لم تجد الشركة الإيطالية «مولى اندستريا» سوى الأنبياء ليتصارعوا فى لعبة غبية يعرفها هواة «الجيمز» على الإنترنت، اسمها مصارعة الأديان «ولم يكن التشدد الدينى يوما بهذا القدر من المتعة» فشعار اللعبة الذى يحمل اسم «مقاتلى الإيمان» أو «Faith Fighter»، كادت تتسبب فى أزمة مشابهة لما حدث فى أزمة الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، لولا قيام الشركة المنتجة لها وهى «مولى اندستريا» الإيطالية، بسحبها من على موقعها الإلكترونى، استجابة لبيان احتجاجى من منظمة المؤتمر الإسلامى، لكن المفاجأة أن اللعبة مازالت متوافرة على عدة مواقع أجنبية، بالإضافة لعشرات المواقع الأخرى، وفى الوقت الذى نفت الشركة مسئوليتها عن تلك النسخ، أعلن عدد من مصممى ألعاب الجرافيك مسئوليتهم عن نشرها وبرروا ذلك بأنه من غير اللائق أن تستجيب الشركة الإيطالية لمطالب المسلمين لأنها ضد حرية التعبير -على حد قولهم.
الغريب فى الأمر أن العديد من المواقع العربية مثل موقع ألعاب الدوحة، يقوم ببث اللعبة حتى الآن، والمئات من العرب يلعبونها يوميا!!
اللعبة عبارة عن معركة تدور حتى الموت بين رموز دينية مقدسة لمجموعة من الديانات، مثل الإسلام والمسيحية والبوذية، وتبدأ باختيار إحدى الشخصيات الموجودة من بينها النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) والمسيح وبوذا، وأيضا الذات الإلهية، وخلال مراحل اللعبة المختلفة يدخل اللاعب فى صراع مع باقى الرموز الدينية، لينهى اللعبة بالفوز على أحدهم أو يقتلهم جميعا.
مصممو اللعبة أرادوا تبرئة أنفسهم بتصميم نسختين منها، الأولى تظهر وجه الشخصية التى يقصد بها دور النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، بينما تخفى النسخة الثانية وجهه، وتتضمن تحذيرا للمسلمين يقول إنها تحتوى على تصوير للنبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتطلب ممن يعتبر ذلك، إهانة استخدام النسخة الثانية.
المشكلة الرئيسية فى اللعبة ليس احتوائها على صور رموز دينية فحسب، ولكن فكرتها القائمة على العنف بين العقائد المختلفة، فمحتواها لا يمثل تجريحا لمشاعر المسلمين أو المسيحيين فقط، ولكن جميع المؤمنين بالديانات الموجودة فيها، على عكس ما يقول مصمموها، لأنها ببساطة تحرض على التعصب البغيض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة