انتقد عدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية، التقرير الذى تناولته صحيفة "وول ستريت جورنال" حول التغطية الصحفية لأزمة أنفلونزا الخنازير، والذى اتهمت خلاله الصحف بالطائفية والتسبب فى زيادة التوتر بين مسيحيى ومسلمى مصر.
واعتبر رؤساء التحرير أن تغطية الصحف للأزمة، هى انعكاس للموقف الحكومى الرسمى، وأنها تعاملت مع القضية كوباء يهدد الجميع بالخطر، وهى فى ذلك مثل وسائل الإعلام الغربية. فيما أشار بعضهم إلى عدم التزام بعض الصحف بالدقة فى تناول المعلومات، وهو ما صور القضية على أنها دينية وليست صحية.
صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة، شكك فى مصداقية معظم التقارير الغربية، التى ترصد الممارسة الصحفية المصرية، وقال إنه ينطبق عليها قول الرئيس السادات" تأخذ أخبارها من بائع البطاطا"، فى إشارة إلى عدم تحققها من معلوماتها. وطالب من يكتبها بسرد أدلة موضوعية على ما يكتبه.
وقال عيسى "ما أثير حول أنفلونزا الخنازير كان جدلا مدنيا وليس دينيا، وربما ظهر الدين فى خلفية بعض من تحمسوا من أعضاء مجلس الشعب لذبح الخنازير، لكنه لم يلاحظ أبدا فى التغطية الصحفية".
إلا أن مجدى الدقاق، رئيس تحرير مجلة أكتوبر، ألقى باللوم على بعض الصحف التى لم تتحر الدقة فى تناولها للقضية، وضرب مثلا بحديث بعض الصحف عن تجار ومربى الخنازير، على أن جميعهم من المصريين الأقباط، واعتبر أن ذلك حكم عام، صور الموضوع على أساس طائفى.
وأشار الدقاق، إلى أن المعالجة الصحفية كان لابد وأن تتحدث عن المرض وطبيعة انتشاره، بدلا من حديثها عن" الحج أحمد أو المقدس حنا"!! الذين يديرون مزارع تربية الخنازير.
وشدد الدقاق، على أن القضية طبية بحتة ولا تتعلق بأى دين، معتبرا أن بعض الصحف التى استخدمت البعد الدينى، تؤكد على الردة الفكرية للمجتمع، على حد قوله.
غير أن سعد هجرس، رئيس تحرير جريدة العالم اليوم، اختلف مع الدقاق، حيث حمل المسئولية للأجهزة الحكومية، معتبرا أن التغطية الصحفية لأزمة أنفلونزا الخنازير هى انعكاس للموقف الرسمى، الذى عالج القضية بشىء من النزق، على حد قوله، مما دعم فكرة الطائفية دون سبب حقيقى.
وتعجب هجرس من قرار الحكومة التخلص من الخنازير، رغم عدم ثبوت أية إصابة حتى الآن، وأرجع هذا القرار إلى استغلال الدولة الفرصة للتخلص من تربية الخنازير، وهو القرار الذى لم تكن تستطيع تنفيذه، على حد قوله، نظرا لتشابك المصالح بين تجار ومربى الخنازير وتجار اللحوم.
ولم يبرئ هجرس الإعلام المصرى بشكل عام من تهمة الطائفية، مؤكدا أن الإعلام يلعب دورا كبيرا فى تأجيج العديد من القضايا التى تعمل على زيادة التوتر بين المسلمين والمسيحيين فى مصر.
وهو ما اختلف معه مصطفى بكرى، رئيس تحرير جريدة الأسبوع، معتبرا أن ما تناولته" وول ستريت" ادعاءات كاذبة، وقال" إن توظيف مسألة صحية، وخطر يهدد حياة المصريين على أنه مسألة طائفية هو الكذب بعينه". وألقى بكرى باللوم على بعض الفنانين والمنظمات الدولية، الذين انتقدوا الموقف المصرى من ذبح الخنازير.
من جانبه، قال الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن الإعلام المصرى، فى مجمله، تعامل مع الموضوع كوباء وخطر يهدد الأمن القومى، مثله فى ذلك مثل باقى وسائل الإعلام الغربية، إذ كان تركيزه فى الأساس على ما يتعلق باحتمالات انتشار المرض، والتحذير من أجل حماية مصر، بالإضافة إلى بعض الاحتياطات.
وأشار خليل إلى أن التورط فى مسألة الطائفية، ظهر من خلال تعليقات القراء على بعض الموضوعات المنشورة على شبكة الإنترنت. وقال إن بعض القراء أعطوا للموضوع بعدا سياسيا ودينيا، حين اعتبروا الإصابة التى ظهرت فى المكسيك وأمريكا وإسرائيل، غضبا ونقمة من الله.
وأكد خليل، على أن الموضوع لا يتعلق بحيوان بل بمرض، فالخنزير، على حد قوله، ليس رمزا للديانة المسيحية، ومن ثم لا يجوز اعتبار المطالبة بالتخلص منه، كدلالات طائفية. ومن ثم فالقراءة الدينية له تعد قراءة مغلوطة، وهو ما لم يتورط فيه الإعلام المصرى.
قيادات الصحف المصرية ترد على اتهامات "وول ستريت": قضية ذبح الخنازير صحية وليست دينية
الأربعاء، 06 مايو 2009 08:26 م
قيادات الصحف المصرية أكدوا أن ذبح الخنازير لا شأن له بالأقباط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة