تحت عنوان "معادى للسامية فى اليونسكو"، نشرت مجلة الإكسبرس الفرنسية مقالا حول التغير الذى طرأ على موقف وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى والذى كان، كما تذكر المجلة، الأوفر حظا للفوز بمنصب الرئيس القادم لمنظمة اليونسكو، وذلك على أثر الجدل الذى انطلق مؤخرا حول تصريحاته السابقة ضد إسرائيل فى 2008. الأمر الذى سبب انزعاجا فى العواصم الغربية.
يصف المقال المسألة برمتها بأنها قصة انتخاب كانت نتيجتها معروفة مسبقا، إلا أنها تحولت إلى ملف سياسى ساخن. وبطل هذه القصة هو فاروق حسنى، وزير الثقافة المصرى منذ 21 عاما، والمرشح لرئاسة منظمة اليونسكو خلفا لكويشيرو ماتسورا. وكان من المرجح فوز فاروق حسنى بهذا المنصب، باسم "التطبيع الثقافى" مع العالم العربى، بعد حصوله على مساندة العديد من الدول الغربية، ومن بينها أسبانيا.
بيد أن الجدل المثار نتيجة الحملة التى شنها كل من الكاتب برنار هنرى ليفى والسينمائى كلود لانزمان وإيلى فيزل الحائز على جائزة نوبل للسلام ضد فاروق حسنى فى صحيفة "لوموند"، بسبب تصريحاته الحادة ضد إسرائيل فى 2008 قد أحدثت منذ الآن اضطرابا فى موقف فاروق حسنى.
وعلى الرغم من إعراب فاروق حسنى عن أسفه إزاء ما صرح به مؤكدا أنه "رجل السلام"، يشير المقال إلى أن الأمر لم ينجح فى إقناع المنظمات التى تحارب معاداة السامية. فمن ناحية أشار شيمون صامويل، مدير العلاقات الدولية فى مركز سيمون فيزنتال إلى أن تلك الاعتذارات جاءت متأخرة، خاصة وأن التصريحات الصادرة عن فاروق حسنى لم تكن حالة استثنائية، فهى مستمرة منذ 21 عاما. ومن ناحية أخرى قامت اللجنة اليهودية الأمريكية على سبيل المثال بإلقاء اللوم على فاروق حسنى لقيامه بجميع الوسائل بمنع إقامة متحف لليهودية فى القاهرة.
ثم تشير المجلة إلى حالة الانزعاج الناتجة عن هذا الجدل فى العواصم الغربية، والتى كانت جميعها تتأهب للتصويت لصالح فاروق حسنى. الأمر الذى أدى بدوره إلى تصعيب الوضع عليها. حيث بات من الآن فصاعدا أن التأييد الصريح لوزير الثقافة المصرى يعنى إهانة لإسرائيل، وفى الوقت ذاته يتحتم إرضاء دعوة حسنى مبارك الملحة، حيث يبدو أنه قد جعل من أمر انتخاب فاروق حسنى مسألة شخصية.
فبعد أن نجح مبارك فى إثناء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو عن فكرة معارضة ترشيح فاروق حسنى، ينوى الرئيس المصرى إقناع باراك أوباما، خلال زيارته للقاهرة فى 4 يونية القادم، بهذا الأمر. إلا أن الرئيس الأمريكى، والذى تنتظر الدول العربية وإسرائيل نفسها خطابه بشدة، لن يسمح لنفسه على الأرجح بالوقوع فى هذا الفخ الملغم.
وبالنسبة للموقف الفرنسى، يشير المقال إلى التريث الذى تبديه فرنسا تجاه تلك المسألة، حيث صرحت كاترين كولونا، السفيرة الفرنسية لدى اليونسكو، أن الوقت لا يزال سابق لأوانه لإتخاذ موقف، كما اكتفت وزارة الخارجية الفرنسية بالإشارة إلى أنه على المرشحين لرئاسة منظمة اليونسكو أن يلتزموا بعدد من المبادىء، من بينها "التسامح واحترام تنوع الثقافات".
ويخلص المقال إلى أن الأمور تنذر بصيف ساخن داخل اليونسكو!!
قالت إنه لم ينجح فى إقناع المنظمات التى تحارب معاداة السامية
مجلة فرنسية: اعتذار فاروق حسنى "جاء متأخراً"
الأحد، 31 مايو 2009 10:22 ص
فرص حسنى فى المنصب تتضاءل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة