نيويورك تايمز تستعرض "إشراك العالم الإسلامى"

الأحد، 31 مايو 2009 04:29 م
نيويورك تايمز تستعرض "إشراك العالم الإسلامى" نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً كتبه ديفيد سانجر يستعرض آخر كتاب ألفه جوان كول
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً كتبه ديفيد سانجر، مراسل الصحيفة فى واشنطن، والمهتم بقضايا السياسة الخارجية، يستعرض من خلاله آخر كتاب ألفه جوان كول، باحث أمريكى، ومؤرخ مختص بتاريخ الشرق الأوسط الحديث، تحت عنوان "إشراك العالم الإسلامى".

يستهل سانجر مقاله "الخطر الإسلامى" أو "إسلاموفوبيا"، قائلاً إن رؤى الرئيس الأمريكى جورج بوش، الطموحة والمتعلقة بالحرب على العراق وإحلال الديمقراطية فى الشرق الأوسط كانت قد بدأت تنهار فى أكتوبر عام 2005، لذا حاول جاهداً حشد الأمة وراء قضية نبيلة واحدة، وهى مجابهة عدو عالمى جديد متمثل فى "الفاشية الإسلامية"، ووصف بوش فى سلسلة من الخطب الرنانة أعداء الولايات المتحدة الأمريكية كقوة موحدة، تجمعها رؤية مشتركة، وأكد على أنه فى حال لم تتصدَ البلاد لهذا التحدى الجديد، سيتمكن الجهاديون من تحقيق طموحهم فى "بناء إمبراطورية إسلامية راديكالية تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا".

يستعرض كتاب جوان كول "إشراك العالم الإسلامى"، النهج الذى تبناه بوش خلال فترتى رئاسته مع العالم الإسلامى، والعواقب الوخيمة التى تلت أحداث 11 سبتمبر، تلك الأحداث التى تغيرت معها ملامح سياسة الإسلام المعاصر، ويكشف كول فى كتابه عما يصفه بالديناميكية المزدوجة، التى يشكل أطرافها "القلق إزاء الإسلام" فى الولايات المتحدة الأمريكية، و"القلق إزاء أمريكا" فى العالم العربى، ولم يغفل الكاتب الإشارة إلى الوهابية فى المملكة العربية السعودية، وصعود جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وتأثير التدخل الأمريكى، غير المقصود، فى الشئون الإيرانية.

يقول سانجر، إن كول وضع إصبعه على بيت القصيد فى بداية كتابه، عندما تطرق إلى "إدمان" الولايات المتحدة الأمريكية على نفط الشرق الأوسط، هذا الإدمان الذى تسبب فى انحراف السياسة بصورة دفعت الولايات المتحدة إلى تأييد طغاة، كانوا من المفترض أن يكونوا على رأس قائمة منتهكى حقوق الإنسان، يقول كول "الواقع يقول إننا سنصبح أكثر اعتماداً على النفط الإسلامى فى العقود المقبلة" مع الأخذ فى الاعتبار أن 11 دولة من أصل أكبر 15 دولة مصدرة للنفط، تقطنها أغلبية مسلمة.

ويرى الكاتب أن النفط، كان السبب الرئيسى وراء دخول العراق فى المقام الأول. أعلن الرئيس الأمريكى الأسبق دوايت أيزنهاور، عندما واجه انقلاب فى بغداد عام 1958، أطاح بحكومة ودية، "إما أن نتصرف أو نخرج من الشرق الأوسط".

يشير كول إلى أن الساسة الغربيين الذين يتحدثون عن الفاشية الإسلامية لا يهينون فقط ديانة بأكملها، وإنما يخطئون فى تعريف العدو، فالجماعات الإرهابية التى تواجه الولايات المتحدة ليست سوى جماعات تحاول اختطاف الدين، ويرى كول أنه ليس من المنطق وصفها وفقاً للمعايير الدينية، كما أنه ليس من المنطق وصف قاتل إسحاق رابين بـ"الإرهابى اليهودى"، ولا فرانشيسكو فرانكو بـ"الفاشى المسيحى".

ويقول الكاتب، إن المجتمعات العربية مثل المجتمع المصرى، ترغب فى تبنى الفكر الغربى، ولكن فى الوقت نفسه تدين بشدة انتشار القيم والمثل الغربية، وتريد الانغماس فى الملذات، وعلى الرغم من ذلك، تأمل فى منع "الفجور والجنس العرضى، والمخدرات، والعنف من غزو أحيائهم وثقافتهم".

ويشير كول إلى أحد هذه الأحياء، المتمثلة فى الجيزة، والتى كان محمد عطا، مختطف الطائرة الرئيسية الذى شنت هجوم 11 سبتمبر، نتاجها أنكر والد محمد عطا فى بادئ الأمر ضلوع ابنه فى مثل هذا الحادث المشين، ولكنه بعد مرور أربعة أعوام، ذهب إلى مكتب الـCCN ليعبر عن يقينه أن ابنه الشاب قد بدأ حرباً دينية بمثابة "القنبلة النووية التى تم تفعيلها وعلى وشك الانفجار".

بالغ بوش كثيراً فى تضخيم قوة "الخطر الإسلامى"، ولكن هذا ليس معناه أن الجماعات الإسلامية الراديكالية لا تحظى بنسبة مشاركة أكبر من الجماعات الأمريكية، بل ويتم تمويلها بصورة أفضل من نظيراتها فى الولايات المتحدة، وذلك بسبب تعاظم وجودها فى الدول الأخرى، وليس فقط داخل دولة واحدة.

ويقول ساجر، إن الاختبار الحقيقى أمام خطط الرئيس الأمريكى باراك أوباما، لإشراك العالم الإسلامى يكمن فى أنه لم يكن هناك مشاركة حقيقة من قبل العالم الإسلامى لمدة تزيد عن الثلاثة عقود، ولكن أوباما قلب الأوضاع رأساً على عقب عندما بدأ عملية الإشراك بمغازلة إيران من خلال رسالة فحواها أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسعى لتغيير النظام المتبع وستحترم الرغبة الإيرانية فى استرداد مكانتها بين الدول، ويثنى كول على هذه البادرة قائلاً، إن "عطش إيران للاستقلال السياسى والتكنولوجى، يفوق عطش دول الخليج فى هذه النطاق".

وعلى الرغم من ذلك، لم تجيب رسالة أوباما على أهم سؤال؛ كيف سيتمكن أوباما من رى عطش إيران وفى الوقت نفسه، يلتزم بتعهده بأنه لن يسمح لإيران أبداً بالحصول على سلاح نووى.

ويشير مؤلف الكتاب إلى أن المجتمع الدولى سيضطر إلى الوصول إلى آلاف العلماء الإيرانيين الذين يعملون تحت مظلة المشاريع النووية فى حال أرادوا وقف الطموح الإيرانى النووى، ويرى ساجر أن كول بالغ عندما قال إن المفتشين الدوليين قد حصلوا على أكبر قدر من الحرية أثناء تفتيشهم على المنشآت الإيرانية النووية، حيث شعر القارئ أن المفتشين رأوا كل ما طلبوا أن يروه، ولكن هذه يتنافى مع الحقيقة.

وفى نهاية الكتاب، أظهر كول تأييده لتبنى نهج براجماتى بناء مع إيران، كما دعا الغرب إلى محاولة التعرف إلى العالم الإسلامى على حقيقته قائلاً، إن "الطريقة المتعصبة التى يتعامل بها بعض الساسة مع الإسلام، سيكون بلا شك الفشل مصيرها".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة