الغموض يحيط بالجهة الداعية لإضراب عمال البريد

أثارت دعوة الإضراب التى أعلنها مجموعة من العاملين بالهيئة العامة للبريد، أطلقوا على أنفسهم اسم "اللجنة التنسيقية لإضراب موظفى البريد" 7 مايو الجارى، جدلاً كبيراً حول مدى جدية الدعوة، ومدى استجابة عمال البريد لها فى المحافظات.

الإضراب الذى يتزامن مع اليوم المخصص لصرف المعاشات من مكاتب الهيئة، يهدف حسب اللجنة الداعية له، إلى إلغاء القرارات التى اتخذتها الهيئة بشأن التقارير السنوية، وتثبيت العاملين المؤقتين وتعيين أبناء العاملين، وصرف مكافأة الثلاثة أشهر قبل نهاية السنة المالية.

وفى حين أكدت اللجنة التنسيقية أنها أرسلت بياناً بالدعوة للإضراب إلى جميع مكاتب البريد على مستوى الجمهورية عن طريق خطابات بعلم الوصول، فضلت النقابة العامة للبريد بالقاهرة تجاهل الدعوة من الأساس، والتعامل معها على أنها مجرد شائعة. وهو ما دفع اللجنة التنسيقية لاتهامها بأنها ترعى مصالحها الخاصة، ولا تعبر عن العاملين بالهيئة.

البحر الأحمر .. خط أحمر
ففى محافظة البحر الأحمر أكد محمد زيدان، رئيس النقابة الفرعية لعمال البريد، إنه لا يعلم شيئاً عن الإضراب، كما لم يتلق أى تعليمات للمشاركة فيه، فيما قال إبراهيم خطاب رئيس اتحاد العمال بالمحافظة إن "البحر الأحمر .. خط أحمر" لا يمكن تجاوزه، لأنها بلد سياحية وتحافظ على سمعة مصر.

وعلى الجانب الآخر، أبدى بعض المواطنين استياءهم من فكرة الإضراب رغم اعترافهم بوجود مشكلات فى تعاملاتهم مع مكاتب الهيئة. ويقول سيد محمد محمود إن الدمغات الحكومية غير متوفرة بمكاتب البريد، وإن وجدت تباع بأسعار السوق السوداء، وأغلب مكاتب البريد بالجمهورية خالية من الطوابع. واقترح محمود حل الأزمة بين وزارة المالية والبريد، بحيث تقوم وزارة بفتح منافذ تطرح من خلالها الطوابع البريدية للبيع للمحال التجارية، والأكشاك مثل كروت التليفون.

بنى سويف: مجموعة الإضراب مندفعة وأساءت تقدير الموقف
وفى محافظة بنى سويف أكد عمال البريد اعتراضهم على فكرة الإضراب، ورفضهم المشاركة فيه رغم علمهم بالدعوة له، مشيرين إلى أن احد أعضاء اللجنة النقابية لمنطقة بريد كفر الشيخ وراء دعوة الإضراب الذى يهدف إلى مساواة العاملين بالبريد بأقرانهم فى المصرية للاتصالات مالياً كونهما تابعين لوزارة واحدة.

ويرى عصام سيفين بمنطقة بريد بنى سويف أن الرواتب والحوافز والمكافآت التى يتلقونها تعتبر جيدة بالمقارنة بهيئات أخرى، ووصف مجموعة الإضراب بأنهم "مندفعون"، مشيراً إلى أنه كان من الأفضل المطالبة بزيادة الحافز لمجابهة ارتفاع الأسعار. وهو ما أكد عليه زملاؤه عيد عيسى وجمال عبد الرحمن وإبراهيم على، الذين قالوا إنهم يرفضون تعطيل مصالح الجمهور، خاصة أن 7 مايو مخصص لصرف معاشات كبار السن.

ومن جهته، أكد حسن القاضى، رئيس اللجنة النقابية ببنى سويف ووكيل النقابة العامة لمنطقة بريد مصر الوسطى، أن مطالب الإضراب مخالفة للواقع لأن إيرادات المصرية للاتصالات لا يمكن مقارنتها بإيرادات البريد، ولهذا السبب فإن رواتب موظفيها مرتفعة رغم أنها تتبع نفس الوزارة.

وأكد القاضى أنه بذل جهوداً لإثناء جماعة كفر الشيخ عن فكرة الإضراب، مشيراً إلى أنه أجرى معهم عدة اتصالات وطالبهم بالعودة إلى النقابة العامة ورئيس الهيئة لمناقشة الموضوع معه والتوصل لحل، إلا أنه رفض الاستجابة، وهو ما دفع النقابة العامة لفصله من عضوية اللجنة النقابية بكفر الشيخ. مشيراً إلى أن مسعد عبد الغنى رئيس قطاع بريد مصر الوسطى شدد على التزام العاملين بأعمالهم وعدم تعطيل سير العمل يوم 7 مايو.

أسوان: لم نستنفد الطرق القانونية
وفى محافظة أسوان نفى عيد حامد، رئيس اللجنة النقابية، أى مشاركة من قبل العاملين بالمحافظة فى إضراب 7 مايو، وقال إن اللجنة النقابية لم تستنفد الطرق القانونية للحصول على مطالبها من رئيس الهيئة حتى تبادر بالإضراب.

فى سوهاج: نعم للخطوات المحسوبة
أما فى محافظة سوهاج، فقد أكد موظفو البريد أنه لا مانع لديهم من المشاركة فى الإضراب إذا تم إخطارهم به من قبل النقابة العامة، مشيرين إلى أنه لم تصلهم أى أخبار بشأن إضراب 7 مايو. فيما عبر آخرون عن تدهور المستوى المالى والمعيشى للموظفين بالبريد، إلا أنهم شددوا على رفضهم للتحركات العشوائية وغير المحسوبة.

بورسعيد
وفى بورسعيد أكد محمد عبد العزيز، رئيس النقابة العامة للعاملين، أن المنطقة لن تشارك فى إضراب 7 مايو المزمع إقامته بجميع مكاتب البريد على مستوى الجمهورية يوم الخميس 7 مايو المقبل2009، ومن ثم فإنه ليس لنا كممثلين عن الكيان النقابى والعمالى أية مطالب أو مطامع نظرا لأن هيئة البريد لديها حصة مالية على مدار العام المالى، من حيث الإيرادات والدخل، توزع عليهم، مشيرا إلى أن العاملين بهيئة البريد ليس لديهم مشاكل أو مطالب على الإطلاق.

أما العاملون بمكاتب البريد ببورسعيد فأكدوا لليوم السابع عكس ما جاء على لسان رئيس النقابة، مؤكدين أن أعضاء النقابة يعيشون فى واد وهم فى واد آخر، ولا يشعرون بمعاناتهم وحياتهم الاجتماعية الصعبة، لأنهم جاءوا، على حد قولهم، بالتعيين من قبل رئيس النقابة العامة بالقاهرة.