أكد السناتور الديموقراطى جون كيرى اليوم، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لم تعد تسعى إلى "تغيير النظام" فى إيران لكنه شدد على ضرورة أن تستجيب إيران للانفتاح الذى أبداه الرئيس باراك أوباما.
وقال كيرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشيوخ خلال جلسة خصصت للبحث فى آفاق السياسة الجديدة لأوباما للتقارب مع الجمهورية الإسلامية "لسنا فى وضع تغيير النظام". وأضاف بأن "جهودنا يجب أن تلقى استجابة من الجانب الآخر، فكما أننا نتخلى عن الدعوة إلى تغيير النظام فى طهران ونعترف بدور مشروع لإيران فى المنطقة، فعلى القادة الإيرانيين الاعتدال فى سلوكهم وسلوك حليفيهم، حزب الله وحماس".
وأكد كيرى أن لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشيوخ ستصدر تقريرا هذا الأسبوع حول البرنامج النووى الإيرانى الذى يثير مخاوف واشنطن وشركائها الأوروبيين من استخدامه فى إنتاج ترسانة نووية. وأوضح أن التقرير سيبين أن الانفتاح الدبلوماسى الأمريكى على إيران يهدف إلى إقناع طهران بوقف تعزيز قدراتها على صنع قنبلة نووية وقبول عمليات مراقبة دولية صارمة.
وأضاف كيرى أن "الحل الأخير للمشكلة التى تطرحها الطموحات النووية الإيرانية ليس تقنيا بل سياسيا". ويقول التقرير "لا شىء يمنع إيران من إنتاج سلاح نووى يوما ما سوى قرار سياسى لقادة البلاد، لكن هذا القرار بطبيعته يمكن الرجوع عنه" طالما تحتفظ إيران بقدرتها على تخصيب اليورانيوم".
ونشرت هذه الوثيقة بعد سلسلة جلسات الاستماع التى ترأسها كيرى حول الانفتاح الدبلوماسى الذى يدعو إليه الرئيس الأمريكى باراك أوباما حيال الجمهورية الإسلامية. ويدعم كيرى هذا الطرح.
ويضيف التقرير "فى الحد الأدنى يمكن أن يكون أحد أهداف استراتيجية الإدارة الأمريكية بشأن إيران ضمان التوازن الصحيح بين الضغوط وبين الفرص التى تقدم لإقناع النظام الإيرانى بالقبول بعدم قطع مراحل جديدة فى تعزيز قدرته على إنتاج قنبلة نووية، والقبول بمعايير صارمة للتحقق من ذلك".
وأكد كيرى أن هذه الوثيقة تهدف إلى التحقق من الشكوك فى رغبة طهران، التى تؤكد بأنها تطبق برنامجا نوويا مدنيا، فى أن برنامجها يهدف إلى التزود بترسانة نووية. وقال كيرى إن هذه الشكوك تشكل عقبة كبرى فى طريق تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
وأوضح الدبلوماسى المتقاعد نيكولاس بيرنز الذى كان يعتمد عليه الرئيس السابق جورج بوش بشأن إيران بأن إدارة بوش خففت من دعواتها إلى تغيير النظام الإيرانى منذ ،2006 لكنه دعا أوباما إلى التخلى علنا عن هذه السياسة.
وقال "أعتقد أنه سيكون من المفيد للإدارة الأمريكية أن تقول علنا وبشكل واضح وهذه ليست سياستنا". وتابع بيرنز أنه دعم بقوة سعى أوباما إلى تقارب مع إيران مؤكدا بأن عقودا "من عزل إيران ورفض مقابلة مسؤوليها والدعوة إلى تغيير نظامها لم تجد". لكنه أكد ضرورة دفع روسيا والصين إلى المشاركة فى الضغوط الاقتصادية المعززة قبل بدء محادثات جديدة مع إيران، متهما بكين وموسكو باتباع استراتيجية "تشكيكية" نسفت عقوبات الأمم المتحدة التى فرضت على إيران.
وقال "أعتقد أن كلا منهما نظرتا إلى الأمر بتشكك"، متهما روسيا "بمواصلة بيع أسلحة" إلى إيران بينما وسعت الصين علاقاتها التجارية عندما كان الشركاء الأوروبيون يعززون عقوباتهم. وتابع "قد يكون أهم عامل فى الدبلوماسية حاليا ليس إيران بل الصين وروسيا"، معربا عن أمله فى أن "تقدما دعما أكبر للرئيس أوباما".
وبينما يحاول البرلمانيون تعزيز الضغوط وفى الوقت نفسه تقديم فرص لإيران لتجميد نشاطها النووى، أكد بيرنز ضرورة إبقاء خيار استخدام القوة "مطروحا على الطاولة" كرافعة لإنجاح العمل الدبلوماسى. وتابع "لا أتصور أن تجرى إيران مفاوضات جدية إذا لم يكن هناك تضافر بين الدبلوماسية والتهديد باستخدام القوة. إنها اللغة التى يفهمونها".
وأكد فى الوقت نفسه "لا اعتقد أنه الوقت المناسب لاستخدام القوة من قبل الولايات المتحدة أو أى طرف آخر ولا أعتقد أن ذلك سيكون مفيدا". وأضاف "لست على علم بأى سيناريو يقول إن استخدام القوة يمكن أن يوقف برنامجا يستند إلى أبحاث علمية ومعظم مكوناته موجودة فى عقول علماء إيران". وحذر بيرنز من "نتائج غير متوقعة" تشير إلى أن إيران يمكن أن تضرب من خلال الميليشيات الشيعية فى العراق وعملاء فى أفغانستان وعناصر حزب الله وحماس. وقال "تعلمنا من العراق أنه عندما تبدأ حربا فأنت لا تعرف إلى أين ستؤدى فى النهاية وهذا ينطبق تماما على إيران".
السناتور الديموقراطى جون كيرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة