أخى المواطن.. عبور الطريق يعرض حياتك للخطر..اركب عربة الدكتور حسام زكى مجاناً.. معه ستصل إلى بر الأمان

«انتبه من فضلك.. لمنع حوادث الطريق توجد سيارة مجانية لعبور المشاة» لافتة غريبة من نوعها، تدهش من يقرأها وتجعله يتساءل: «من الذى يخصص عربة مجانية حرصا منه على أرواح المصريين؟».

إنه الدكتور حسام زكى، استشارى أمراض النساء والتوليد الذى يهزه يوميا صوت فرامل السيارات التى تنبئه بحادثة وفاة جديدة، يعقبها مشهد لجثة ملفوفة بالجرائد، دقائق قليلة وتحمل سيارة الإسعاف المصاب إلى المستشفى، لتبدأ الرحلة المعتادة فى البحث عن متبرع بالدم بعد النزيف المتواصل.

لم يتحمل الطبيب الذى يشهد معجزة الخلق يومياً، أن يرى عشرات الأرواح تزهق تحت عجلات السيارات دون أن يتحرك أحد، فقرر أن يبدأ بنفسه، فكر الدكتور حسام فى إقناع مجموعة الشركات التى تطل على كورنيش المعادى، بالتكاتف وجمع التبرعات من أجل إنشاء كوبرى فى تلك المنطقة، ولكنه اكتشف أن هذه الفكرة طرحت أكثر من مرة على مدار 9 سنوات ماضية، ولكن الحى رفض بسبب صعوبة غلق ذلك الشارع الذى يمثل شريانا حيويا يغذى جنوب محافظة القاهرة «حلوان حالياً».

وأقصى ما استطاعت أن تقدمه وزارة الصحة للتعامل مع كثرة الحوادث فى تلك المنطقة، هو تخصيص سيارة إسعاف طائر، مهمتها نقل المرضى الذين يتعرضون للحوادث إلى المستشفيات المجاورة.

فقرر أن يشترى عربة لنقل المشاة، إلا أن القدر لم يمهله، وأصيبت إحدى الموظفات بحادثة فى نفس المنطقة، مما دفعه إلى الإسراع فى شراء تلك العربة التى قرر أن تكون مجانية لمنع الاستغلال السيئ لها.

«لو واحد بس فكر إنه يركب العربية، وميعديش الطريق يبقى أنا كسبت» قال دكتور حسام الذى كان يدرك أن الفكرة جديدة، وستواجه بعض العقبات، حيث ارتاب الكثير من الفتيات، ورفضن ركوب العربة، وسط دهشة البعض من تخصيص عربة مجانية لعبور المشاة.

«مشروعى لم يكتمل بعد ولن يكتمل إلا بزيادة عدد العربات، وتعود الناس على ركوبها»، لذلك يستعد لشراء عربة أخرى خلال شهر يونيو القادم، وربما الثالثة بعد ثلاثة شهور أخرى، وحينها سيطالب الحى بإقامة سور فاصل يحول دون عبور الطريق، فإذا لم يستجب سيلجأ إلى جمع التبرعات من الشركات المحيطة، لبناء سور فى منتصف الطريق «مادمت أعطيت الحى البديل المناسب، فليس من حقه إهدار الأرواح».

وجود عربة لنقل المشاة، لا يكفى وحده لإقناع الناس بعدم المخاطرة بأرواحهم، لذلك قرر دكتور حسام، أن يسند مهمة توعية المارة بعدم عبور الطريق، لابنه الذى أقنعه أن يقوم بهذا الدور فى فصل الصيف من أجل أن ينمى فيه الشعور بالوطنية، ليرسخ فى داخله مفهوم الانتماء.