قالت صحيفة الفايننشيال تايمز أنه على الرغم من الأزمة المالية التى عصفت بكبرى شركات العالم، إلا أن "النساجون الشرقيون" – أكبر منتج فى العالم للسجاد الآلى- قد حصلت على حصة مضاعفة من السوق على حساب المنافسين الأضعف وحقق زيادة فى المبيعات.
وقالت فريدة خميس نائب مدير التمويل بالمؤسسة، إنها تتطلع إلى زيادة مبيعات الشركة بين 3% و5% هذا العام، وأوضحت أنه من حيث الأرباح فإنهم يخططون إلى نمو فى قاعدة الشركة بسبب الانخفاض فى تكاليف المواد الخام كما يحاولون خفض التكاليف.
وتمتلك عائلة خميس 67% من أسهم الشركة التى أسسها محمد فريد خميس الرئيس الحالى للشركة التى تديرها ابنتاه فريدة وياسمين، التى توظف نحو 14 ألف شخص.
وحققت المجموعة زيادة فى المبيعات خلال العام الماضى بنسبة 12% أى حوالى 614 مليون دولار وشكلت نسبة صادرتها للخارج 60% من الإنتاج يذهب نصفهم إلى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا فيما بيع باقى إنتاجها بالداخل من خلال 200 منفذ بيع لها.
وكانت النساجون الشرقيون قد تضررت جراء زيادة أسعار النفط خلال السنوات الثلاث الماضية إلا أنها تحقق الآن استفادة كبيرة من الانخفاض الحاد فى سعر النفط والغاز على الرغم من أنها تواجه انكماش الطلب على منتجاتها فى الأسواق الرئيسية بالولايات المتحدة وأوروبا.
وتقوم منتجات الشركة على النفط الذى يمثل 65% من التكلفة، لذا استفادت الشركة بشكل كبير من سقوط أسعار البولى بروبلين الذى يمثل ثالث نفقاتها، فبعد أن بلغت أسعاره ذروتها عند 1600 دولار للطن يباع البولى بروبلين الآن بـ 780 دولار للطن.
وأوضحت فريدة خميس أن ارتفاع أسعار النفط أجبر الشركة على تخفيض التكاليف تدريجيا الأمر الذى ساعدها على الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة ظروف السوق الصعبة الحالية، وأضافت أن هذه السياسة ساعدتنا على البقاء فى السوق على الرغم من الأزمة الاقتصادية، ولحسن الحظ باتت منافساتهم أقل بسبب قلة أعداد المنافسين الذين يخرجون من السوق تدريجيا بسبب زيادة أسعار النفط وقلة الطلب.
وتسوق شركة "النساجون الشرقيون" منتجاتها باسمها، ولكن صادرتها تباع من خلال التعاقد مع تجار التجزئة ذى العلامات التجارية الكبيرة مثل "إيكا" و"جى سى بينى" و"ميسيز" و"ول مارت" و"ماركس وسبنسر" و"تارجت"، ولا يغامر النساجون بالإنتاج الهائل، ولكنهم ينتجون حسب الطلب. ويعترف محللون أن "النساجون الشرقيون" فى وضع جيد فى مواجهة تباطؤ الاقتصاد العالمى، ولكنهم يبدون بعض التحذيرات.
فتقول مينتالا الصادق المحلل المالى بالمجموعة المالية بلتون وبنك الاستثمار بالقاهرة إنه على الرغم من التوقع بحدوث تحسن فى الهوامش الربحية للشركة تماشيا مع انخفاض تكاليف المدخلات إلا أن الشركة لا زالت معرضة للخطر فى مواجهة السوق الاوروبية والأمريكية، ففى عام 2008 حققت الشركة مبيعات فى السوق الأمريكى بنسبة 28% و19% بأوروبا، هذا بالإضافة إلى ارتفاع ضغط التشغيل للمجموعة إذ يبقى هذان الأمران من أكبر التحديات التى تواجه الشركة فى المدى المتوسط.
وتوضح الصحيفة أن التخطيط لمنشأة إنتاج إضافية لذلك الاستثمار الذى سيتكلف حولى 230 مليون دولار هو أمر يجرى بتباطؤ على الرغم من أن الشركة أعلنت من قبل بأنها مستمرة فى إضافة قدرة إنتاجية وبناء مستودعات جديدة.
ولا تأتى المنافسة فى الصناعات الرأسمالية الكبرى من منتجى المنسوجات التقليدية مثل الصين والهند، ولكنها تأتى من الشركات الكبيرة القائمة فى الأسواق المتقدمة مثل أمريكا وأوروبا التى تخصص تكاليف كبيرة لمنتجاتها وتشغل أيادى أكثر من التى هى بمصر.
بسبب انخفاض أسعار النفط وسياسة خفض التكاليف..
الفايننشيال تايمز: النساجون الشرقيون تحقق أرباحا على الرغم من الأزمة الاقتصادية
الخميس، 07 مايو 2009 03:21 م
النساجون الشرقيون تحقق أرباحا رغم الأزمة الاقتصادية