خلاف بين الخدمات البيطرية وتجار الخنازير حول التعويضات

قبل أسبوع ومع ظهور أنفلونزا الخنازير فى معظم دول العالم أصدر الرئيس مبارك قرارا بضرورة ذبح جميع الخنازير فى مصر لتجب دخول المرض، وقرر الرئيس مبارك صرف تعويضات لجميع المربين الكبار والصغار، حددها فى مبالغ تتراوح ما بين 500 و600 مليون جنيه، ووافق المربين على ذبح الخنازير والتخلص منها بعد مفاوضات واجتماعات مكثفة مع مسئولى هيئة الخدمات البيطرية حضرها إسرائيل عياد أكبر تجار ومربى الخنازير فى مصر وعدد آخر من صغار المربين بناء على هذا القرار.

ومع بدء الجهات المسئولة فى عملية الذبح فوجئ المربين بقرار آخر يصدر دون تحديد جهته بأن التعويضات لجميع المربين لن تزيد على 30 مليون جنيه، حسبما أكد مصدر مسئول بهيئة الخدمات البيطرية، وهو ما نفاه الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة، مؤكدا أن ما أثير حول انخفاض أموال التعويضات الخاصة بتجار الخنازير من 600 مليون جنيه طبقا لقرار الرئيس، إلى 30 مليون جنيه؛ وهى الأموال التى تم تخصيصها بالفعل منذ صباح الأحد 3 مايو.

وقال رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية التعويضات موجودة بالفعل فى مجازر القاهرة والإسكندرية، وقد بدأ صرفها للتجار الذين قاموا بالذبح داخل المجازر.

وتعليقا على تخوف البعض من عدم وجود آلية للصرف قال سماحة "دورى محدد داخل المجازر، واللى عاوز يدبح من التجار هيصرف التعويض طبقا للأسعار المتفق عليها، وهى 250 جنيهاً للخنزير العشر، و50 جنيهاً للخنزير الصغير؛ وبالنسبة لذكر التسمين فسوف يصرف عنه مبلغ 100 جنيه لو كان صالحا للاستهلاك الآدمى، ومبلغ 30 جنيها فقط فى حالة إعدامه"، وتابع "اللى دبح فى المجزر ولم يصرف يجى يشتكى وإحنا هنصرف له التعويض".

أما إسرائيل عياد أكبر مربى وتاجر خنازير قال إن التعويضات بدأ صرفها لجميع المربين والتجار الصغار، حيث يتم ذبح الخنازير مقابل صرف التعويض الذى حددته هيئة الخدمات البيطرية.

وعن المبلغ الذى حدده الرئيس مبارك والمقدر بـ 600 مليون جنيه لجميع المضارين، وبين المبلغ الذى قال عنه الدكتور حامد سماحة فى تصريحاته لليوم السابع والمقدر بـ 30 مليون جنيه قال عياد، إنه لا يعرف عن الأرقام الحكومية شىء وكل ما نطلبه هو تعويض المربين الصغار وحل أزمتهم.

من جانبهم أكد عدد من تجار الخنازير بمنشية ناصر، أنهم التقوا منذ ثلاثة أيام النائب البرلمانى حيدر بغدادى وعدد من قيادات الحزب الوطنى، فى جلسة تناولت إجراءات الذبح ومسألة التعويضات. ووعدهم قيادات الوطنى بمحاولة تسهيل الحصول على قروض من الصندوق الاجتماعى للتنمية، بهدف تغيير النشاط والبدء فى تربية ماشية بدلا من الخنازير.

بالإضافة إلى وعدهم بعمل عقود جديدة مع هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة بدلا من التعاقد مع الشركات الأجنبية للنظافة.

تلك الوعود التى أطلقها قيادات الحزب الوطنى لتجار الخنازير تشترط تسليم ما يمتلكونه من خنازير للذبح فى المجازر، إلا أن عددا كبيرا من التجار بمنشية ناصر اعترضوا على تسليم خنازيرهم، معللين ذلك بأن حجم التعويضات غير كافٍ، حتى ولو بلغ التعويض 1000 جنيه عن الرأس الواحدة.

محافظة القاهرة من ناحيتها نفت مسئوليتها عن صرف التعويضات لمربى الخنازير وألقت بالمسئولية على عاتق جهات أخرى.

وبحسبة بسيطة وطبقا لبيان صرف التعويضات الصادر عن هيئة الخدمات البيطرية نجد انه سيتم صرف 32 مليون و500 ألف جنيه فقط حيث سيتم صرف 200 جنيه عن رؤؤس الخنازير العشار و50 جنيه للصغيرة و100 جنيه للذكور المذبوحة ، وبضرب متوسط الأرقام لن تزيد التعويضات عن 32 مليون جنيه وليس 600 مليون جنيه .