بدأ فريق عمل ذاكرة مصر المعاصرة فى التوثيق الرقمى للأعلام والشارات المصرية منذ عصر محمد على وحتى الوقت الحالى، والنشيد الوطنى للبلاد.
أوضح د.خالد عزب مدير إدارة الإعلام والمشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، أن العلم المصرى مر بأشكال عدة تعكس صور ومراحل استقلال مصر فى العصر الحديث، فبداية من العلم العثمانى ذى الأهلة حتى علم الجمهورية، كلها تعبر عن مراحل من السيادة المصرية وتعبر عن تاريخ مصر الحديث.
وأشار إلى أن العلم العثمانى مر قبل فتح مصر بعدة تطورات، ففى بداية تأسيس آل عثمان لدولتهم اتخذوا علمًا أبيض اللون، ثم أصبح أخضر اللون ثم استقر بعد ذلك على اللون الأحمر، وكان العلم تتوسطه دائرة خضراء على شكل بيضاوى به ثلاثة أهلة، وكان هذا هو العلم السلطانى، ومع الفتح العثمانى لمصر 1517 أصبح العلم السائد هو العلم الأحمر باعتبارها إحدى ولايات الدولة العثمانية شأنها فى ذلك شأن باقى دول المنطقة.
وأوضح عزب أن العلم الأحمر كان ذو هلال ونجمة باللون الأبيض فى وسطه ويزعم البعض أن الهلال يرمز إلى الدول التى تدين بالإسلام وأن الصليب يرمز إلى الدول المسيحية، وهذا الزعم لم تثبت صحته من الوجهة التاريخية، فالهلال ظهر فى الأعلام قبل الإسلام، فقد اتخذه الفرس وبعض الأمم الشرقية الأخرى شعارًا ورمزًا تيمناً به، كما أن الصليب وجد فى الأعلام الرومانية قبل أن تدين تلك الإمبراطورية بالدين المسيحى مع بداية تقسيم العلم إلى أربعة مربعات متساوية ووضع شكل درع فى كل مربع ثم تطور الأمر إلى ما يشبه الصليب، وحتى مع الحروب الصليبية، فلم يثبت أن الجيوش الإسلامية قد اتخذت الهلال شعارًا لها.
وألمح خالد عزب إلى أنه فى جميع المراحل كان علم رئيس الجمهورية هو ذات العلم الوطنى مع إضافة شعار الدولة صقر قريش أو النسر فى الركن الأيسر العلوى من العلم، أى المجاور للعمود، وهو التقليد المتبع فى الوقت الحالى، ولرئيس الجمهورية علم آخر باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة طبقا لنص الدستور وهو نفس علم رئيس الجمهورية مع إضافة شعار القوات المسلحة وهو السيفان المتقاطعان أسفل شعار الجمهورية فى الطرف الأيسر العلوى للعلم.
أما عن النشيد الوطنى المصرى الحالى "بلادى بلادى" فقد كان من تأليف الشاعر الراحل يونس القاضى ومن تلحين الفنان سيد درويش، ولكنه عندما أكمل تلحينه مات قبل أن يسمعه ملحنًا، وقد استشف الشاعر يونس القاضى كلمات هذا النشيد من كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل التى قالها عام ١٩٠٧ وكانت "بلادى بلادى لك حبى وفؤادى.. لك حياتى ووجودى، لك دمى، لك عقلى ولسانى، لك لبى وجنانى، فأنت أنت الحياة.. ولا حياة إلا بك يا مصر"، وقد اتخذت مصر هذا النشيد "بلادى" نشيدًا قوميًا ووطنيًا لها بعد حرب أكتوبر وتحديدًا فى عام ١٩٧٩.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة