علقت صحيفة نيويورك تايمز فى مقال كتبه روجر كوهين، على شكل السياسة التى انتهجها الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال المائة يوم الأولى من فترة رئاسته، وقالت إن الرئيس الأسود اتخذ مساراً دبلوماسياً مختلفاً كرئيس لأكبر دولة فى العالم.
يقول كوهين، إنه على الرغم من أن البعض، ومنهم ديك تشينى، نائب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، يرون أن أعداء الولايات المتحدة قد ينظرون إلى أوباما على اعتبار أنه "رئيس ضعيف"، إلا أن دبلوماسية الرئيس الأمريكى نجحت بكل جدارة فى نزع سلاح أعداء الولايات المتحدة.
ويرى الكاتب، أن سياسة أوباما يمكن توصيفها بـ"المبدأ الناعم"، فهى ليست مثالية، ولكنها فى الوقت نفسه لا تتبع خطى السياسة الواقعية الكلاسيكية، فهى تنطوى على العثور على نقاط القوة من خلال أساليب غير تقليدية؛ مثل إدراك حدود القوة الأمريكية، والاعتراف بإخفاقات واشنطن، والاستماع الجيد، وخفض القوة العاملة بصورة عادلة، واستخدام العلامة المميزة، باراك حسين أوباما، على نطاق واسع ببراعة كبيرة، وأخيراً محاولة التواصل الجاد.
وبدأ هذا المبدأ يؤتى ثماره بالفعل بعد أن ساهم فى إحداث تغيرات ملحوظة على الساحة العالمية، واستطاع الرئيس الأمريكى كسب ثقة فيدل كاسترو زعيم كوبا السابق وهوجو شافيز رئيس فنزويلا، ومغازلة العالم الإسلامى من تركيا، ولكن المزيد من الوقت سيظهر النتائج كاملة.
ويقول كوهين، إن مناقشات ضارية حول إمكانية التقارب مع واشنطن شغلت الأوساط من دمشق إلى طهران، فرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو على وشك جر حزب الليكود اليمينى لقبول فكرة حل الدولتين، وذلك لأنه يعلم جيداً كلفة التصادم المبكر مع أوباما.
ويرى الكاتب، أن الولايات المتحدة الأمريكية خلال الثمانية أعوام العجاف الماضية يسرت الأمر كثيراً على أعدائها، الذين أراحهم سلوك البلاد فى أبو غريب، وجوانتانامو، واختراع محور الشر، وسياسات العقاب، ولكن الأوضاع اختلفت بعد 20 يناير الماضى بصورة يستطيع المرء أن يصفها جذرية.
ومن ناحية أخرى، ساهم مبدأ أوباما فى تعزيز رغبة العديد من الدول فى أن يصبحوا أصدقاء للولايات المتحدة أو على الأقل يطبعوا العلاقات معها ومع رئيسها، الذى أظهر نية واضحة للاستماع للآخرين والتواصل والتعاون معهم.
يعتقد الكاتب أن فيدل كاسترو والمشابهين له سيحاولون مقاومة مبدأ أوباما الناعم، هذا المبدأ سيلاقى نجاحاً كبيراً فقط عندما يدرك أعداء الولايات المتحدة الأمريكية، أن العلاقات الطبيعية مع واشنطن لا تعنى فقدان ثقافاتها وسياستها المميزة، وكذلك لا تعنى فرض القيم والمثل الأمريكية، وإنما "الاحترام المتبادل"، الذى تعهد بانتهاجه أوباما مع العالم الإسلامى وإيران.
