 20 - 200 ألف جنيه، والمعهد يعانى نقص التمويل.
◄211 جنيهاً تكلفة جلوس الفرد الواحد على كرسى فى القاعات السوبر التى تتسع لحوالى 2000 مدعو، بخلاف المشروبات و«الأوبن بوفيه» وتجهيزات القاعة والكوشة.