منذ عدة أسابيع ظهرت تقارير صحفية تتوقع «قيام القيامة» عام 2021.. ومن الناحية الحسابية بعيداً عن القضاء والقدر والأعمار التى يحددها الله فلا تزيد ولا تنقص لأى كائن حى، فإنه من الوارد أن تشاهد الأجيال الحالية هذا اليوم العظيم ولا أعرف هل من حسن حظها أم من سوء طالعها أن تختص بمعايشة يوم يقول الحق سبحانه وتعالى أنه «يوم لو تعلمون عظيم».
وعظمة اليوم بالتأكيد تأتى من حجم الهول والفزع الذى لا تستطيع عقولنا المحدودة إدراكه بحيث تتضاءل أى أحداث أو أعمال عظيمة من وجهة نظرنا المتواضعة كمخلوقات محدودة الإمكانات والقدرات حتى لو كانت قد طلعت القمر وزارت المريخ ولعبت فى الخلية الحية وعبثت بالجينات وأحدثت تغييرات جعلت أهل الأرض يظنون أنهم قادرون عليها الأمر الذى عجل بيوم القيامة فى إشارة قرآنية تعجيزية «ازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا...».
ومع الدراسات الكونية العلمية التى التقت مع شفافية الرؤية عند رجال الدين فى توقع قيام القيامة أو نهاية العالم فى الموعد المذكور، فإنه لابد أن نرى من الآن العلامات الصغرى لليوم المشهود، وهى بدون تفاصيل تختص بالمتناقضات فى الحياة وغرائب العلاقات وظهور التقاليد والعادات الجديدة الشاذة واختلال المواجهة بين الخير والشر.
ما علاقة كل هذا بموضوع أو مقال رياضى؟.. لاعلاقة على الإطلاق إلا فى حدود الغرائب والعجائب فى تصرفات البشر.. ومن الأشياء الصغيرة والبسيطة تولد الأشياء الكبيرة خاصة عندما يتعلق الأمر بالأخلاق..يقولون مثلا أن العلاقات القديمة بين المصريين والرياضة كانت سوية وفى إطارها الطبيعى.. منافسة شريفة وعفيفة وروح رياضية، كلها حنية..واحترام متبادل، حتى أننا قرأنا عن زملكاوى أو أهلاوى يدير مباراة بين القطبين.. وهتافات كلها حياء وخجل عند غضب الجمهور مثل شيلو الرف وحطوا عصايا، كانت هذه الهتافات أيامها ذروة الخروج عن النص..
بينما الآن أقل تعبير عن الغضب هو سكب البنزين على مشجع وإحراقه وانتشار قاموس البذاءات والألفاظ الخارجة وعندما يتقدم الألتراس بأدوات وأساليب التشجيع الجديدة إلى مقعد قيادة الحركة الرياضية فيسير فى ركبهم الأهلى والزمالك والإسماعيلى واتحاد الكرة، فإن المعنيين والمهتمين بيوم القيامة لابد أن ينظروا لها بعين الباحث عن العلامات الصغرى.. وعندما يقوم لاعب كبير هو كابتن المنتخب أحمد حسن بتصرفين متناقضين فى أسبوع واحد مع حازم إمام فى مباراة الأهلى والزمالك والحكم مدحت عبدالعزيز فى مباراة الأهلى وإنبى، فإنه تصرف بشرى يساير الحديث عن العلامات الصغرى..
وعندما ينذر الحكم 7 لاعبين من إنبى و4 من الأهلى ويقول المشجعون القريبون من يوم القيامة إن الحكم تسبب فى التعادل لأنه أكثر من الإنذارات، فهى علامة غير مباشرة على قرب يوم القيامة.. وعندما لا يريد الأهلى أن يساوى نفسه مع الزمالك فى مجاملة الآخرين ويندهش من تراخيه أمام الإسماعيلى فى فارق شاسع فى المبادئ والأخلاق بين الناديين، فإنه يقدم علامة أخرى من علامات يوم القيامة، لأن الأهلى فى الموسم الماضى جامل الاتحاد السكندرى وانهزم له فى القاهرة..
بل وخرج لاعب كرة سلة فى الأهلى يبرر الهزيمة من الجزيرة بأن فريقه لا يريد أن يحصل الزمالك على البطولة وكان ذلك فى وسيلة إعلامية مرئية.. سوء الأخلاق واحد لكن التفرقة جاءت فى أخلاق الإعلام الذى يلعب حاليا فى العلامات الصغرى ليوم القيامة..
وعندما يتفق البشر على أن الحكم تسبب فى حرمان الأهلى من الفوز رغم أنه لا يوجد قرار تحكيمى واحد أثر على النتيجة فإن هذا الاتفاق الذى يشبه الإجماع يوحى بأن الذنوب كثيرة وعظيمة والحساب سيكون عسيرا لأن الناس لم تتعظ وشغلتها الدنيا عن إدراك العلامات الواضحة التى تؤكد نهاية الحياة الدنيا قريبا.
وعندما يتولى أمرنا شرارنا وصغارنا مثل ما نشاهده فى نادى الزمالك- الذين يروجون فى آن واحد للخير والشر.. ويدعو إلى الفضيلة أناس جربنا معهم الرذيلة.. ويتعذر على شرفائه إيقاف خطر أشقيائه.. فإننا لابد أن نخاف على خواتيمنا فى الحياة مع اقتراب يوم النشور.. (اللهم استرنا يوم العرض عليك).
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة