وفى الناصرة بالجليل يجرى العمل على قدم وساق لبناء مدرج يسع 40 ألف شخص عند منحدر تلة ليكون جاهزا لإحياء الحبر الأعظم قداسا فى الهواء الطلق على جبل القفزة، حيث حاول حشد غاضب وفق التقليد المسيحى دفع يسوع المسيح إلى الهاوية.
ورصدت إسرائيل نحو عشرة ملايين دولار لتحضيرات هذه الزيارة البابوية المرتقبة، أملا منها فى إنعاش السياحة وتحسين صورتها التى شوهتها الحرب على قطاع غزة. ويعتبر المسيحيون فى إسرائيل، وغالبيتهم من العرب، ويمثلون 2% من عدد السكان البالغ سبعة ملايين، زيارة البابا بركة لهم. وقال الأب إلياس عوده كاهن أبرشية رينة القريبة من الناصرة، "نعتبر أن زيارة قداسته دعم كبير لنا". لكن لن تمر الزيارة بدون إثارة توترات. "فالعديد من الأشخاص بمن فيهم داخل الأكليروس، لم يتحمسوا للتوقيت الذى اختير للزيارة".
وعلقت اليوم، الأربعاء، فى الشوارع لوحات تحمل صورة البابا بنديكتوس السادس عشر، والرئيس الفلسطينى محمود عباس فى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وتوافدت الزيارات لكنيسة المهد فى بيت لحم فنجد بعض المسيحيين يتكئون على أحد العواميد فى الكنيسة. ووصف الفاتيكان زيارة البابا بأنها "رحلة حج"، ناتجة بالدرجة الأولى عن الضرورة الملحة إلى التحرك حيال هجرة المسيحيين من الأرض المقدسة. حيث رأى بعض المراقبين للكنيسة أن زيارة البابا تأتى فى توقيت صعب وتحمل البابا كثيرا من المهام، لكنها ستكون بمثابة فرصة لرأب الصراع القائم بين المسلمين واليهود على حد سواء.
ويحلل المراقبون صعوبة توقيت الزيارة أنها تأتى بعد بضعة أشهر على الحرب الإسرائيلية على غزة، بالإضافة إلى قضية الأسقف ريتشارد وليامسون والجدل المثار حولها، وهو ما يضع البابا فى موقف ضعيف فى مواجهة اليهود.
تتضمن زيارة البابا التوجه إلى الناصرة لزيارة النصب التذكارى للمحرقة، بالإضافة إلى باحة الأقصى ثالث الحرمين لدى المسلمين وحائط المبكى الموقع الأكثر قداسة لدى اليهود. ثم سينتقل إلى بيت لحم بالأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث سيلتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وسيصلى فى المغارة التى ولد فيها يسوع المسيح.
يذكر أنه صدر الإعلان الرسمى عن رحلة بنديكتوس السادس عشر إلى إسرائيل عن البابا نفسه فى شهر مارس الماضى. وقد زارها مرتين من قبل، الأولى حين كان كاهنا عام 1964، ثم عام 1992 فى عيد ميلاده الخامس والستين فى وقت كان كاردينالا. بالإضافة إلى أن عدد السياح الوافدين إلى إسرائيل فى 2008 ثلاثة ملايين زائر، ثلثهم من الحجاج.
حاج مسيحى يميل على العمود حيث صلى فى الزقاق الرئيسى لكنيسة المهد

نساء فلسطينيات يمرن أسفل لوحة تحمل صورة البابا بنديكتوس السادس عشر والرئيس الفلسطينى محمود عباس

حاج مسيحى يعطى مذكرة إلى أرثوذكسية فى كنيسة المهد فى بيت لحم

موضوعات متعلقة..
بابا الفاتيكان يزور الأراضى المقدسة منتصف مايو